أكد فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أنه منذ انطلاق فكرة الحوار الوطني التي رعاها ويسرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والتي توجت بإعلانه شخصياً عن تأسيس مركز للحوار الوطني، كان هناك اتجاهان وهما إما أن يكون انطلاق أعمال المركز بعد استكمال استراتيجيته وأعمال التأسيس والدراسات والتي كانت ستأخذ وقتا طويلاً، والآخر أن تنطلق أعمال المركز فوراً وبعد ذلك يتم تقييم التجربة. وأوضح ابن معمر إن وجهة نظر القائمين على المركز وعلى رأسهم الشيخ صالح الحصين -رحمه الله-، كانت هو أن يكون المشاركون والمشاركات في اللقاءات الوطنية للحوار هم من يصنعون الاستراتيجية للمركز ويضعون توجهاته المستقبلية، من خلال ما يطرحون في تلك اللقاءات. وقال: إننا في هذا اللقاء نسعى لتقيم مسيرة المركز من خلال معرفة رأي المجتمع السعودي بجميع مكوناته حول تجربة الحوار، وأن هناك تساؤلات دائمة من المجتمع حول مصير النتائج التي خرجت بها اللقاءات السابقة. فيصل بن معمر: فكرة الحوار الوطني يهدف لمشاركة المجتمع في وضع رؤية وإستراتيجية مستقبلية للمركز السلطان: المركز عقد تسعة لقاءات وطنية شارك فيها نحو 3582 مواطناً ومواطنة وأضاف أننا يجب أن نستذكر كيف كانت حالة الحوار قبل تأسيس المركز في عام 2003م، لنكون منصفين في تقييم التجربة الحوارية في المملكة، وأن من أهم أهداف اللقاء أن يشرك المجتمع في وضع رؤية وإستراتيجية مستقبلية للمركز. جاء ذلك في كلمته باللقاء الذي افتتحه الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، عضو اللجنة الرئاسية في المركز، والذي نظمه المركز صباح أمس الخميس 16 رجب 1435ه، الموافق 15 مايو 2014م، في مدينة الرياض، تحت عنوان "تطوير مسيرة الحوار الوطني واستشراف مستقبلة".وأكد المشاركون في اللقاء على ضرورة إشراك جميع فئات وشرائح المجتمع في العملية الحوارية وتفعيل دور الأسرة، بالإضافة إلى استحداث أنشطة وبرامج تكون موجهة للطفل.وجه عدد من المفكرين والأدباء والإعلاميين مطالب واقتراحات لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يمكن أن تساهم في تعزيز ونشر ثقافة الحوار، واستحداث برامج حوارية جديدة، وتفعيل الدور الإعلامي للمركز في وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الجديد. واعتبروا أن وجود مبادرات جديدة للمركز سيحد من ظاهرة الإقصاء والتطرف التي يمارسها البعض من خلال ما يطرحه في وسائل الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي. كما دعا بعض المشاركين والمشاركات في اللقاء إلى تبني المركز لفكرة تأسيس هيئة مستقلة للشباب، وقيام المركز بدراسات وبحوث تتناول واقع ثقافة الحوار في المجتمع من خلال أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام، واعتبروا أن بعض العادات والموروث ساهمت في إعاقة المشروع الحوار في المملكة. كما قدم الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام للمركز عرضاً مختصراً لأبراز اللقاءات والفعاليات التي نفذها المركز خلال العشرة أعوام الماضية، وأبرز النتائج التي حققها المركز. وأوضح أن المركز عقد تسعة لقاءات وطنية شارك فيها نحو 3582 مواطناً ومواطنة شملت اغلب مناطق المملكة، بالإضافة إلى اللقاءات التحضيرية التي شملت جميع مناطق المملكة، وكذلك ثمان لقاءات للخطاب الثقافي السعودي، والتي شارك فيها جميع الشرائح والأطياف والفئات الاجتماعية، ومثلت أبناء المملكة بمختلف توجهاتهم الفكرية والمذهبية. وأضاف السلطان أن المركز يضع أولوية لتحقيق النتائج التي توصلت إليها اللقاءات السابقة، والتسريع في تنفيذها من قبل الجهات المعنية، مبيناً أن دراسة محايدة أكدت تحقيق نحو 60% من التوصيات والنتائج التي خرجت بها لقاءات الحوار الوطنية السابقة. يشار إلى أن اللقاء تناول عدداً من القضايا والمواضيع الهامة التي لها علاقة بتطوير مسيرة الحوار في المملكة، من خلال ثلاثة جلسات رئيسة، حيث خصصت الجلسة الأولى للقاء لمناقشة موضوع تقويم اللقاءات الوطنية للحوار الفكري وسلسلة الخطاب الثقافي السعودي، والجلسة الثانية لمناقشة سبل نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي عموماً وفي أوساط الشباب بشكل خاص وتقويم مشروع التدريب على ثقافة الحوار، والجلسة الثالثة للحوار حول استشراف مستقبل المركز من خلال تعزيز الشراكات مع القطاعات المختلفة وتوصيات للمستقبل.
مشاركة :