حلم "الأندلس" يعيد خالد يوسف إلى الإخراج السينمائي

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

المخرج المصري يحقق رغبة راودته منذ 11 عاما بإعداد فيلم يتناول قصة أبي عبدالله الصغير آخر ملوك الأندلس المسلمين.العرب  [نُشر في 2017/03/31، العدد: 10588، ص(16)]"كف القمر" آخر أفلام خالد يوسف القاهرة – يعود المخرج المصري خالد يوسف إلى عالم السينما بعد انقطاع دام ست سنوات ليقدم فيلم “الأندلس” الذي حلم بإخراجه منذ عام 2006. وتعتبر عودة يوسف إلى الإخراج مفاجأة في الوسط الفني المصري خاصة أنها جاءت بعد تعثر مشاريع عودته أكثر من مرة في فيلم داعب طموحه منذ 11 عاما، وأعد له السيناريو بالفعل قبل أن يجد صعوبة في تمويله. وجاءت عودته بعد اتفاقه مع رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور على تمويل مجموعة مشاريع سينمائية، ومنها فيلمه “الأندلس”. وتصادف إعلان يوسف عن رغبته في تقديم الفيلم عام 2006، مع كشف المخرج أحمد عاطف عن كتابة سيناريو جاهز لمشروع سينمائي يحمل العنوان نفسه، وحتى الآن لم يخرج الفيلمان إلى النور. وتدور قصة فيلم المخرج خالد يوسف حول أبي عبدالله محمد الثاني عشر، المعروف باسم أبي عبدالله محمد الصغير، آخر ملوك الأندلس المسلمين، والذي تولى حكم غرناطة وعمره 25 عاما، بعد عزله والده أبا الحسن بن نصر، وطرده من البلاد عام 1482، بدعم من والدته الملكة عائشة الحرة. ويضيء “الأندلس” الصراع الذي دار بين أبي عبدالله من جهة، وعمه حاكم “ملقا” أبي عبدالله الزعل من جهة أخرى، ما يعني بداية سقوط غرناطة، حيث تسببت شجاعة وبسالة العم في الذود عن مملكته ضد الغزو الإسباني في غيرة الصغير. وتبلغ أحداث الفيلم قمتها بعد فشل الحملة التي قادها أبو عبدالله الصغير لغزو قشتالة، ووقوعه لمدة عامين أسيرا في لوسيانا لدى فرناندو الثاني ملك أراغون، وزوجته إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة. وتنتهي أحداث “الأندلس” بعد تراجع الصغير عن الاتفاقية التي وقعها مع فرناندو لتسليم غرناطة، قبل أن يخرج منها مهزوما باكيا في 2 يناير 1492، ويقف بالمنطقة المعروفة تاريخيا باسم “زفرة العربي الأخيرة”. وفي المشهد الأخير تقف عائشة الحرة أم أبي عبدالله الصغير لتقول جملتها الشهيرة: “إبكِ مثل النساء مُلكا مُضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال”.عودة يوسف إلى الإخراج تعتبر مفاجأة في الوسط الفني المصري خاصة أنها جاءت بعد تعثر مشاريع عودته أكثر من مرة في فيلم داعب طموحه منذ 11 عاما وكان آخر فيلم قدمه المخرج خالد يوسف في عام 2011 بعنوان “كف القمر” الذي لم يتمكن من عرضه إلا في نهاية عام 2011، بسبب ظروف ثورة 25 يناير. وتعد ثلاثيته “هي فوضى”، و”حين ميسرة” و”دكان شحاته” التي أخرجها خالد يوسف أو ساهم في إخراجها -تحديدا “هي فوضى” مع الراحل يوسف شاهين- من الأفلام التي ساهمت بشكل كبير في كشف حجم الواقع المتردي بما فيه من مظاهر الفقر والقهر والظلم التي عاشها المصريون. وكان يوسف من أبرز المشاركين في ثورة 25 يناير وكان لندائه الشهير بحماية المتحف المصري الذي يحوي أهم كنوز الحضارة البشرية أثر كبير في نفوس المصريين الذين توافدوا بالآلاف، واستطاعوا أن يحموا المتحف من أعمال النهب التي كانت ستطال أهم كنوز الحضارة الإنسانية. وبدأ خالد يوسف حياته السينمائية في عام 1990 كممثل في فيلم روائي قصير “القاهرة منورة بأهلها” ليوسف شاهين، وسرعان ما وجد نفسه في الفيلم ذاته منجذبا إلى تعلم الإخراج فانضم إلى كتيبة طالبي العلم في مدرسة يوسف شاهين السينمائية. وفي عام 1992 أصبح مساعدا للمخرج يوسف شاهين في فيلم “المهاجر”، وقد شاركه في كتابة السيناريو والحوار لهذا الفيلم مع آخرين وقفز قفزة كبيرة في الأفلام التي تلته عندما تولى مسؤولية المخرج المنفذ لأفلام “المصير” و”الآخر” و”إسكندرية نيويورك” ومشاركا ليوسف شاهين في كتابة قصة وسيناريو وحوار هذه الأفلام. وفي عام 2000 أنجز أول أفلامه “العاصفة” تأليفا وإخراجا وحصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الدولية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (الهرم الفضي) وجائزة أحسن فيلم عربي، كما حصل على جائزة أحسن مخرج (عمل أول) في المهرجان القومي للسينما المصرية وشارك في العديد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان سان فرانسيسكو بأميركا. وتظل مشاركة خالد يوسف في إخراج فيلم “هي فوضى” مع المخرج الراحل يوسف شاهين عام 2007 سابقة نادرة في تاريخ السينما المصرية، وقد مثل الفيلم مصر في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في مسابقته الرسمية. وفي العام نفسه (2007) قدم فيلم “حين ميسرة” الذي أثار جدلا ليس في مصر وحدها، إنما في العالم عامة، وحقق نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهيري وقد حصد معظم جوائز المهرجان القومي للسينما المصرية مثل: أحسن فيلم، أحسن مخرج، أحسن ديكور وأحسن تمثيل، لتتتالى أعماله التي توقفت بعد ثورة 25 يناير 2011 بفيلمه الحادي عشر “كف القمر”.

مشاركة :