أعلم جيداً أن لكل حكومة في العالم حسنات وسيئات، تختلف النسب والأرقام، لكن تبقى الحقيقة في التفاوت في الأداء، فلا يستقيم أن نشبه حكومة السويد أو الدنمارك بحكومة فاسدة في أدغال أفريقيا. حكومتنا الرشيدة ينطبق عليها المنطق نفسه، لكن الأشهر أو السنوات القليلة الماضية شهدت بعض الأخطاء التي قللت من الأداء الحكومي بشكل لافت. لدينا وزير خائف على ديمومة الكويت، وهو نفسه من وعدنا بموس يمر فوق جميع الرؤوس، لكن موسه لم يمر إلا فوق محدودي الدخل ومتوسطيه! لدينا وزير يريد أن يضع منع سفر على شخص متوفى منذ مئات السنين، ولدينا وزيرة شؤون لا تقابل الأيتام مع العلم أن وزارة الشؤون هي المعنية باحتضان الأيتام والسهر على تربيتهم حتى يكبروا، وكأن مقابلة هؤلاء الأيتام مسؤولية وزير الخارجية مثلاً! لدينا وزير يزعم أن الحكومة هي التي تدفع ثمن القهوة لنا، ناسياً أن الحكومة تدفع ثمن أشياء كثيرة تتعدى ثمن القهوة بكثير جداً. يعلم الله أني وفي مقال سابق طالبت السادة الوزراء بعدم إجراء حديث مباشر مع وسائل الإعلام والاكتفاء بالمقابلات المكتوبة، لكن بما أن المحظور قد وقع وأبدع وزراؤنا بتصريحات عبقرية، فإن الحكمة تقتضي أن يقوم أحد ما بمحاسبة الوزراء، كأن يقوم سمو الرئيس بإقالة من يحرج الحكومة أو يؤثر في مدركات أسعار العملة الكويتية، أو أي تصنيف يؤخر البلد. مجلس الأمة عليه دور، لكن واضح أن المجلس اعتبر أن إسقاط وزير الإعلام السابق الشيخ سلمان الحمود هو درة التاج وأن أي شيء آخر غير مهم، لأن الأمر، حسب اعتقادي، كان إرضاء لأناس خارج المجلس. في جميع الأحوال حكومتنا الرشيدة أوصلتنا إلى مرحلة اليأس، فلا إنجاز ولا تصريحات مناسبة ولا خدمات، لذلك نقول «بس يا حكومة». فهل وصلت الرسالة؟.. آمل ذلك.قيس الأسطىqaisalasta@hotmail.com
مشاركة :