جامعات أميركا اللاتينية... تعليم مجاني وكوادر ضخمة

  • 4/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تضم البرازيل مجموعة لافتة من الجامعات، وهي أكبر بلاد تلك القارة، حيث يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، وتُعدّ القوة الدافعة المحركة الاقتصادية للقارة بأكملها. ولا تستقبل تلك الجامعات الطلبة المحليين فحسب، بل تقدم أيضاً عدداً كبيراً من المنح الدراسية للطلبة من قارة أميركا اللاتينية وخارجها.وكذلك هناك جامعات في تشيلي والمكسيك تعمل على تحسين مؤهلاتها الأكاديمية سنوياً، ويسهم إنتاجها من الأبحاث، ومراكزها الفكرية، ومعاملها، وقنوات الاتصال الجامعي، والمساحات الفنية، في تقديم أساس من التدريب المتكامل للمحترفين الشباب. ولا تعمل تلك الجامعات كمؤسسات أكاديمية ممتازة فحسب، بل أيضاً تقوم بتدريب قادة تلك الدول النامية. وتُعدّ جامعات في أميركا اللاتينية خليطاً من الجامعات المملوكة للدولة أو الحكومية والجامعات الخاصة. في الجامعات الحكومية لا يتعين على الطالب دفع رسوم للالتحاق بالتعليم الجامعي وفي كثير من الحالات يحصل الطلبة على إعانات شهرية تساعدهم في تسديد إيجار منازلهم، أو الحصول على الطعام، أو الانتقالات. وهناك برامج تعليمية مجانية في إطار الجهود التي تبذلها بعض حكومات أميركا اللاتينية لصالح الشباب الذين يريدون الدراسة في الجامعة لكن لا يستطيعون تحمل تكلفة الالتحاق بها بسبب ظروفهم الاقتصادية.ويتم عمل تقييم سنوي لأفضل الجامعات على مستوى العالم، ويتم القيام بذلك في أميركا اللاتينية مع الوضع في الاعتبار عدة عوامل، من بينها حجم الجامعة بحسب عدد طلابها، والبرامج الدراسية التي تقدمها، وسمعتها الأكاديمية.وقال مارتين خونو، محلل بارز في «كيو إس إنتيليجينت يونيت»، وهو أحد أكبر أنظمة التقييم في العالم، في حوار خاص لصحيفة «الشرق الأوسط»، عن جودة التعليم: «تركز أكثر دول أميركا اللاتينية طوال العقود القليلة الماضية على تحسين فرص الحصول على التعليم الجامعي، ومن الواضح أنها قد نجحت في ذلك، فبحسب بيانات قدمتها منظمة (اليونيسكو)، ارتفع معدل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي لكل 100 ألف مواطن من المتوسط المسجل في المنطقة، وهو 500 في بداية سبعينات القرن الماضي، إلى 3 آلاف خلال عام 2012. مع ذلك هناك فروق في المنطقة، حيث تظهر أعلى معدلات في العالم في كل من بورتوريكو، والأرجنتين، وتشيلي، بينما لا تزال البرازيل والمكسيك، على سبيل المثال، متخلفة عن الركب، وإن كانت تتحسن بشكل واضح وملحوظ.ويؤكد مارتين خونو على اختلاف مهم بين جامعات أميركا اللاتينية وغيرها في المناطق الأخرى من العالم، حيث يقول: «نحو 40 في المائة من الجامعات التي يتم تقييمها في أميركا اللاتينية جامعات خاصة، وهو أمر نادر في باقي أنحاء العالم. مع ذلك ينبغي ملاحظة أن أكثر تلك الجامعات غير هادفة للربح».على الجامعات تقديم برامج دراسات عليا لتدخل ضمن عملية التقييم. تتنوع قائمة المؤسسات، التي يتم فحصها وتقييمها، بين مؤسسات متخصصة خاصة صغيرة، وأخرى ضخمة تقدم مجموعة كبيرة من البرامج الدراسية تغطي كل المجالات. ودخلت نحو 394 مؤسسة من 21 دولة ضمن تقييم أميركا اللاتينية لعام 2016 - 2017.الجامعات التي يتم اعتبارها الأفضل هي تلك التي توفر لطلبتها مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والتنمية الاجتماعية. وتشتهر أميركا اللاتينية دولياً بثرائها الثقافي وبطبيعة الحال بآلاف المهرجانات التي تقام في مختلف أنحاء القارة. إلى جانب ذلك، تضم أكثر الجامعات، التي تم اعتبارها الأفضل، أكثر من حرم جامعي في كل دولة من تلك الدول. تصدرت جامعة ساو باولو في البرازيل قائمة أفضل خمس جامعات في أميركا اللاتينية. وهناك ثلاث جامعات برازيلية على القائمة، مما يوضح تأثير هذه الدولة على القارة وأهمية الأشخاص المهنيين بها، أما الجامعات الأخرى فتوجد في تشيلي والمكسيك.* من أشهرها1. جامعة ساو باولو (البرازيل)تقع هذه الجامعة في مدينة ساو باولو التي تشتهر بنشاطها التجاري القوي وبكونها مدينة صناعية. وتعد تلك الجامعة أقدم جامعة في البلاد، حيث تأسست عام 1934. ولا يتعين على الطلبة دفع أي رسوم للالتحاق بها. ولا يُعدّ تميزها الأكاديمي أهم ما تتسم به هذه الجامعة، بل تتسم كذلك بكبر حجمها.2. جامعة كامبيناس الحكومية (البرازيل)تأسست عام 1966 في كامبيناس، وهي واحدة من أكبر المدن في ولاية ساو باولو. وهي جامعة حكومية تتمتع بمكانة مرموقة على المستوى المحلي بفضل عملها في البحث العلمي. ويمثل العمل الأكاديمي، بحسب الجامعة، 8 في المائة من البحث الأكاديمي في البلاد، وتُعدّ أكبر حاصل على شهادات براءة الاختراع في البرازيل، إلى جانب كونها أكبر كاتب وناشر للمقالات العلمية. ونظراً لكونها مجانية فعملية الاختيار بها من الأكثر دقة، حيث تشير التقديرات إلى تنافس 23 طالباً على المقعد الواحد.3. جامعة تشيلي الكاثوليكية البابوية (تشيلي)تقع في سانتياغو، عاصمة تشيلي، في الطرف الجنوبي من أميركا اللاتينية. وأسس كبير أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة عام 1888 في سانتياغو. وتضم الجامعة 18 كلية، وتقدم 54 دورة تدريبية، و102 برنامج للدراسات العليا، وبها 32 معهداً وكلية، ويبلغ عدد طلابها 27688 طالباً، منهم ألف باحث للدكتوراه. ومن بين أبرز خريجيها سبستيان بنييرا، رئيس تشيلي السابق، الذي حكم البلاد منذ عام 2010 وحتى 2014، وإدواردو فري مونتالبا، الذي ظل في الحكم منذ عام 1964 حتى عام 1970، إضافة إلى كثير من الشخصيات الوطنية البارزة الأخرى.4. الجامعة الوطنية المستقلة (المكسيك)توجد في العاصمة مكسيكو، وتأسست عام 1551 لذا تعد هي الأقدم في القارة. كذلك تعد هذه الجامعة هي الأكبر في أميركا اللاتينية، لذا ليس من المستعجَب أن يكون عدد طلبتها كبيراً. وبحسب الجامعة، بلغ عدد طلبتها 346730 طالباً خلال عام 2016، والتحق 28638 منهم بالدراسات العليا. ويبلغ إجمالي عدد برامج الدراسات العليا 41 برنامجاً، 29 منها للماجستير، والمتبقي خاص بالدكتوراه. كذلك هناك 38 برنامجاً تخصصياً في 234 مجالاً، و62 معهداً ومركزاً بحثياً تابعاً للجامعة.5. جامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية (البرازيل)تأسست عام 1920 في مدينة ريو دي جانيرو التي تشتهر بشواطئها وبتنظيم دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 وتنظيم كأس العالم لعام 2014. ويبلغ عدد طلبة هذه الجامعة نحو 53 ألف طالب، وتقدم 194 دورة تدريبية و91 برنامجاً للدكتوراه. ويوجد في مؤسساتها سبعة متاحف. وتشتهر بما قدمته من دراسات تتعلق بعلوم الصحة، ويوجد في الحرم الجامعي مستشفى تابع للجامعة.

مشاركة :