جعفر مراد من الهندسة الالكترونية الى الإخراج السينمائي

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حاوره – علاء الخطيب / لندن المبدع هو الانسان الأكثر بساطةً والأكثر تعقيداً ، والأكثر جنوناً والاكثر عقلانية من أي انسان عادي ، لانه ينظر للاشياء بشكل مختلف ، يدخل الى الأعماق ليكتشف عوالماً لا يستطيع ان يكتشفها الاخرون. جعفر مراد السينمائي العراقي واحد من المبدعين الذين يحملون روحا تأبى السكون فهي دائمة الحركة والانفعال والتفاعل والفعل. في امسيته التي أقامها في لندن لعرض مجموعة من أفلامه حاول ان يفجر في دواخلنا الامل بمستقبل واعد بالثقافة والفن. فاصطحبته في رحلة الغوص في أعماق الذات وهموم الابداع في مسيرته الفنية حاولت ان أتعرف عليه بسؤال تقليدي من هو جعفر مراد ؟ أجاب : أنا كانسان: متسامح، واضح، متصالح مع نفسه، محب للاصدقاء، مبتسم، متفائل مجنون فن، أبحث عن الجديد،والجرئ مغرم بالفن منذ نعومة أظافري كنت طفل حرك في المدرسة واشترك بكل الاحتفالات وكنت ممثل في مسرح المدرسة و رياضي مجتهد. درست في العراق الى المرحلة الإعدادية واكملت دراستي الهندسية في هولندا وعملت كمهندس فتره طويلة. س: متى كان هذا التحول من الهندسة الى السينما : سفري الى هوليود للسياحة هو الذي كان له الاثر الكبير لتغيير مسار حياتي حيث ذهبت الى يونيفريسال ستوديو وهناك اخذت القرار ان اصبح سينمائيا. فتوجهت الى بريطانيا لكي ادرس السينما سينما وهذه هي كانت البداية الحقيقية. ما الذي شدك الى السينما: شدني الى السينما هو ولعي بالافلام القديمة ، انتابني احساس وانا اشاهد الافلام أردت ان انقل احساسي هذا الشاشة الفضية ليشاركني الناس بهذه المتعة . س: ماهي علاقة الهندسة بالسينما ألا ترى إنهما بعيدان عن بعضهما ؟ لا أبداً الثقافة والتعرف على التكنولوجيا مهمة جداً في العمل الفني وللهندسة الالكترونية علاقة بالفن ، لقد كانت خبرتي بالكومبيوتر جيدة جدا وتعلمت عملية الانتاج وانا اقوم بمونتاج أفلامي لانني أنا أعرف ما اريد والخيال كله موجود في ذهني لهذا متعتي كبيره عندما أقوم بهذا العمل . س: يقول المخرج البرازيلي Glauber Rocha ان العالم بلا سينما كالبيت بلا مرآة ما مدى صحة هذا المقولة؟ مقولة صحيحة مئة في المئة، كيف يمكن ان نتصور الحياة بدون سينما! السينما هي متنفس كبير بالاضافة الى انها تعتبر مصدر تثقيفي ومتعة نتعلم من السينما الكثير في تنقل تجارب الناس وتعرضه بشكل فني إبداعي. سلس والحياه بدون السينما ليس لها حياه لها معنى او ناقصة فالشعوب المتحضرة تعتمد على السينما في الارتقاء بالحياة ، ويقال ان السينما والفن مقياس الشعوب المتحضرة. س: ما هي رسالتك التي تريد ايصالها من خلال السينما؟ أحب ان اغوص في أعماق الانسان وانقل مشاعره واحاسيسه. كما ارغب ان اناقش التناقضات. في المجتمع العربي بطريقة جديدة. و انقل وجهة نظر مجتمعنا بشأن القضايا الاجتماعية والدينية بطريقة يمكن للمشاهد الغربي ان يتقبلها ويتفهمها. س: أهم المخرجين العالميين والعرب والعراقيين الذين تأثرت بهم ؟ عربيا ً تأثرت بكمال الشيخ وحسين كمال وفي الافلام الاستعراضية أعجبني جدا حسن الامام. اما عالميا فانني من عشاق رون هاوارد و داني بويل. س: كيف تصنف السينما العربية والعراقية اليوم؟ السينما العربية والمصرية بصوره خاصة مرت بازمات كبيره منذ التسعينات وهي في متذبذبة وللاسف ، لقد تغير ذوق الجمهور العربي كثيرا. فلم يعد يرغب بمشاهدة أفلام الرومانسية الباهتة فقد تغير المجتمع وأصبحت مشاكله وتعقيداته اكثر فلم بعد يهتم بالمتعة الرخيصة كالرقص في الشوارع والكوميديا المبتذلة والاكشن الغير لائق. اما بالنسبة للسينما العراقية: الجيل الذي سبقنا الذهبي أبدع في التلفزيون والمسرح ولا ابالغ اذا اقول بان افضل المسلسلات والتمثيليات كانت عراقية. أما السينما فسأكون صريح هذه المره حيث تاريخ السينما العراقية لا يحتوي على سجل طويل وحافل بالافلام سوى اعمال على عدد الاصابع. ولكن الجيل الحالي جيل مكافح ومجتهد وتوجد محاولات جميلة ويكفي في كل مهرجان اشارك به اشاهد كمية الافلام العراقية المشتركة والجوائز التي نحصل عليها. هذ يعطيني امل بان السينما العراقية قادمة وبقوة. س: اهم اعمالك السينمائية ومشاركاتك العربية والدولية؟ بدأت مشاركاتي الدولية بافلام قصيرة بدون ممثلين وخالية من الحوار وهذا النوع من الافلام صعب جدا لانك لا تستطيع ايصال الفكرة للمشاهد دون حوار ودون ابطال وهذه هي مهمة المخرج . تمتعت بهذا النوع من الافلام لانه سايكولوجي وهذ هو مجالي. اهم الافلام كانت: بايسكل، لاداعي للحبر، وهارمونيكا عندما اعرض هذه الافلام في مناسبات ما اشاهد رغبة الجمهور بالتركيز عليها وفهمها وأكثر النقاشات تكون على هذه الافلام. الافلام الاخرى هي: خلف المرآه وهو دراما اناقش فيه موضوع مهم وهو موضوع عذرية المرأة: الفيلم دخل الى حد الان عشرين مهرجان وحصل على جائزتين واتوقع له نجاح كبير في المهرجانات القادمة. فيلم الرحلة والذي كان مشروع التخرج لدراسة الماجستير من جامعة هالام البريطانية وحصلت عليه الاول على الدفعة. هو فيلم كوميديا سياسية ساخرة اناقش فيه الخوف الكبير الذي خلفه نظام دكتاتوري. الفيلم شارك بتسعة وعشرين مهرجان وحصل على سبعة جوائز من مهرجانات عربية وعالمية واهم جائزة بالنسبة لي كانت في مهرجان بغداد السينمائي حيث حصلت على تكريم من المهرجان عليه. فيلم العودة الى فكتوريا: وهو فيلم اناقش فيه نظرة الغرب الخاطئة للاجانت بصورة عامة وللمسلمين بصوره خاصة. الفيلم شارك بواحد واربعين مهرجان عربي وعالمي وحصل على اربعة جوائز واتوقع له مشاركات قادمة. توجد عندي افلام اخرى بريطانية وعربية كنت فيها مونتير أو مخرج أو ممثل وهي ليست من انتاجي مثل حياة والذي عرض في مانشستر ونكهة الفراولة وهو من انتاج جامعة هالام والذي عرض في شيقيلد ولندن والجامعة اخذته لكي يكون مرجع للطلاب لما يحتويه من دراما سايكولوجية حيث الجامعة كانت تحتاج لافلام اضافية لكي تعرض في يوم التخرج. وفيلم السيدة ميا البريطاني وفيلم اباوت مي البريطاني والذي فاز كاحسن فيلم كوميدي في انكلترا للهواه سنة 2010 وفيلم عد تنازلي وفيلم وزبرا البريطاني. ويبقى حلم جعفر مراد كبيراً وحبه للعراق اكبر ففي كل مشاركاته الدولية يحرص على ان يكون اسم وطنه عاليا ً وان يكون هو الصوت المدافع عن قضايا الانسان الذي يسكنه .

مشاركة :