كابول (أ ف ب) عاد زعيم الحرب الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار بعد غياب عشرين عاماً إلى كابول العاصمة التي يتهم بقصفها بشراسة أوقعت عشرات آلاف القتلى. وتكرس عودة حكمتيار (67 عاماً) ضمن موكب من مئات الآليات المدججة بالسلاح، اتفاق السلام المبرم في سبتمبر بمباركة المجتمع الدولي مع حكومة الرئيس أشرف غني الذي أقام استقبالاً حافلاً في القصر الرئاسي في المناسبة. وقال المحارب السابق ضد الاتحاد السوفييتي: «قليلون هم المؤمنون بجهود السلام، لكن هذا اليوم يثبت جلياً للجميع أن السلام ممكن عندما تصدق النوايا». ووقف مئات على طول الطريق لاستقبال زعيم «الحزب الإسلامي». ولوح بعضهم بأعلام الحزب الخضراء، وحملوا وروداً حمراء مرحبين بعودته. ومع تقدمه نحو العاصمة انضمت إلى موكبه مئات السيارات الخاصة التي ارتفعت أعلام من نوافذها، فيما كان ركابها يؤدون النشيد الوطني أو يهتفون بلغة البشتون «أهلا بك في كابول». وما زال حكمتيار زعيماً في نظر أنصاره الذين نثروا عليه الورود حين ترجل من سيارته. لكن هذه الحماسة لا تلقى إجماعاً في البلد الذي يعيش توترا مستمراً، بسبب ضعف حكومة الوحدة الوطنية التي تواجه تجدد اعتداءات «طالبان» و«داعش». ومنذ إعلان عودته إلى العاصمة قبل أسبوع رفعت في العديد من أحيائها لافتات كبيرة، سرعان ما تعرضت للتمزيق أو التشويه، ما يعكس مدى رفض بعض السكان في كابول اتفاق السلام الذي يضمن له الحصانة. ويضمن اتفاق السلام لحكمتيار ورجاله عفواً عن الماضي، الأمر الذي لم يقنع كثيرين من السكان. وبالنسبة إلى الحكومة يشكل اتفاق السلام مؤشراً إلى قدرتها على ضم معارض مسلح عبر التفاوض.
مشاركة :