أجمع محللون سياسيون وأكاديميون سعوديون على أن حديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لقناة «سي بي إس» ضمن برنامج «60 دقيقة»، يعكس عمق إدراك القيادة السياسية العليا لحجم المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة،. ويعكس رؤية إصلاحية شاملة وطموحة لمستقبل واعد للمملكة العربية السعودية لجعل اقتصادها أكثر ازدهاراً ومجتمعها أكثر حيوية، متمسكاً بالقيم الإسلامية مع المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، وبالهوية الوطنية الراسخة. وقال الباحث والمحلل السياسي د. حسين بن فهد الأهدل إن الأمير محمد بن سلمان أكد خلال الحوار التلفزيوني رؤيته حول إعادة الإسلام لأصوله الوسطية في السعودية وتحرير المرأة من كثير من القيود الاجتماعية التي لا تمت إلى الدين بصلة وفتح فرص العمل أمامها وتمكينها من قيادة السيارة والطائرة مستقبلاً وكشفه أن المملكة تعمل على قانون مساواة في الرواتب بين الرجال والنساء، فضلاً عن حزمة سياسات اقتصادية من شأنها أن تضع المملكة في مصاف الاقتصاديات العالمية بحلول 2031 إذا ما استمرت سياسات الإصلاح السعودية على مسارها. مستوى الثقة من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة المجمعة د. يزن بن فراس الشمري أن حديث ولي العهد السعودي عن قوة السعودية عسكرياً واقتصادياً وأمنياً وسياسياً وتفوقها في كل ذلك على إيران قد رفع من مستوى الثقة لدى الشعب السعودي وأصدقاء السعودية في العالمين العربي والإسلامي، عندما قال باعتزاز ملحوظ «إيران ليست مساوية للسعودية». وتأكيده أن المملكة ستطور القنبلة النووية في حال أقدمت طهران على ذلك، مشيراً إلى أن هذا الحديث صرع الثور الإيراني الهائج والمتوهم بقوته. وشدد على أهمية التوضيحات التي جاءت في حديث ولي العهد السعودي حول الإجراءات التي اتخذت ضد المتهمين بالفساد، الذين أوقفوا في فندق «ريتز كارلتون» بالرياض من حيث قانونيتها وأن الهدف منها ليس استعادة مال الدولة المنهوب فقط بل ردع الفاسدين ومعاقبتهم وإرسال رسالة للداخل السعودي وللمستثمرين الدوليين في الخارج أنه ليس هناك من هو فوق القانون في العهد الجديد للسعودية. وقال الشمري إن حديث الأمير عن هذا الأمر والإجراءات التي اتخذها في مكافحة الفساد سوف تعزز ثقة المستثمرين الدوليين لتوطين استثماراتهم في المملكة باعتبارها بيئة تكتسب مع الشفافية، عناصر الثقة والاستقرار المنظور في أعقاب هذه الهزات المحسوبة. وجه جديد أما الباحث والمحلل السياسي عبدالمجيد بن فهد العرفج فقد أكد أن حديث ولي العهد السعودي للقناة الأميركية قبل ساعات من وصوله إلى واشنطن عكس الوجه الجديد للسعودية التي تؤمن بالعديد من مبادئ حقوق الإنسان، مع أهمية تأكيده باختلاف المعايير السعودية القائمة على التعاليم الإسلامية عن المعايير الأميركية حول حقوق الإنسان، مع اعترافه الجريء بوجود بعض أوجه القصور التي يجري العمل على معالجتها.
مشاركة :