قُتل نحو 170 شخصًا، غالبيتهم من المقاتلين، خلال أسبوع من اشتباكات عنيفة، انتهت الجمعة، وذلك بين فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واندلعت في 28 نيسان/ إبريل اشتباكات عنيفة بين كل من جيش الإسلام (الفصيل الإسلامي المعارض الأبرز في الغوطة الشرقية) من جهة، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصيل فيلق الرحمن (ثاني أكبر فصائل الغوطة) من جهة ثانية. وعاد الهدوء إلى الغوطة الشرقية الجمعة، بحسب المرصد، مع توقف الاشتباكات «وسط استمرار الاستنفار من قِبل الطرفين، كل في مناطق سيطرته». وقُتل خلال أسبوع من الاقتتال الداخلي -وفق المرصد- «156 مقاتلاً من الفصائل، بينهم 67 من جيش الإسلام و89 من الفصيلين الآخرين». وأسفرت المعارك أيضًا عن مقتل «13 مدنيًّا، بينهم طفلان»، وإصابة العشرات بجروح. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن «الأمور عادت إلى ما كانت عليه سابقًا». مشيرًا إلى أن «كل طرف استعاد المناطق التي خسرها خلال الاشتباكات لصالح الطرف الآخر». وأكد عبد الرحمن أن «السبب الرئيسي خلف اندلاع الاشتباكات كان سعي جيش الإسلام لإنهاء وجود هيئة تحرير الشام (ائتلاف فصائل إسلامية، بينها جبهة فتح الشام) في الغوطة الشرقية». وأعلن «جيش الإسلام» في بيان الجمعة انتهاء العملية التي أطلقها «لتقويض جبهة النصرة»، مشيرًا إلى أن العملية حققت «معظم أهدافها، وقضت على مقومات وجود هذا التنظيم الدخيل على الغوطة، ولم يبق منه إلا فلول طريدة». وقال عبد الرحمن بدوره إن «هيئة تحرير الشام ضعفت خلال الهجوم، ولولا دعم فيلق الرحمن لها لانتهى وجودها بالكامل». وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الغوطة الشرقية اقتتالاً داخليًّا بين الفصائل المعارضة فيها؛ إذ قُتل نحو 500 مقاتل خلال شهري نيسان/ إبريل وأيار/ مايو من عام 2016 في معارك دامت أسابيع عدة نتيجة صراع على النفوذ بين جيش الإسلام من جهة وتحالف فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام من جهة ثانية.
مشاركة :