أدعياء السلفية

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أدعياء السلفية في مصر مثل حزب النور والدعوة السلفية، التي يمثلها الدكتور ياسر برهامي، وعبد المنعم الشحات، والشيخ محمد حسان، ومحمد يعقوب وغيرهم، ينشرون الجهل بمفهوم الدين، وتسطيح الأمور عن عمد وتناقض عجيب بين ما يقولون وما يفعلون. فتراهم يتحدثون كثيراً عن ابن تيمية؛ حيث تميزت أعماله باعتماد نص الكتاب والحديث، وترجيحه على العقل والقياس، وربط قيام الدين بالإمارة، وعدّها من أعظم واجبات الدين، وساهم ببلورة عقيدة الجهاد، وأعلى من شأنها لمنزلة الأركان، فتركت آثاره صدى واسعاً في القرن العشرين لدى من انتسبوا إلى "الإسلام السياسي" أو الحركي، وميز بين ما سماه "الجهاد المكي" الذي يتم "بالعلم والبيان" والجهاد المدني"، الذي يتم "باليد والحديد"، وقسم الجهاد إلى قسمين، هما جهاد الابتداء، أو الاختيار، وعدّه فرض كفاية، وجهاد الدفع أو الاضطرار وعدّه فرض عين. ورأى وجوب قتال كل من بلغته الدعوة ولم يستجب لها، فشارك في قتال التتار الذين ظهروا في فترته بالمشرق، كما قاتل الطوائف الشيعية والإسماعيلية، وأفتى بوجوب قتال كل طائفة "ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام"، وهاجم الطريقة الصوفية الرفاعية واعتبر آخرين من "أنصار البدع"، وعارض بشدة علم الكلام، كما تطور في ذلك الحين في سوريا ومصر. ووقف ضد أنصار "وحدة الوجود" لابن عربي، وشكل جماعات تدعو إلى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وأحمد بن حنبل، اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به، والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن"، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم والواثق من بعده؛ إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن ابن حنبل وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحُبس ابن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس. وهما -أي ابن حنبل وابن تيمية- من أكثر العلماء جهاداً ضد الحكام الطغاة، ثم يأتي أدعياء السلفية ليهادنوا وينبطحوا أمام الطاغية بدعوى أنه متغلب. وتراهم يكفرون الشيعة، ويتحدثون عنهم بأنهم أصحاب تقية، وفي نفس الوقت يتلونون مع كل حاكم بلون ولا يجرؤون على مواجهة الحاكم الطاغية فيطبقون التقية بحذافيرها. وتراهم يتحدثون عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وأمور العقيدة، ويحفظون كتب العقيدة، وفي نفس الوقت يخافون الطاغية أكثر مما يخافون من الله بدعوى تجنب الفتنة. وتراهم في عظم الخطوب يتحدثون عن سفاسف الأمور، ففي وسط غلاء الأسعار وانهيار الاقتصاد وفساد السياسة والساسة يحدثونك عن أدلة وجود الله، أو يحدثونك عن تفسير الأحلام، ويتعمقون كثيراً في فقه الحيض والنفاس والخلاء. وتراهم لم يأخذوا من الدين إلا اسمه ورسمه، فيهتمون جداً بالمظهر والرسم، فيتقنون تمشيط اللحى وتسريحها وتزييتها بأغلى زيوت الشعر، وتعطير الثياب بأغلى العطور الباريسية، ويبالغون في تقصير الثياب للرجال، ولبس الجلباب للنساء. وتراهم يحدثونك عن كفر العلمانيين، وهم أكثر الناس تطبيقاً للعلمانية، فيفصلون الدين عن الدولة والحكم والسياسة ونقد الساسة. وتراهم يحدثونك عن التقوى والورع والزهد في الدنيا، ولا تراهم يركبون إلا السيارات الفارهة، ويتناولون أغلى وأطيب الأطعمة، وترن في أذني كلمات زوجة أحدهم وهي تقول لبائع السمك في السوق: هاتِ أغلى أنواع السمك عندك من أجل فضيلة الشيخ. وتراهم يحرمون خروج المرأة ومشاركتها الرجل في الحياة العامة، مثل العمل والمطالبة بالحرية وخروجها في المظاهرات، ويسمون ذلك اختلاطاً، ثم يسمحون لنسائهم بالذهاب إلى السوق، والاختلاط بالرجال، وكذلك نساؤهم يملأن المصالح الحكومية وغير الحكومية مع الرجال. "يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ". ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :