جسم الإنسان.. إعجاز لا تدركه العقول

  • 5/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الخالق عز وجل أن في‮ ‬جسم الإنسان آيات معجزات باهرة، يستدل عليها أي‮ ‬إنسان عاقل مهما بلغت درجة علمه، فهي‮ ‬ظاهرة وباطنة، فيقول عز وجل: «وفي‮ ‬أنفسكم أفلا تبصرون‮»‬،‮ ‬فيدعونا الخالق البارئ للتفكر في‮ ‬أنفسنا،‮ ‬وما فيها من الآيات الجليلة،‮ ‬والعبر العظيمة،‮ ‬الدالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وحكمته وعلمه الشامل ورحمته‮.‬عند التفكر في‮ ‬أنفسنا نرى آيات الله في‮ ‬كل شيء،‮ ‬ابتداء من الخلية وانتهاء بكل أجهزة الجسم التي تحوي من العبر والعجب الكثير الذي‮ ‬يبهر ويدهش العقل البشري‮ ‬أمام صنعة الخالق، إذ‮ ‬يقدر العلماء عدد الخلايا العصبية بـ14ملياراً منها تسعة مليارات في‮ ‬الدماغ‮ ‬تتوزع على‮ ‬64‮ ‬منطقة بخلايا الجهاز العصبي‮ ‬و25 ألف مليار كرية حمراء في‮ ‬دم الإنسان، لو وضعت في‮ ‬خط لطوقت الأرض سبع مرات، ويتنفس الإنسان في‮ ‬اليوم الواحد23‮ ‬ ألف مرة أي‮ ‬204‮ ‬ملايين مرة في‮ ‬الحياة، ويخزن في‮ ‬ذاكرته‮ ‬500‮ ‬ألف صورة متجددة‮. ‬ ‮ ‬يقول المتخصصون إن جسم الإنسان‮ ‬يتركب من مجموعة من الأجهزة الحيوية تعمل كلها في‮ ‬نظام متوافق، والدماغ‮ ‬أحد أجزاء الجسم الأكثر تعقيدا، ويدعو إلى العجب فهو‮ ‬يحوي‮ ‬ما‮ ‬يزيد على عشرة بلايين خلية عصبية،‮ ‬وترتبط كل خلية بوصلات مع الخلايا الأخرى،‮ ‬يتراوح عددها بين خمسة آلاف وعشرين ألف وصلة،‮ ‬وإذا رصت خلاياه بجوار بعضها فإن طولها‮ ‬يصل إلى‮ ‬ 350‮ ‬ ألف كم،‮ ‬وهي‮ ‬مسافة تقارب ما بين الأرض والقمر، فهل‮ ‬يملك الإنسان أمام هذا الإعجاز إلا أن‮ ‬يقول سبحان الله العظيم‮؟وقد اعترف العلماء بأن التعقيد في‮ ‬تركيب الدماغ‮ ‬لا‮ ‬يوجد ولن‮ ‬يوجد في‮ ‬أعقد الأجهزة الإلكترونية التي‮ ‬اخترعها الإنسان، وصدق الله العظيم القائل‮ «‬هذا خلق الله فأروني‮ ‬ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في‮ ‬ضلال مبين‮».‬ والجهاز العصبي‮ ‬يعتبر أهم جهاز في‮ ‬الجسم على الإطلاق،‮ ‬فمن دونه لا‮ ‬يمكن لبقية الأجهزة أن تقوم بوظائفها على الوجه المطلوب،‮ ‬وهو‮ ‬يعمل في‮ ‬أبسط أشكاله كجهاز للتحكم‮ ‬يحدد الطريقة التي‮ ‬يعمل بها كل عضو بالتنسيق مع بقية الأعضاء‮.‬والمخ وهو الجزء الأعلى من الدماغ‮ مكون من نصفين‮ ‬يرتبطان بحزمة من الألياف العصبية‮ ‬يقدر العلماء عددها بمئتين‮ ‬وخمسين مليون ليف.‬أما الوظائف التي‮ ‬يقوم بها المخ فهي‮ ‬تنقسم إلى قسمين قسم‮ ‬يشترك به الإنسان مع بقية الحيوانات وهو الذي ‬يتعلق بالحواس الخمس والحركات،‮ ‬والقسم الثاني‮ ‬هو الذي‮ ‬يتميز به الإنسان كالإحساس بالذات وقدرته على التفكير والتعلم والتكلم والتذكر والتخيل والعواطف والأحاسيس والمشاعر، وهذا من عجائب تقدير العزيز العليم‮.‬ وظائف العين والعين آية من الآيات، فأجزاؤها وطرق تأديتها وظائفها تبيّن المعجزة، وما أودعه الله بها مما‮ ‬يساعد على الرؤية،‮ ‬ووضع كل عين في‮ ‬تجويف عظمي‮ ‬بالجمجمة ‬يساعد على حمايتها،‮ وهي محاطة بوسائد دهنية تمتص الصدمات وتمر من خلالها الأعصاب والأوعية الدموية والعضلات المحركة للعين‮.‬ أما من الأمام فقد زوّدها سبحانه بالجفون،‮ ‬وهي‮ ‬مثل الستائر المتحركة تظل مفتوحة لتسمح للعين بالرؤية،‮ ‬لكنها تغلق عند وجود أي‮ ‬خطر، وتمثل الدموع إحدى المعجزات الأخرى،‮ ‬حيث تقوم بغسل العين بصفة دورية،‮ ‬وتساعد على قتل الميكروبات التي‮ ‬تصل إلى العين تعظيما لعملية الحماية‮.‬وصدق الله العظيم القائل‮ «‬ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في‮ ‬قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‮». ‬ رحلة الطعام يحول الجهاز الهضمي‮ الغذاء إلى مواد بسيطة تستطيع الخلايا استعمالها، ثم‮ ‬يمتصها في‮ ‬مجرى الدم ويطرد النفايات، والجزء الأساسي‮ ‬من الجهاز الهضمي‮ ‬أنبوب طويل‮ ‬يسمى القناة الهضمية، ويتكون من الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة وتشمل بقية أجزاء الجهاز الهضمي‮ ‬المرارة والكبد والبنكرياس والغدد اللعابية والأسنان‮.‬ يبدأ الهضم في‮ ‬الفم،‮ ‬ويدخل الطعام المريء،‮ ‬وهو أنبوب موصل إلى المعدة التي‮ ‬تعد مستودعا‮ ‬يبقى الطعام فيه لعدة ساعات،‮ ‬وتنتج أثناء ذلك الحمض والإنزيم اللذين‮ ‬يزيدان من هضم الطعام الذي‮ ‬يكمل رحلته إلى الأمعاء الدقيقة بمعدل منتظم، وتحدث عملية معقدة في‮ ‬فرز المكونات بحيث تقوم أجهزة الجسم بعملية تنقية واختيار الصالح والمفيد وطرد الباقي‮ ‬وهو الأكثر خارج الجسم‮.‬أما الوظيفة الرئيسية للجهاز التنفسي‮ ‬فهي‮ ‬توفير الأوكسجين لكل خلية لتخليصها من ثاني‮ ‬أكسيد الكربون الذي‮ ‬تنتجه الخلايا، وتقوم مكونات الجهاز التنفسي‮ ‬بأخذ الأوكسجين من الجو وإيصاله إلى خلايا الجسم من خلال الدم الذي‮ ‬يعود محملا بثاني‮ ‬أكسيد الكربون،‮ ‬فيقوم الجهاز بسحبه من الدم وطرده إلى الجو، وبما أن الجسم لا‮ ‬يمكنه أن‮ ‬يخزن الأوكسجين في‮ ‬داخله فإنه من الضروري‮ ‬تزويده بهذا العنصر المهم بشكل متواصل‮.‬ويتكون الجهاز التنفسي‮ ‬من ستة أجزاء رئيسية،‮ ‬وهي‮ ‬الأنف والفم والبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية والرئتان للقيام بوظائفه‮.‬والجهاز الدوري‮ ‬مرتبط بالتنفسي‮ ‬ويتضمن القلب ملك الجوارح، ويتولى استقبال وإرسال الدم ويضخ الإنسان في المتوسط‮ ‬48‮ ‬مليون جالون منه طوال الحياة، ويضخ القلب البالغ‮ ‬حوالي‮ ‬2000‮ ‬جالون في‮ ‬اليوم،‮ ‬في‮ ‬أنحاء الجسم، وعند عمر‮ ‬70‮ ‬سنة‮ ‬يكون متوسط عدد دقات القلب التي‮ ‬دقها حوالي‮ ‬2‭.‬5‮ ‬بليون مرة‮.‬يوزع الجهاز الدوري‮ ‬الدم إلى كل أنحاء الجسم،‮ ‬وينقل الدم الغذاء والأوكسجين إلى الخلايا ويتكون الجهاز الدوري‮ ‬من القلب والأوعية الدموية، والدم والجهاز الليمفاوي، والأوعية الدموية هي شبكة متفرعة،‮ ‬يبلغ‮ ‬طولها نحو‮ ‬97‮ ‬ألف كم وتضم الشرايين، وتحمل الدم من القلب والأوردة وإليه‮.‬ ويتكون الهيكل العظمي‮ ‬للإنسان البالغ‮ ‬من أكثر من‮ ‬200‮ ‬عظمة، ويعمل على دعم الجسم،‮ ‬وحماية الأعضاء الداخلية، فالدماغ‮ ‬تقيه الجمجمة،‮ ‬والحبل الشوكي‮ ‬يحميه العمود الفقري،‮ ‬وتحمي‮ ‬الضلوع القلب والرئتين‮.‬ وزارة دفاع من نعم الله الكثيرة التي‮ ‬لا تحصى في‮ ‬جسم الإنسان، جهاز المناعة ذلك النظام المعقد المسؤول عن الحماية من ملايين الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات والجراثيم والسموم التي‮ ‬تهاجم أجسامنا في‮ ‬كل وقت،‮ ‬وتعتبرنا المرتع الأساسي‮ ‬لنموها، ويقوم بذلك بعدة وسائل منها بناء حاجز‮ ‬يمنعها من الدخول، وإذا دخلت‮ ‬يعمل على تمييزها والقضاء عليها قبل أن تتكاثر وتبدأ إفراز سمومها، ويعمل على الاستنفار حتى‮ ‬يخلص الجسم منها‮. ‬ ولجهاز المناعة وظائف أخرى عديدة،‮ ‬منها التعرف على الخلايا السرطانية في‮ ‬المراحل الأولى والتخلص منها في‮ ‬الكثير من الحالات من دون أن‮ ‬يلاحظها الإنسان،‮ ‬وهي‮ ‬مهمة جليلة‮. ‬ويتكون الجهاز المناعي‮ ‬من الجلد، وهو أكبر عضو في‮ ‬جسم الإنسان ويعمل كحاجز بين الأمراض والجسم ويفرز مواد مضادة للبكتيريا‮. ‬وبما أن الأنف والفم والعيون مداخل محتملة للجراثيم فإن الدموع والمواد المخاطية تعمل على حماية الجسم، وتلتصق الميكروبات التي‮ ‬تدخل من الأنف إلى الرئة بالمخاط، وحتى اللعاب‮ ‬يحتوي‮ ‬على مضاد للبكتيريا‮. ‬ويتكون الجهاز المناعي‮ ‬من الغدة التوتة والطحال والجهاز الليمفاوي‮ ‬ونخاع العظم والأجسام المضادة والهرمونات والجهاز الليمفاوي‮.‬والغدة التوتة تشبه ثمرة التوت في‮ ‬الشكل والحجم وتوجد في‮ ‬الصدر بين عظام الثدي‮ ‬والقلب، وهي‮ ‬المسؤولة عن إنتاج خلايا مهمة جدا، ويقوم الطحال بتصفية الدم من الخلايا الغريبة والهرمة ويستبدل بها أخرى شابة، أما نخاع العظم فهو المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الجديدة‮، ‬بجانب ذلك هناك العديد من الهرمونات التي‮ ‬يتم فرزها بواسطة جهاز المناعة تسمى هرمونات ليمفية،‮ ‬عندما‮ ‬يتم ابتلاع جسم‮ ‬غريب‮ «‬ميكروب‮» ‬تعمل على تحلله،‮ ‬ولهذا الهرمون أثر جانبي‮ ‬مثير للاهتمام،‮ ‬فهو‮ ‬يسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم والإحساس بالتعب،‮ ‬وهو‮ ‬وسيلة لقتل بعض البكتيريا‮. ‬وهناك الخلايا الملتهمة الكبرى وهو‮ ‬متخصصة بحسب العضو الذي‮ ‬تعمل فيه، والخلايا الليمفاوية تتولى معظم المهام في‮ ‬مجابهة البكتيريا والفيروسات، وتبدأ من نخاع العظم‮.‬ إذا انتقلنا إلى الشريط الوراثي‮ ‬للإنسان،‮ نجده ‬يتكون من ستة بلايين حرف وراثي‮ ‬مخزنة في‮ ‬حيز لا‮ ‬يمكن رؤيته بالميكروسكوبات الضوئية، ويكمن سر الحياة الأعظم‮ في‮ ‬قدرة هذا الشريط على إنتاج نسخة عن نفسه وبهذا السر تستطيع الخلايا الحية أن تنتج أيضا نسخاً عن نفسها‮. ‬ لغز الدماغ خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تكوين، ولا يزال العلماء على جهل تام بالطريقة التي يستخدمها الدماغ في تخزين ما تراه العين وما تسمعه الأذن.

مشاركة :