فنون حروب الانتخابات! | حسن ناصرالظاهري

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم تعد كلمة "حرب" قاصرة على المعارك التي تشتعل بين الدول، ولكنها "حدث" يفرض نفسه في كل ما نتخيّله من نشاط، سياسيًّا كان أم رياضيًّا، حتى أدبيًّا ووظيفيًّا، عدد الحروب التي تشتعل مع صباحات وأمسيات كل يوم تعصى على الأرقام تعدادها، لكن أفظع تلك هي "الحروب" التي اتفق على تسميتها بالقذرة، التي يُرجى من ورائها استبعاد شخصية "ما" من الترشّح لرئاسة بلد، أو حزب، أو تقلّد وظيفة، عندها يبدأ الصراع، صراع المتنافسين، وتطبيق نظرية "اللي تغلب به العب به". في الولايات المتحدة ما إن شعر الحزب الجمهوري بإعلان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عن نيتها للترشّح للرئاسة المقبلة، وتصدرها المشهد السياسي كأبرز المرشحين للرئاسة القادمة، حتى سارع في الإيحاء "لمونيكا ليونسكي" بالظهور من جديد بغية "عكننة" مزاج هيلاري التي وصفتها خلال أحد مناقشاتها بأنها "نرجسية مخبولة"، استغلوا هذا في الوقت الذي اتفقوا فيه على تسمية (جيب بوش) ابن بوش الأب مرشحًا على الحزب الجمهوري، ويبدو أن غلاف مجلة التايم الأخير، والذي أظهر صورة قدم سيدة بكعب عالٍ، وتعليق وحيد يقول: "هل يستطيع أحد أن يوقف هيلاري"؟ قد أثار حفيظة زعماء الحزب الجمهوري فأرادوا أن (يداووها بالتي كانت هي الداء)، وكان الحزب الديمقراطي قد فعلها من قبل، بعدما سرب شريط فيديو محرج لمرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري "ميت رومني" فسقط بالضربة القاضية أمام الرئيس أوباما. في مصر الشقيقة، تقوم حرب شعواء ضد المرشح الأقوى عبدالفتاح السيسي، يتزعمها بعض مناوئيه من الإخوان، حيث تظهر بعض (الهاشتاجات) التي تحمل كلمات نابية وغير أخلاقية تجاه مرشح يرى الأغلبية في الداخل والخارج أنه الأصلح لقيادة مصر في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، لكنها الحرب كما قلت، التي يسعى أصحابها إلى إسقاط الرموز الناجحة والأكثر حظا بشتّى الوسائل. في تركيا التي تشهد هذه الأيام انتخابات بلدية، فإن طرفًا النزاع هما حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري المعارض، استغل كل منهما كل أنواع الخطاب التحفيزي المسيء للآخر، فأردوغان ركز على شعار (في سبيل تركيا لا يهمنا إلاّ الله وشعبنا)، أمّا الفريق الآخر الذي يرأسه "كمال أوغلو" فقد شدد على وجوب تخليص البلاد من السياسة القذرة وتشكيل حكومة نزيهة بعد اسقاط الفاسدين، مركزًا على فضائح الفساد التي طالت الحكومة ورئيسها "أردوغان" وتسريب شريط التسجيلات التي كان من بين ما تحمله مكالمة لأربعة من المسؤولين الأتراك يناقشون في إمكانية عمل عسكري ضد سوريا. هي سوريا فقط، التي تخرج عن هذا المألوف (الديمقراطي)، حيث يظهر على الساحة الانتخابية أشخاص من (الماتروشكا) -دمية روسية- ينافسون الأسد على كرسي الرئاسة، لم يسعدهم الحظ في أن يشارك في حملتهم نجوم كـ(سلاف فواخرجي، وسلمى المصري، ودريد لحام) الذين وظّفوا أنفسهم للدعاية والدعوة لانتخاب (الأسد). hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :