عادل بابكير ( جدة ) انتقل إلى رحمة الله تعالى الأربعاء الموافق صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس هيئة البيعة ، وسيصلى عليه – إن شاء الله- بعد صلاة العشاء اليوم الخميس بالمسجد الحرام في مكة المكرمة . تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ، وأسكنه فسيح جناته . توفي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود، أمس الأربعاء، تاركا وراءه سجلا حافلا من الأحداث التي تربطه بالمملكة من توليه وحتى آخر يوم له في رئاسة هيئة البيعة وهذا ما جعل منه كاتما للأسرار ومهندسا لأكبر دولة في المنطقة . الأمير مشعل بن عبد العزيز الذي ولد في عام 1926 بالعاصمة الرياض،كان مولعا بالسياسة والطيران مما نمى لديه حب تعلم الفنون الحربية وهذا ما جعل والده يبدأ تعليمه منذ أن كان يناهز الثمانية أعوام . ولد الأمير مشعل قبل تأسيس المملكة بست أعوام ليكون شاهدًا على حقبة طويلة مرت فيها عائلته وبلاده بكثير من الأحداث التي سبقت وصول المملكة لشكلها الحالي ومكانتها العالمية. دفعه والده المؤسس، الملك عبدالعزيز آل سعود، في بداية حياته إلى الاهتمام بالتعليم وفن الحروب على حد سواء، إذ قاد الملك المؤسس حروبًا عدة قبل توحيد بلاده بشكلها الحالي واستقرارها السياسي والاقتصادي ، وعينه والده عام 1945 نائبًا لأخيه الأمير منصور في وزارة الدفاع، وبقي في ذلك المنصب حتى وفاة أخيه عام 1951، فعينه والده وزيرًا للدفاع خلفًا له. وبعد وفاة والده المؤسس، عُين نائبا لأخيه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في وزارة المعارف، وبقي في هذا المنصب حتى بعدما ترك الملك فهد الوزارة. وفي عام 1963 أعيد تعيينه وزيرًا للدفاع والطيران وبقي فيها لفترة قصيرة، وبعد ذلك عين أميرًا لمنطقة مكة المكرمة. وفي عام 1969 عينه الملك خالد بن عبد العزيز، رئيسًا لهيئة السياحة ، وبقي فيها حتى عام 1994، ثم عينه الملك فهد بن عبد العزيز، مستشاراً له وبقي يتولى هذا المنصب حتى عام 2005، عندما قرر ترك السياسة والتفرغ إلى حياته الشخصية وتجارته وشركاته الخاصة. وفي العام 2006 عاد الأمير مشعل مجددًا إلى العمل الرسمي وإن كان بعيدًا عن عمل الحكومة، إذ عينه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رئيسًا لهيئة البيعة التي أنشأها لتنظيم أمور الحكم داخل العائلة الحاكمة. ومنذ ذلك التاريخ، أشرف الأمير مشعل على انتقال الحكم بين ملكين وعدة تغييرات في مناصب ولي العهد وولي ولي العهد، حيث إن وظيفة الهيئة التي أنشئت من أجلها اختيار الملك وولي العهد وولي ولي العهد. ورغم السلاسة في انتقال الحكم في المملكة من ملك لآخر، إلا أن النقاشات التي تشهدها الهيئة عندما يجتمع أعضاؤها من أبناء الملك المؤسس الأحياء وعدد من أحفاده الممثلين لآبائهم المتوفين، لاختيار الملك الجديد ونائبيه عقب وفاة الملك الحاكم، تحاط بسرية تامة يعد الأمير مشعل أكثر من يعرفها. مرتبط
مشاركة :