الحمد لله الذي جعل هذا البلد حرماً آمناً، والشكر، بعد الله، والامتنان لحارس أمننا الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزبز ورجاله البواسل في أجهزة الأمن على يقظتهم وتفانيهم في حماية تراب هذا البلد الطاهر من دس الإرهاب، وعلى ما يقومون به من جهد مثابر وعمل احترافي يحق لنا أن نعتز به ونفخر بين كل دول العالم. هذه اليقظة وهذا العمل الأمني المحترف هو الذي أحبط مؤامرة التنظيم الإرهابي الذي أعلنته وزارة الداخلية مؤخراً، حيث أحبط رجال أمننا البواسل الأكفاء المخطط الإجرامي في مهده وأمسكوا بخيوطه وتتبعوا ذيوله في الخارج وقدموا في الوقت المناسب الحقائق ناصعة مدعومة بالأدلة والبراهين، هذا التنظيم الإرهابي الذي اعتقلت الجهات المعنية ٦٢ من أعضائه مع ٤٤ من المشبوهين المطلوبين للتحقيق هو امتداد لتنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي هزمه أمننا الباسل شر هزيمة ودمر قواعده وخطوط إمداده المالية واللوجستية، وكون التنظيم الجديد مرتبطاً بتنظيم «داعش» وغيرها من المجموعات الإرهابية التي تنشط في سوريا والعراق لم يغير شيئا في حقيقته فكل هذه التسميات ليست سوى لافتات لتنظيم «القاعدة» الأصل الذي يتزعمه أيمن الظواهري، فالأهداف هي ذات الأهداف والشعارات ذات الشعارات كما أن أساليب العمل والتجنيد لم تتغير، ولحسن الحظ فإن أجهزتنا الأمنية تعد اليوم مرجعاً لأجهزة الأمن العالمية فيما يتعلق بتنظيم «القاعدة» وتكتيكاته، فقد اكتسب جهاز أمننا الوطني خبرة كبيرة في الحرب التي خاضها ضد الإرهاب منذ عام ٢٠٠٣ وقدم فيها تضحيات جسيمة من خيرة شباب هذا الوطن. نحن اليوم أكثر قدرة على هزيمة الإرهابيين واستباق مخططاتهم وإنجاز رجال أمننا البواسل في كشف التنظيم الإرهابي الجديد يؤكد ذلك، لكن الدرس الذي لا يمكن تجاهله هو أن حربنا ضد الإرهاب لم تنته وأن وطننا وأمننا واستقرارنا ومكتسباتنا الوطنية ما زالت مستهدفة من الإرهابيين والمجرمين والمتطرفين، هذا الدرس يجب أن يكون نصب أعيننا جميعاً على مستوى المواطن العادي البسيط الذي يجب أنيبقى متنبهاً لما يدور حوله خاصة بعدما كشفت التحقيقات أن مواقع التواصل الاجتماعي التي أدمنها الشباب قد أصبحت أداة لتجنيد الشباب وتحريضهم وجرهم إلى مهاوي الفتنة والضلال. إن بلادنا ما زالت تخوض حرباً بلا هوادة ضد الإرهاب والإرهابيين، و هذه الحرب ما زالت بعيدة عن نهاياتها، فعلى الرغم من كسر شوكة الإرهاب والضربات الساحقة التي تعرضت لها حاضنته «القاعدة» فإن الإرهابيين وأصحاب الفكر الضال ما زالوا يحاولون إعادة ترميم تنظيمهم المنهار والبحث عن وسائل جديدة تمكنهم من الوصول إلى عقول الشباب بعد أن سدت أمامهم المنافذ التي كانوا ينشرون من خلالها فكرهم المنحرف، و ما كشفته التحقيقات مع أعضاء التنظيم الإرهابي يشير إلى أن تقنيات الاتصال والتواصل الجديدة قد باتت أداة سهلة يستخدمها الإرهابيون ليس في التجنيد وبث الدعاية السامة بل أيضاً في التوجيه والتدريب على صنع أدوات الموت والتخزين. إن واجب المسؤولية الدينية والوطنية يحتم على كل مواطن اليقظة والحذر في تعامله مع شبكات التواصل الاجتماعي ومع تبنيه الشباب والناشئة وتوجيههم حتى يكون استخدامهم لهذه التقنيات إيجابياً ومفيداً بدلاً من أن يكون وبالاً عليهم وعلى أسرهم ووطنهم. الحرب على الإرهاب مستمرة فخلايا القاعدة ما زالت نشطة في دول لنا معها حدود مشتركة أو مصالح حيوية، وما يجري في اليمن الشقيق حرب حقيقية بين القاعدة والجيش اليمني مما يشير إلى خطورة هذا التنظيم على أمن المنطقة بأسرها وما تتناقله محطات التلفزة من صور لمسلحي داعش في سوريا والأنبار ينطوي على تحذير من مخاطر هؤلاء الإرهابيين إن استطاعوا أن يجدوا موطئ قدم أو ملاذ آمن فلابد من اليقظة والاستعداد حتى يتم اجتثاث آفة الإرهاب ليس من منطقة الشرق الأوسط وحدها بل من العالم كله. «اليمامـة»
مشاركة :