ثمة تباين تاريخي واضح في علاقة الهلال مع لقب كأس الملك الذي استعصى عليه في المواسم الاخيرة وبين علاقته الوطيدة وانجازاته غير المسبوقة في بطولة كأس ولي العهد التي يحمل الهلاليون في تاريخهم عنها اجمل الذكريات باعتبارها البطولة التي جعلتهم يفترسون غريمهم التقليدي ومنافسهم الابدي النصر على مدى 6 مواسم متتالية قبل ان ينجح (فارس نجد) هذا العام بوضع حد لهذا الفشل المتراكم في محاولته السابعة منهياً الاحتكار الازرق للقبها بانتزاعه الكأس من براثن منافسه التقليدي والعودة الى منصات كأس ولي العهد بعد 4 عقود من الغياب. ومن المفارقات التاريخية ان الهلال هو الآخر غاب عن لقب كأس ولي العهد قرابة 3 عقود تخللها تغيير في نظام المسابقة حين تحولت المنافسة بين الاندية الى منتخبات المناطق ثم توقفها لظهور مسابقة الدوري ومع ذلك يقف الهلال اليوم فارسا اول لهذه البطولة ب 12 لقباً متقدما على اقرب منافسيه بفارق 5 مرات وخلال تلك السنوات ظهر جيل مميز من نجوم الهلال امثال فهد بن نصيب، حسين العليان، فهد الحبشي، ابو حطبة، محمد الطعيمي، عبدالله بن عمر لكنهم اعتزلوا من دون ان تلامس ايديهم كأس ولي العهد تماما كما هو حال نجم النجوم واسطورة النصر ماجد عبدالله. كما يذكر التاريخ ان فوز الهلال بلقبه الاول في كأس ولي العهد مر بحدث غير مسبوق حين هزم الوحدة 4/3 في المباراة النهائية التي رعاها امير منطقة مكة المكرمة مشعل بن عبدالعزيز في ملعب الصبان بجدة عصر يوم الجمعة 24/11/1384 ه وجاءت اهداف الهلال عن طريق كبار مهاجميه سليمان مطر الكبش (هدفين) وقائده الاسطورة مبارك عبدالكريم والغزال الاسمر اللواء زين العابدين عقاب الذي أحرز قبل ذلك اسرع هدف في تاريخ ملعب الصايغ بالرياض خلال الثواني الاولى لمباراة فريقه امام الشباب فيما سجل للوحدة مهاجمه الفذ سعيد لبان رحمه الله (هدفين) ومحمد لمفون والحدث التاريخي في هذه البطولة ان لاعبي الوحدة انسحبوا قبل نهاية المباراة بدقائق احتجاجاً على عدم احتساب حكم المباراة عبدالله كعكي هدف التعادل الرابع لهم بداعي التسلل فما كان من المنظمين الا ان اشعروا الهلاليين بتسليمهم الكأس في - الفندق - مقر اقامتهم خوفاً عليهم من ردة فعل الجمهور الوحداوي الغاضب. أما الجانب الاكثر اشراقاً للهلال في مسابقة كأس ولي العهد فكان نجاحه في تحقيق الكأس 10 مرات من اصل 12 في غضون 13 عاماً فقط خلال الفترة 2000 - 2013 في عهد 4 من رؤسائه الامراء: بندر بن محمد، عبدالله بن مساعد، محمد بن فيصل، عبدالرحمن بن مساعد والاخير كان اوفرهم حظاً وتميزاً تاريخياً بإحرازه 5 بطولات. ولم ينصف التاريخ الازرق (اعلامياً) رئيس الهلال الاسبق الامير خالد بن محمد الذي كان فأل خير على الزعيم اذ شهد النادي في عهد رئاسته عودته لمنصات كأس ولي العهد بعد 30 عاماً من الغياب حين هزم الرياض في المباراة النهائية لموسم 1415ه بهدف أحرزه الذئب سامي الجابر، وكان مدربه البرازيلي لازاروني وكابتنه الاسطورة يوسف الثنيان. ليبقى السؤال الاخير والهلال يغادر ساحة المنافسة على كأس الملك موسماً بعد آخر: هل وراء هذا الاخفاق المتراكم سر ام ان سوء الطالع لا يزال يلازمه في هذه المسابقة حتى اشعار آخر.
مشاركة :