هل الوظيفة لا تزال عسر ومر وعذاب ...ستفتش عنها يا ولدي ..ياولدي في كل مكان، وستسأل عنها موج البحر، وتسأل عنها فيروز الشطآن، وتجوب بحاراً وبحارا وتفيض دموعك أنهارا، ويكبر حزنك حتى يصبح أشجارا، كلما يقترب الأول من مايو (يوم عيد العمال ) سنويا، أتذكر أغنية العندليب الأسمر، ولعلي وفقت في اسقاطها على الباحثين عن وظيفة حسب التعريف الرسمي لوزارة العمل، وليس التعريف الشعبي (العاطلين)، إننا لم ننس جهود نقابة عمال البحرين التي سهرت الليالي والأيام، وكافحت من أجل حقوق عمالها مع الجانب الرسمي، ووقوفهم المشرف مع الشغيلة البحرينية في حفظ حقوقهم، وتكريم السواعد الوطنية الجادة التي بنت مجد وعزة البحرين، إن في الجو أو البر أو البحر التي بنت مجد البحرين وعزتها ورفعت رايتها، وأبحرت سفينة البحرين إلى شاطئ الأمن، بالذات قطاعي التعليم والتمريض الذين لم يركبوا البحار، ولم يتسلقوا الجبال؛ ولكن أدائهم بواجباتهم خير أداء وتمييز فكانوا كالجنود في الميدان. أن الصبر عنواناً لهم في يومهم وسنتهم ، إنهم ملاك الرحمة ومدارس الحياة لأبنائنا ، فتحية إجلال وإكرام لهم، بدلاً من التنكر منهم وإهانتهم، وأخص بالذات المرأة (حواء) نصف المجتمع والمجتمع كله؛ لكن لابد منا التركيز على أن البحث عن وظيفة اليوم وفي واقعنا لا يزال مر وعذاب، ليس بسبب تزاحم الأيدي والعمالة الأجنبية فقط؛ وانما بسبب تفضيلهما على العامل الوطني ،علاوة على أنهم لا يزالون يبحثون عن الوظيفة الملائمة من جهة، ومن جهة أخرى ساعات العمل الطوال لشريحة كبيرة من الموظفين البحرينيين. ولن أنكر خفض هذه الساعات في أشهر الصيف الحارة خصوصاً لدى العمال ،إلا أن هناك شربحة كبيرة تعاني من سلب المؤسسات الوطنية والشركات الأجنبية حريتها وحياتها الإجتماعية، بسبب حجب هذه المؤسسات الحياة الاجتماعية والأسرية عن هذه الشريحة، وإبعادها عن أسرتها وأولادها على رغم ان بعض المؤسسات في القطاعين الخاص والعام تمنح يومين إجازة إلا أن بعضها لا يزال يعمل لساعات طوال، أوتستدعي بعضها العمل أيام الإجازات خصوصاً المرأة العاملة رغم حصولها على ساعات راحة، إلا أنها لا تزال منهكة متعبة بسبب ساعات العمل الطوال، وسنوات التقاعد العجاف . إنني في رسالة مواطن أطالب المسئولين في الجانب الرسمي بخفض استحقاق المرأة للتقاعد إلى 30 سنة بدلاً من 40 سنة مثلها مثل باقي الدول الكويت مثالاً ، حتى تنعم بالراحة وتستقر الأسرة وينهض المجتمع ، ختاماً إن أغنية العندليب الأسمر فعلاً لا تزال تصلح لأنها تحاكي جيل العاطلين عن العمل إلى يومنا هذا . مهدي خليل
مشاركة :