متابعة - بلال قناوي : من يتتبع قرارات اتحاد الكرة التي صدرت في الآونة الأخيرة ، سيجد أنها قرارات مثيرة وثورية ، تستحق أن نقف أمامها كثيراً ، وتحليلها والوصول إلى أهدافها الحقيقية خاصة وأنها جميعاً اتجهت نحو اللاعب القطري ونحو الاهتمام به ونحو منحه الفرصة الأكبر في المرحلة القادمة. قراران مهمان أصدرهما الاتحاد في الساعات القليلة الماضية ، رسما الملامح الجديدة لاستراتيجيته واستراتيجية الكرة القطرية في المرحلة المقبلة ، القرار الأول يتعلق بانطلاق دوري تحت 23 سنة ، والقرار الثاني إلغاء البطاقات السوداء ، سواء على مستوى فرق الدرجة الأولى أو على مستوى الفئات السنية. وهناك قرارات أخرى بدأت ملامحها تظهر وينتظرها الجميع في الأيام القليلة القادمة ، لاسيما تقليص عدد قوائم الفرق، حيث سيتراوح العدد من 25 إلى 23 في قائمة الفريق الأول، أو فريق تحت 23 سنة ، بالإضافة إلى ما يتردد حالياً وبقوة عن تقليص عدد المقيمين أيضاً في الفريق الأول وفريق تحت 23 سنة الكل يترقب أيضاً القرار الخاص بآلية استعانة الفريق الأول بلاعبين تحت 23 سنة والعكس، وهو قرار سيوضح إلى حد كبير مدى الاهتمام باللاعب القطري خاصة في فئة الشباب. لو دققنا النظر في هذه القرارات المصيرية والثورية ، نرى أنها جاءت بهدوء وبدون أي ضجة إعلامية ، وبدون تهليل من جانب الاتحاد. من يدقق النظر أيضاً في هذه القرارات التي ترسم الملامح الجديدة للكرة القطرية ، ربما يرى أنها جاءت من جانب الاتحاد لتصحيح بعض الأخطاء التي وقعت في المرحلة السابقة والتي ساهمت في استمرار الاخفاق وعدم التأهل إلى كأس العالم بروسيا 2018. هذه القرارات أيضاً ربما تشير إلى عدم نجاح بعض اللاعبين الذين تم تجنيسهم في تحقيق طموحات الكرة القطرية ، وهناك فارق بين مشروعية التجنيس لأي دولة ، وحقها في منح جنسيتها لأي لاعب أجنبي ، وبين الفشل في اختيار هؤلاء اللاعبين، فالتجنيس ليس عيباً أو سيئاً ، وكل دول العالم بما فيها الدول المتقدمة كروياً ، تمنح جنسيتها للاعبين الأجانب ، وقد نجحوا هناك ولم ننجح هنا بسبب الاختيار غير الصحيح وغير الدقيق. القرارات والاستراتيجية الجديدة للكرة القطرية، جاءت استجابة للشارع الكروي أيضاً ، الذي عبر عن غضبه وحزنه وأسفه للإخفاق ، وطالب بالاعتماد في المقام الأول ، والاعتماد أولاً وأخيرا على أبنائنا وشبابنا ، ومنحهم الفرصة كاملة ، بل والعمل على تطويرهم ورفع مستواهم وتأهيلهم للوصول إلى تمثيل منتخبنا الوطني وأيضاً المنتخب الأولمبي. من ينظر لهذه القرارات التي صدرت ، والتي ستصدر قريباً ، لاشك أنها تأتي في مصلحة الكرة القطرية وفي مصلحة منتخبنا الذي بات مطالباً بالاستعداد من الآن ومن خلال الاعتماد على الشباب القطري ، من أجل استضافة مونديال 2022. لقد أخفقنا في الوصول إلى المونديال حتى الآن لأسباب عديدة ، والآن تستعد قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي التاريخي ، ولا شك في النجاح المبكر للتنظيم القطري لأكبر بطولة كروية في العالم ، لكننا في حاجة إلى نجاح فني يتواكب مع النجاح التنظيمي القطري المعروف على المستوى العالمي حتى قبل أن يبدأ مونديال الشرق الأوسط لن نقول إن العنابي سيكون مطالباً بالمنافسة على كأس العالم التي تقام على ملعبنا وبين جماهيرنا وجماهير الشرق الأوسط ، لكن على أقل تقدير أن يكون تمثيلاً مشرفاً وعدم الخروج المبكر من الدور الأول. خطوة مهمة وما يدل على أن القرارات الجديدة تهدف اللاعب القطري في المقام الأول ، ورسم استراتيجية جديدة للكرة القطرية استعداداً لمونديال 2022 ، الرابط القوي بين قرار إطلاق دوري تحت 23 سنة ، وبين إلغاء البطاقة السوداء إلى جانب القرارات الأخرى المتوقعة فيما يتعلق بتقليص عدد المقيمين وتقليص القوائم. لو كان الأمر يتعلق باللاعب القطري فقط ، ما فاجأ الاتحاد الجميع بقرار إلغاء البطاقة السوداء حتى على مستوى الفئات السنية ، والذي يعتبر قراراً مكملاً لدوري تحت 23 سنة ، وتقليص عدد المقيمين ، لكن القرار يهدف في المقام الأول الوصول إلى منتخب قطري قوي يتكون من شباب وأبناء قطر الموهوبين قادر على تمثيل وتشريف قطر في المقام الأول أيضاً ثم تشريف الكرة القطرية. دوري تحت 23 سنة فكرة ليست جديدة ، وطرحت من عدة مواسم قريبة ، لكنها لم تر النور إلا مؤخراً لأسباب عديدة أخرى منها فشل قطر غاز ليج من جميع النواحي ، وقد خرجت الفكرة أخيراً إلى أرض الواقع بعد التجربة الجيدة التي طبقها الاتحاد الموسم الماضي والتي تمثلت في إجبار الأندية على مشاركة لاعب تحت 23 سنة أساسياً في مباريات دوري نجوم قطر ، وحتى البديل لابد أن يكون تحت 23 سنة ، وهو ما أثمر منتخباً أولمبياً جيداً كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى ريو دي جانيرو لولا الأخطاء الفادحة للجهاز الفني بقيادة سانشيز. دور الأندية هذه الخطوة المهمة والاستراتيجية الجديدة للكرة القطرية ، لابد أن يواكبها تحرك واستراتيجية جديدة من جانب الأندية القطرية التي ربما فوجئت بهذه القرارات لاسيما قرار البطاقة السوداء ، ومن المؤكد أنها ستتأثر بإلغائها ، لكن يجب وضع مصلحة الكرة القطرية في المقام الأول ، ويجب أن نضع مصلحة قطر واستضافتها مونديال 2022 أيضاً في المقام الأول. ولابد أن تبدأ الأندية على الفور من الآن في وضع خطط جديدة من أجل الاهتمام باللاعب القطري خاصة الموهوبين ، لسد النقص والغياب المتوقع سواء لأصحاب البطاقة السوداء أو المقيمين. اللاعب القطري نفسه بات مطالباً بتغيير فكره واستراتيجيته ، ويجب عليه أن يعمل على التحول فعلياً وواقعياً إلى لاعب محترف ، كرة القدم هي مهنته ومصدر رزقه ، وأنه كلما ارتقى في المستوى وتطور ، كلما ارتفع سعره وارتفع راتبه. قرارات منتظرة القرارات التي اتخذها الاتحاد والتي صدرت بالفعل ، أو التي ستصدر في الأيام المقبلة ، تحتاج إلى قرارات أخرى يجب أن يعمل الاتحاد على وضعها واتخاذها لإكمال الخطوات التي بدأت. على سبيل المثال فإن قرار تقليص دوري نجوم قطر إلى 12 فريقاً ربما سيسهم في رفع المستوى والمنافسة القوية على البطولة ، لكنه في نفس الوقت قلص عدد المباريات التي سيخوضها اللاعب القطري الموسم القادم. وبحسبة بسيطة فإن المعدل الذي سيصل إليه اللاعب في الموسم القادم هو من 22 إلى 24 أو 26 مباراة ، وهو رقم متواضع للغاية ولا يسهم في صناعة وتأهيل اللاعبين. بالطبع هناك استثناء للاعبي المربع الذهبي الذين سيخوضون 22 مباراة في الدوري ومباراتين إذا وصلوا لنهائي كأس قطر ، و3 مباريات إذا وصلوا إلى نهائي كأس الأمير ، و6 مباريات بدور المجموعات بدوري أبطال آسيا ، سيصل المجموع إلى 33 مباراة ، وهو أيضاً رقم ضئيل وقليل للغاية ، ولا يسهم في إعداد وصناعة اللاعب الذي يحتاج إلى ما لا يقل عن 50 مباراة سنوياً.
مشاركة :