يرى John M Owen في مقاله في Foreign Affairs بعنوان From Calvin to the Caliphate: What Europes Wars of Religion Tell us About the Modern Middle East أن الحروب الدينية في الشرق الأوسط لن تنتهي بفوز أي من الأطراف المتنازعة، بل ستنتهي كما انتهت حروب للبروستانت والكاثوليك بخروج توافق مجتمعي على حدود الدين والدولة. وأستخلص من المقال نقطتين: الأولى أنه يساعد على خروج هذا الوفاق وجود دولة قوية ومستقرة ترعى الحوار الاجتماعي، كما أن على الغرب تحديد الفئات الإسلامية المعارضة للتطرّف ومساعدتها. وأرى بدوري أن المملكة العربية السعودية قادرة أن تلعب دور هذه الدولة القوية ذات التيار الوسطي، إذ تتعدد فيها الفئات الدينية، ويمكن إقامة الحوار بينها ليس بغية انتصار أحد الفرق على غيرها، وإنما لإيجاد طريقة للتعايش السلمي غير المهدد بالعنف. وأرى أن علانية مثل هذه الحوارات لازمة ليستفيد منها من هم بعيدون عن تقبل الرأي الآخر. كما أرى أن يستمر الجميع في مساندة تلك الفئات الإسلامية المعتدلة والتي قد تعين على «عقلنة» الفئات المتطرّفة الأخرى التي كانت ولا زالت تزاول الإرهاب. وبينما يرى كاتب المقال المذكور آنفًا أن الحملات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية مطلع القرن في أفغانستان والعراق ستعود عليها بالوبال، أختلف معه وأرى أن الهدف وراء احتلال العراق خاصة وأفغانستان بناء دولة قوية تقاوم التطرّف، وتسعى إلى التسامح تحت إرشاد دولة متمرسة في سياسات الحرية - أمريكا. وكان انسحاب أوباما المبكر بمثابة إجهاض لهذه المحاولة. ولكن بمقدور مملكتنا الرشيدة أن تلعب دور الدولة الوسطية المتقبلة للحوار فتدرس الفقه على جميع المذاهب، وتتقبل الاختلاف في وجهات النظر.
مشاركة :