سوس الفساد ينخر في بيئتنا..!

  • 5/3/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

يتوسط جون الكويت الشريط الساحلي لدولة الكويت، وتعتبر الظروف الطبيعية في الجون مناسبة لمعيشة العديد من أنواع الأسماك والقشريات والطحالب، ولقد كان من المفترض أن يكون الجون محمية طبيعية، ولكن استمرارية التطور في المشاريع الصغيرة والكبيرة، التي لم تتم دراستها جيداً في المنطقة المحيطة بجون الكويت، أدت إلى اضطراب الاتزان البيئي في هذه المنطقة الحيوية، وظهرت مؤشرات بيئية سلبية تؤكد انهيار هذه البيئة الطبيعية، مثل تكرار حدوث نفوق الأسماك وظاهرة المد الأحمر! وكان مجلس الوزراء – منذ عقد من الزمن – قد قرر بناء على توصية المجلس الأعلى للبيئة تكليف «الهيئة العامة للبيئة» بشأن إعادة تأهيل جون الكويت (القرار رقم 948 بتاريخ 2001/10/28)، وتضمن القرار أهدافاً عدة تتمثل في تحديد مصادر التلوث في جون الكويت، وبحث المشاريع التنموية التي تقع ضمن منطقة جون الكويت وسواحلها، مع إعداد استراتيجية وطنية لتأهيل جون الكويت واقتراح الخطط لتطبيقها، وتم تشكيل لجنة رئيسية، و6 فرق عمل متخصصة لدراسة إعادة تأهيل جون الكويت، وقد كنت ضمن أعضاء فريق «الموارد الحية»، الذي شارك في اجتماعات مع الفريق الياباني، الذي قد تم تخصيص ميزانية ضخمة له، لدراسة الوضع في جون الكويت، ولا علم لنا حتى الآن بما تم بشأن متابعة التوصيات بهذا الشأن، وما إذا تم اتخاذ إجراءات للحد من التلوث في جون الكويت، مثل: الحد من رمي مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الجون، وإزالة الحظور في داخل الجون وحول الجزر، والفحص الدوري لعينات الأسماك والرواسب الطينية تحت أقفاص مزارع استزراع الأسماك للتأكد من خلوها من المواد الضارة، ونقل شركات استزراع الأسماك خارج الجون، ومنع صرف المياه العادمة من المنشآت النفطية ومحطات التحلية في جون الكويت! إن هناك جهات حكومية عديدة، مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة، مخصصة لها ميزانية ضخمة من المال العام للمحافظة على الاتزان البيئي البحري. وبالتالي، المحافظة على صحة مكوناتها الحية التي هي غذاء أساسي للمواطن، وهي ملزمة بإجراء فحوصات دورية لمياه الجون وللأحياء البحرية به، ولا علم لنا هل تقوم بذلك ولا تعلن النتائج أم هي متكاسلة عن أداء اختصاصاتها؟ وما دور مستشاري تلك الجهات البحثية؟ وما أوجه صرف الميزانية الضخمة المخصصة لهذه الجهات البحثية؟ لقد نخر سوس الفساد بيئتنا البحرية! أ.د. بهيجة بهبهاني bahijaalbehbehani@yahoo.com

مشاركة :