شكل حديث ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لبرنامج "الثامنة" مساء يوم أمس الثلاثاء، توجهاً سياسياً واستراتيجياً جديداً في التعامل مع المحور الإيراني، والأطماع الفارسية التي أشاعت الفوضى، ودعمت الإرهاب في العالم العربي ولاسيما في دول الخليج العربي. وقال الدكتور جعفر الهاشمي الخبير في الشأن الإيراني والعربي لـ"سبق":" إن ما قاله الأمير محمد بن سلمان حول خطورة النظام الإيراني على المنطقة يعكس ولادة رؤية جديدة ناتجة عن تصحيح الفهم لماهية هذا النظام وخطابه السياسي، وربما يكشف عن استبدال استراتيجية التجامل السياسي والتعامل المنفعل والدفاع المتموضع باستراتيجية جديدة قائمة على أساس صراع البقاء، ونقل المعركة إلى العمق الإيراني". وأضاف الهاشمي "أن بنية النظام الإيراني تتداخل مع مشروعه التوسعي الرامي للهيمنة على الأمة تداخلا جوهريا يستحيل ديمومته دونه ، إذ إن مغزی فكره السياسي يتكون من أيدلوجية عنصرية – طائفية تستهدف التوغل في مفاصل المجتمعات العربية والإسلامية والفتك بها داخلياً والهيمنة على مقدراتها وبناء إمبراطوريته على اشلائها كمقدمة للسيطرة على جميع العالم وإخضاعه لما يسميها بحكومته الإسلامية". ويوضح الهاشمي أن الدستور الايراني في مقدمته يصف نفسه بأنه "يمثّل رغبة أبناء الأمة الإسلامية قاطبة" وإن القيادة الإيرانية هي" قيادة الأمة الإسلامية برمتها" وأنه "یمهد لتحقيق أهداف الثورة الرامية لغلبة المستضعفين على المستكبرين في إيران وخارجه عبر امتدادها "واتساقا مع ذلك "فإن مهمة الجيش والحرس الثوري لا تقف عند حماية الحدود الإيرانية بل تستمر حتى بسط حكومة الله على جميع العالم" مجسدا ذلك فی نصوص المواد 11و12و45و56و107وغيرها." ويؤكد الهاشمي أن "هذا النهج العدواني الذی أوصی به الخمینی وتأكيده علی ضرورة احتلال بلد الحرمين کعائق یحول دون تحقق مشروعه ، تجسّد فعلیا ضمن لعبة توزيع الأدوار التي ضللت العرب والعالم باسره طيلة 37 عاما والتي استطاع النظام خلالها أن يفتك بشعوب المنطقة بشكل تدريجي ، وعليه فإن ما نسمعه اليوم من قراءة لماهية النظام يعتبر تطوراً مهماً و ضرورة قصوى لتبني استراتيجية حازمة وحاسمة لاستئصال هذا الأخطبوط الجامح وتخليص الشعوب الرازحة تحت وطأته وشعوب المنطقة والعالم باسره من شرارته وعدوانيته". وفي السياق ذاته يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسن راضي لـ"سبق" أن خطورة المشروع الفارسي تكمن في استغلاله لبعض المخدوعين من الشيعة في البلدان العربية، وتزامنه في مرحلة الضعف التي تمرها بها المنطقة العربية جراء المتغيرات والتحالفات الدولية التي غضت النظر عن التدخلات الإيرانية في عدد من الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن والبست إيران مشروعها التوسعي غطاءا دينيا (طائفيا) من أجل خداع شرائح البسطاء في الوطن العربي، حيث التصريحات المسؤولين الإيرانيين تصر على تصدير الثورة الإسلامية، من أجل نشر الإسلام والدفاع عنه ومناصرة الشعوب المستضعفة والدفاع عن قضايا العرب والمسلمين. ويضيف راضي: أن التحرك الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية استطاع خلال فترة زمنية قصيرة أن يدحر التوسع الإيراني في أكثر من مكان خاصة في البحرين واليمن، وأستطاع هذا التحرك أن يحمي الدول الخليج العربي من التدخلات الإيرانية ويكبد المشروع الفارسي خسائر كبيرة إقتصاديا وسياسيا وعسكريا. ولفت راضي إلى أن دول الخليج العربي تمتلك أدوات ونقاط قوة هائلة سياسيا وعسكريا، يمكنها إجهاض وتدمير جميع المخططات الفارسية، خاصة أن الأخيرة تعاني مشاكل وأزمات اقتصادية وسياسية وأمنية، وعدم وجود انسجام داخلي، بل نضال ومقاومة لشعوب غير الفارسية الرازحة للاحتلال الفارسي، والتي تشكل أكثر من 70% من خارطتها الجغرافية والبشرية، وتعاني إيران من تدهور الوضع الاقتصادي نتيجة إنفاقها على المليشيات الإرهابية، وتورطها في حرب اليمن والعراق وسوريا، إضافة على الفساد الإداري والمالي المنتشر في كل مفاصل الدولة، الذي جعل من إيران دولة فاشلة بامتياز في العالم.
مشاركة :