حكمتيار يعود إلى كابول بعد غياب عشرين عاما

  • 5/5/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - (أ ف ب): عاد زعيم الحزب الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار أمس الخميس بعد غياب عشرين عاما إلى كابول العاصمة التي يتهم بقصفها بشراسة أوقعت عشرات آلاف القتلى وما زالت منقسمة حيال عودته. وتكرس عودة حكمتيار (67 عاما) ضمن موكب من مئات الآليات المدججة بالسلاح، اتفاق السلام المبرم في سبتمبر بمباركة المجتمع الدولي مع حكومة الرئيس أشرف غني الذي أقام استقبالا حافلا في القصر الرئاسي بالمناسبة. وقال المحارب السابق ضد الاتحاد السوفيتي «قليلون هم المؤمنون بجهود السلام، لكن هذا اليوم يثبت جليا للجميع أن السلام ممكن عندما تصدق النوايا». ووقف مئات على طول الطريق لاستقبال زعيم الحزب الإسلامي. ولوح بعضهم بأعلام الحزب الخضراء وحملوا ورودا حمراء مرحبين بعودته. ومع تقدمه نحو العاصمة انضمت إلى موكبه مئات السيارات الخاصة التي ارتفعت أعلام من نوافذها فيما كان ركابها يؤدون النشيد الوطني أو يهتفون بلغة البشتون «أهلا بك في كابول». وما زال حكمتيار زعيما في نظر أنصاره الذين نثروا عليه الورود حين ترجل من سيارته. لكن هذه الحماسة لا تلقى إجماعا في البلد الذي يعيش توترا مستمرا بسبب ضعف حكومة الوحدة الوطنية التي تواجه تجدد اعتداءات طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية. ومنذ إعلان عودته إلى العاصمة قبل أسبوع رفعت في عديد من أحيائها لافتات كبيرة، سرعان ما تعرضت للتمزيق أو التشويه، ما يعكس مدى رفض اتفاق السلام الذي يضمن له الحصانة لدى بعض السكان في كابول. بالنسبة إلى كثيرين سيبقى حكمتيار «جزار كابول» الذي قصف العاصمة حين كان رئيسا للوزراء بداية تسعينيات القرن الفائت، ملحقا بها أكبر الخسائر خلال أربعين عاما من الحرب، مع تدمير ثلث المدينة وقتل عشرات آلاف المدنيين. كما يتهم بالوقوف وراء جرائم أخرى كثيرة استهدفت وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والناشطين في حقوق المرأة. ويضمن اتفاق السلام لحكمتيار ورجاله عفوا عن أعمال الماضي، الأمر الذي لم يقنع كثيرين من السكان. وقال محمد رحيم منغال الموظف في شرطة معلوماتية «يجب مقاضاة الذين ارتكبوا الجرائم، سواء طالبان أو حكمتيار، لئلا تتكرر هذه الجرائم». وقال إدريس عرب زاده (20 عاما) «لن أهتف له لأن يديه ملطختان بدماء آلاف الأبرياء. رغم كل شيء، نحن مستعدون لاستقباله إن كان ذلك يحقق لنا السلام والاستقرار». لكن شاهدا آخر استقبل مرور الموكب بالتهكم قائلا «سأذهب إلى الجبال. لن أبقى في مدينة يسكنها غولو»، كنية قلب الدين. يضمن الاتفاق حصانة قضائية لزعيم الحزب السابق ما يمهد لاحتمال عودته إلى الساحة السياسية، من دون نزع سلاح حزبه فورا. واستقبل الرئيس الأفغاني الزعيم الباشتوني القاسي الملامح المتحدر من قندوز، بحضور جميع مسؤولي الحكومة، من الرئيس السابق حميد كرزاي إلى زعيم الحرب الآخر المثير للجدل عبدرب الرسول سياف. وهذا اللقاء هو الأول المباشر بين حكمتيار وغني. فاتفاق السلام أبرم في سبتمبر عبر بث مباشر بالفيديو لأن حكمتيار كان يقيم في مكان سري يرجح أنه في باكستان التي لجأ إليها بعد إيران، منفاه الطوعي نهاية التسعينيات. أما بالنسبة إلى الحكومة فيشكل اتفاق السلام مؤشرا إلى قدرتها على ضم معارض مسلح عبر التفاوض.

مشاركة :