تهجير الأسر العربية والتركمانية قسرا من منازلها في المناطق الشمالية من محافظة الرقة التي يسيطر على معظم مساحتها تنظيم "داعش" الإرهابي؛ أملا في تغيير ديموغرافية المنطقة. غالبية هذه الأسر لا تجد أمامها للنزوح إلى مناطق أخرى آمنة، سوى نار عناصر "داعش" من جهة، و"حقول الموت" التي زرعها التنظيم الإرهابي بآلاف من القنابل والألغام، من جهة أخرى. ووفقا لإحصائيات أعدها مراسل الأناضول، فإنه تكاد تكون كافة الأسر المهجرة من هذه المنطقة تعرضت إلى فقدان فرد أو أكثر من ذويها خلال هذه الرحلات التي لا مفر منها سوى اختيار الموت. ومن العائلات القليلة التي نجحت في اجتياز هذه الرحلة، التقت الأناضول، أسرة الحاج عوض، في قرية الحوض بقضاء مارع شمال شرقي محافظة حلب، عقب قدومه مع تسعة من أفراد أسرته من بلدة تل رفعت شمالي حلب. وعن رحلته، قال الحاج عوض: "عناصر (ب ي د / بي كا كا) لم يسمحوا لنا باصطحاب أي أغراض أو أمتعة من بيوتنا، ولم يسمحوا لنا بالخروج إلا عبر طرق أُعلن من قبل أنها مزروعة بألغام داعش". وأضاف: "تحرينا الانتباه خلال القدوم إلى هنا، لكن رغم ذلك، فقدنا فردين من الأسرة". وأشار عوض الذي يسكن مع ذويه حاليا في إحدى الخيم التي أعدتها جمعيات خيرية بالمنطقة، أن عناصر "ب ي د" لم تترك أي شيء أو ممتلكات لسكان تل رفعت والقرى المجاورة لها، وأنها تصادر كل شيء في المنطقة. وأوضح أن عناصر " ب ي د" يعلنون أي شخص لا يوافق على آرائهم وأهدافهم، "داعشيا و إرهابيا"، ويصادرون كل ممتلكاته ثم يبعدوه عن المنطقة. وتُعرب كثير من الأسر العربية والتركمانية التي هجرها ارهابيو "ب ي د" من أراضيها في مدن محافظة الرقة، بعد احتلالها، عن رغبتها في العودة إلى منازلها، وتعقد آمالا كبيرا على تدخل تركيا من أجل تحقيق تلك الرغبة. وكانت المنطقة تقع تحت سيطرة قوات المعارضة العربية والتركمانية بعد بدء الأزمة السورية، ثم استولى عليها تنظيم داعش بعد اشتباكه مع فصائل المعارضة. وفي يوليو/ تموز 2015، سيطر تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" على المنطقة بدعم من قصف جوي بقيادة الولايات المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :