بادرت الدكتورة سميرة الغامدي الأخصائية النفسية والعضو المؤسس في جمعية حماية الأسرة - برفقة المدينة - بزيارة لمنزل زهراء - صاحبة الذراع المبتورة - للوقوف على حالتها ووضعها والتعرف عن قرب عن حالتها النفسية، واستمعت الغامدي إلى زهراء وما عانته خلال عامين، مبدية دهشتها واستغرابها لعدم تلقيها العلاج النفسي في مستشفى الصحة النفسية المجهز بالكامل لتلقي مثل هذه الحالات، مؤكدة أن العلاج النفسي المجاني من أبسط حقوق زهراء كمواطنة سعودية. يأتي ذلك في تطور جديد لقضية زهراء البركاتي، بعد تأجيلها من قبل الهيئة العمالية بمحكمة جدة إلى الأسبوع المقبل. وبثت زهراء للدكتورة الغامدي معاناتها من بيروقراطية الدوائر الحكومية وأنه لم يعد باستطاعتها السعي والخروج باستمرار للمراجعة التي لم تحصل منها على فائدة تذكر، وإنما مواعيد وجلسات وهمية على حد قولها، وأشارت زهراء في حديثها أنها لم تترك بابا إلا وطرقته حتى مركز التأهيل الشامل، حيث قدمت أوراقي الطبية وتم الكشف على حالتي منذ عامين ووعدوني بأنه سيصرف لي مستحقات شهرية 1200 ريال وتوفير خادمة تقوم على شؤوني وتساعدني في حياتي اليومية، لأن والدتي كبيرة في السن، حيث تقوم على رعايتي أنا وجدتي في المنزل فلم تعد قادرة على ذلك وأنا شخصيا لا أريد أن أزيد عليها الحمل خصوصا أنني كنت الأخت الكبرى في المنزل وأعمل وأساعد أمي في المصروف، ولكن منذ عامين وأنا أراجع مركز التأهيل الشامل ويتم وعدي بأن الشهر القادم سيتم الصرف ولكن دون جدوى.وتذكر زهراء في حديثها لـ»الغامدي» أن منذ الحادثة قبل عامين تم التواصل معي من قبل مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وتم فتح ملف لي في المدينة برقم 70928 وتم وعدي بأنه بعد أسبوع سأسافر إلى مدينة الرياض ويتم الكشف علي وتحديد نوع العلاج لحالتي وبما يتناسب معي، وأنا منذ عامين أنتظر هذا الموعد.وقالت الدكتورة سميرة الغامدي في ردّها بأنه في مثل هذه الحالات من الإعاقة يتم التوجه لمركز التأهيل الشامل، فخدماتهم متوفرة للجميع بدون استثناء ويحق لزهراء أن تطالب بذلك، فهي بنت هذا الوطن المعطاء ومن أبسط حقوقها توفير مثل هذه الخدمات لها ولكن لا ندري لماذا هذا التأخير الكبير في تقديم الخدمات لها؟ مما يؤثر سلبا على حالتها النفسية فهي الآن شبه يائسة من أي حلول تذكر لها، وتعاني نفسيا خصوصا من الخروج خارج المنزل، فهي بحاجة إلى مرافق دائما معها، إضافة إلى ما ذكرته أنها لم تعد تستطيع أن تصعد في أي سلم كهربائي في المراكز التجارية، ما دعاها إلى المكوث في المنزل وهذا أثر بشكل سلبي على تأخر علاجها النفسي فهي لا بد أن تنطلق وتندمج في المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة هم أبناؤنا وبناتنا وجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ولا يمكن ان نقصيهم جانبا بل بالعكس نجعل منهم قدوات لغيرهم وندمجهم بالمجتمع ونوفر لهم وظائف تناسب حالات الإعاقة لديهم.وعن حالة زهراء تذكر الغامدي أنها من أشد أنواع الإعاقة، وذلك لسبب هو أن الشخص يولد بإعاقة ويتعايش معها منذ الولادة فهو عند الكبر يعتبر أمرا طبيعيا، أما في حالة زهراء فهي سليمة منذ الولادة وفي عمر الزهور تفقد طرفا مهما وهي ذراعها اليمنى بالكامل من مفصل الكتف فهو يؤثر بشكل سلبي على حياتها، فلابد من إعادة برمجة حياتها بكامل، ومن خلال حديثي مع زهراء فأستطيع القول إنها بحاجة إلى جلسات دعم نفسي وعلاج ثيرابي وليس علاجا دوائيا.وقبل نهاية اللقاء قالت والدة زهراء - باكية - لماذا لا يتم حل موضوعنا لم نعد نستطيع المراجعة في الدوائر الحكومية فنحن عائلة بسيطة وتكاليف المواصلات عالية، وكل ذلك قمنا به مسبقا ولكن دون أي جدوى، وأنا أقولها وبصراحة تعبنا ولم نترك بابا إلا وطرقناه ولكن دون فائدة وأنا وكلت أمري لله سيأخذ حقي وحق ابنتي التي لا حول لها ولا قوة.
مشاركة :