عواصم - وكالات:وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا المؤيدة للمعارضة مذكرة تنص على إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في سوريا، بناءً على خطة قدمها الكرملين سعيا لتعزيز وقف هش لإطلاق النار. إلا أن فصائل المعارضة المشاركة في محادثات أستانا، حيث وقعت المذكرة، عبرت عن تحفظها عن الاتفاق الذي أيده النظام السوري. ووقع الوثيقة رؤساء وفود البلدان الثلاثة الراعية لمفاوضات السلام الجارية في أستانا بكازاخستان، بحسب صحافي وكالة فرانس برس في المكان. ولكن أحد أعضاء وفد الفصائل المعارضة غادر القاعة احتجاجًا على توقيع ايران. وقال المتحدث باسم وفد الفصائل المعارضة اسامة ابو زيد «نحن لسنا طرفًا فيه، هو اتفاق بين الدول الثلاث. وبالتأكيد لا يمكن ان نقبل بأن تكون (ايران) ضامنًا في الاتفاق». والحكومة السورية ووفود الفصائل المعارضة ليسوا بين الموقعين على الوثيقة. وتهدف خطة إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» التي يسوّقها الكرملين إلى «تهدئة أكبر ووقف الأعمال العدائية،» بحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن رئيس الوفد الروسي في محادثات أستانا ألكسندر لافرانتييف في مؤتمر صحفي عقب توقيع الدول الراعية للمفاوضات للاتفاق أنه اعتبارًا من 6 مايو سيتوقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر، مشيرًا إلى أن الدول الضامنة اتفقت على إمكانية مشاركة دول أخرى في المراقبة شرط التوافق. ودعت مسودة الاقتراح الروسي إلى إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في معاقل فصائل المعارضة المسلحة في محافظة ادلب (شمال غرب)، وأجزاء من محافظة حمص في الوسط، إضافة إلى مناطق في الجنوب وفي الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق. والهدف من ذلك هو «وضع حد فوري للعنف وتحسين الحالة الإنسانية». وبحسب الوثيقة، سيتم العمل في «مناطق تخفيف التصعيد» على «ضبط الاعمال القتالية بين الاطراف المتنازعة» و«تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين» والايصال الفوري لمواد الإغاثة والمساعدات الطبية. من جهته، اعتبر أبو زيد في بيان ان «تسمية مناطق تخفيف التوتر بحد ذاتها تثير اشكاليات» وأصر على أن فصائل المعارضة لن تقبل أي اتفاق لا يتضمن الحفاظ على «وحدة الاراضي السورية» وضرورة أن يشمل أي اتفاق لوقف إطلاق النار جميع الاراضي، مضيفًا «نؤكد عدم قبولنا لاستثناء اي منطقة». وفي وقت سابق أمس، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة عودة ممثليها للمشاركة في المحادثات بعدما علقوها الاربعاء احتجاجًا على غارات جوية استهدفت مدنيين. وبعد لقاءات أجراها مع نظيرة التركي رجب طيب اردوغان في مدينة سوتشي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيتم فرض حظر جوي فوق المناطق المقترحة في حال توقف القتال على الأرض بشكل كامل. وتنسجم الخطة الروسية مع دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة مناطق آمنة في سوريا. وقال بوتين الأربعاء إنه «بحسب ما اعتقد» فإن الرئيس الأمريكي دعم الفكرة بشكل كبير خلال محادثة هاتفية بينهما جرت الثلاثاء. أما اردوغان فاعتبر في تصريحات نشرت أمس أن خطة موسكو هذه ستساهم في حل النزاع المستمر منذ ستة أعوام في سوريا بنسبة 50 بالمئة. من جهته، أشاد ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمس بهذه الخطوة ووصفها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حقيقي للقتال. وقال دي ميستورا للصحفيين «اليوم (أمس) في أستانة أعتقد أنه كان بوسعنا أن نشهد خطوة إيجابية مهمة واعدة في الاتجاه الصحيح في عملية وقف تصعيد الصراع».
مشاركة :