النسخة: الورقية - سعودي مثل أحجار ألقيت في بركة راكدة كان حضور وأثر وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمعات العربية، دوامات ورياح، لكن «تويتر» مختلف عن غيره لأنه ركز على الاختصار وعلى الفكرة، مع خلطة سحرية في المتابعة، تابع ومتبوع وبينهما «ريتويت»، ولأن الفكرة هي الحاضرة بقوة فقد انجلى عنها كثير من التغليف. لا ينسى قبل هذا ترويج دعائي للشخصيات الأكثر أثراً وتأثيراً، فقط لأن موقعاً أو منصة هناك قالت إن هذا أو ذاك أكثر تأثيراً. والضغط على التأثير يحقق له أثراً، مثل أي إعلان يستمر في الظهور والإلحاح على المشاهد أو القارئ لتستقر صورة «السلعة» في ذهنه. «تويتر» أداة وميدان، كاشف ومنخل، مثل كل أدوات يمكن استخدامها للجمع والقسمة والطرح، لكننا نرى التفلت والتفتت انتشر، لا يصدق الإنسان نفسه حينما يقرأ بعض التعليقات أو هي «التقريدات» بالقاف. وكأن أحد شروط وسائل التواصل خصوصاً «تويتر» هو التردي. كما لا يمكن اتهام وسائل التواصل بسبب طريقة البعض في استخدامها، المشتبه به هنا هم من يستخدمها، ومن المستغرب أن الوعي بخطورة التصنيفات حذّر منه منذ مدة طويلة وعلى أعلى مستوى ولم يتلقف هذا التحذير ليصاغ منه مشروع استعداد متمكن، حتى ظهور مركز الحوار الوطني لم يتمكن من صياغة مشروع جامع بديل وجاذب، كما أنه لم ينجح في تقليص حجم التفتيت، خطورة ذلك لا تغيب عن الفطنة، الانقسام في العقول والقلوب أخطر، والأسوار التي تبنى وتشيّد الآن داخلها وبينها في وسائل التواصل تطول لتصبح أكثر متانة لتسافر من الافتراضي إلى الواقعي. ولا يكفي لمواجهة هذا طرح الحوار كأداة مواجهة، المسألة ليست توعية وتثقيفاً، المسألة ماهية هذا الوعي ومشروعه المطروح في مقابل المشاريع التي يعتزم التصدي لها. asuwayed@
مشاركة :