مهاجرون أفارقة يتحولون الى رقيق في ليبيا

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس - ضحك الأطفال البريء وهم يلهون في الشارع بإحدى قرى جامبيا الأفريقية يخفي وراءه حكايات حزينة، حكايات أُناس فقدوا الأمل في المغادرة، أُناس لم يتبق لهم سوى ذكريات حزينة عن تعرضهم لعنف ومعاملة مثل الرقيق، أحيانا، أثناء محاولاتهم الهجرة إلى أوروبا. من هؤلاء القوم شاب يدعى بوبا فاباريه انتهت في ليبيا رحلته، عبر أفريقيا إلى البحر المتوسط، للوصول إلى الشمال.. إلى أوروبا الغنية بحثا عن حياة أفضل. فقد ألقت الشرطة في العاصمة الليبية طرابلس القبض على فاباريه وسلمته للمنظمة الدولية للهجرة التي ساعدته على العودة للوطن ضمن 169 مهاجرا آخرين من طرابلس يوم الرابع من أبريل/نيسان. وقبل تسليمه لمنظمة الهجرة احتُجز فاباريه، مثله مثل ألوف غيره من المهاجرين من غرب أفريقيا، بمدينة سبها الليبية حيث يُباع المهاجرون ويُعذبون ويُصبحون عبيدا في منطقة تخضع لسيطرة إحدى المجموعات المسلحة. وعلى الرغم من أن من يسعون لأن يصبحوا مهاجرين يدفعون لوسطاء المهربين من أجل تنظيم رحلتهم إلى طرابلس، حيث يمكنهم استقلال قوارب إلى أوروبا، فإنهم يكتشفون أن ما يدفعونه من مال لا يحقق لهم عبورا آمنا للعاصمة الليبية. فإذا لم يتلق السائقون، الذين ينقلون المهاجرين، مالا من وكلاء المهربين فإنهم يبيعون المهاجرين في بعض الأحيان لعصابات إجرامية تحتجزهم وتطلب تحصيل ما دفعته إضافة لفوائد المال. وقال فاباريه "إذا لم يدفع وكيلك للسائق سيأخذك الأخير للنيجيريين ويبيعك لهم" مضيفا أنك إذا تم بيعك مثلا بألف دينار ليبي (700 دولار) فربما يتعين عليك أن تدفع 2500 دينار (نحو 1800 دولار) أو أكثر لشراء حريتك. وأضاف فاباريه (27 عاما) أن الليبيين في سبها اكتشفوا وسائل أخرى لاستغلال المهاجرين الذين يبحثون عن عمل لدفع ما يدينون به لمن اشتروهم ولمتابعة رحلتهم إلى طرابلس. ويوضح أن كثيرا من الليبيين الذين يشغلونهم يرفضون أن يدفعوا لهم أجرتهم. وقال فاباريه "طلب مني (ليبي) تنظيف بيته ونظفته. وبعدها أخذني خارج مجمعه وطلب مني جز العشب ففعلت". ولما شكا من أن الآلة التي عليه أن يستخدمها في جز العشب حادة وخطيرة طرده الرجل دون أن يعطيه أجرته. ويقول مهاجر جامبي آخر عائد لبلده يدعى مافو هيدارا (22 عاما) إنه أيضا لم يتلق مقابلا لما قام به من عمل أثناء فترة وجوده في سبها التي وصلها بعد رحلة استمرت ستة أيام في الصحراء. ويوضح هيدارا أنه طُلب منه العمل في نقل أثاث لكن صاحب العمل أصبح خاطفا له. وأضاف "أغلقوا كل الأبواب وفتحوا سلاحا وقالوا إن أي شخص سيحاول الهرب سوف يطلقون عليه الرصاص". ولم يُفرج عن هيدارا إلا بعد أن دفع قريب له فدية لخاطفيه. وعلى الرغم من أن المهاجرين العائدين في مأمن الآن وسط أهلهم في بلدهم جامبيا، فإن كثيرين منهم يشعرون بالخزي لإخفاقهم في الوصول إلى أوروبا حيث كانوا يأملون في أن يرسلوا المال لمساعدة أهلهم. ويقول بوبكر سامبا (27 عاما) وهو نجار من جامبيا كان من العائدين على نفس الطائرة مع هيدارا إن زوجة أبيه بكت بالدموع عندما رأته عائدا إلى البيت. وأضاف سامبا "زوجة أبي بكت لأنها لم تكن تتوقع أن أعود إلى جامبيا. كنت أعتزم الهجرة لأوروبا وأن أعيش حياة جيدة وأساعد عائلتي. كان هذا هدفي وأنا أغادر بلدي. ولذا عندما عدت خاوي الوفاض..." وانخرط في البكاء. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن نحو نصف المهاجرين العائدين، الذين ساعدتهم العام الماضي، سجنوا في مراكز احتجاز ليبية حيث يعاني كثيرون من اعتلال الصحة ولا يتسنى لهم الحصول على علاج ملائم. وتقول الأمم المتحدة وجماعات حقوقية إن بعض المهاجرين الأفارقة يواجهون احتجازا تعسفيا ويعانون من السُخرة ويتعرضون لاغتصاب وتعذيب.

مشاركة :