شانلي أورفة/خليل فيدان/الأناضول على مدار عامين كاملين تعيش العجوز السورية "صبيحة الأسود" بعيدة عن موطنها؛ بعد أن هجّرها عناصر تنظيم "ب ي د" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، ليستقر بها المقام في تركيا، وهي تحمل بين ضلوعها حنياً وشوقًا لرؤية بلدتها واحتضان القبور التي تضم رفات أقاربها. في حديث للأناضول، قالت "الأسود"، إن زوجها واثنين من أبناءها قتلوا خلال الحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات وأتت على الأخضر واليابس، لكن ضريبتها القصوى ما لبثت تقع على عاتق المدنيين الذين ما لبثوا يتجرعون مراراة قسوتها وشدتها. "الأسود" بنبرة صوت غلب عليها الحزن تواصل حديثها مشددة على شوقها للأراضي التي ترعرعت فيها بمدينة تل أبيض، وتحديدًا في ناحية "سلوك" بالمدينة التابعة لمحافظة الرقة (شمال) التي أُجبرت على الهجرة والرحيل منها بسبب تنظيم "ب ي د" الإرهابي، لتنتلق للعيش بتركيا، في ولاية "شانلي أورفا" (جنوب)، وتحديدًا في قضاء "أقجه قلعة". وبرفقة ابنها وأحفادها تعيش "الأسود" التي تجد صعوبة بالمشي والكلام لكبر سنها، في مخيم للاجئين بـ"أقجه قلعة" التركية، لكن مع هذا تتلوع شوقا في كل حين للعودة، ورؤية قبور ذويها، وما يصعب عليها الأمر، هو عدم سماح "ب ي د" الإرهابي لها بالزيارة. وتابعت "الأسود" قائلة "سأحاسب أمام الله من أجبروني على هذا الوضع التي هي فيه" مضيفة أن ذكرياتها وصورة منزلها ومنطقتها لا تغيب عن بالها ولو للحظة واحدة بحسب قولها، مشددة على رغبتها الشديدة في العودة. وأفادت أنها عانت كثيرا خلال الحرب في سوريا، وعن كيفية معاناتها أضافت "الأسود" بالقول "طائرات النظام كانت تقصف كل مكان، ما أسفر عن مقتل الكثير من الأشخاص، من مبينهم اثنان من أولادي. بعدها ظهر تنظيم داعش الذي مارس عناصره ظلما كبيرا تجاه الناس". واستطردت في ذات السياق "وبعد فترة قصيرة سيطر تنظيم ب ي د على المنطقة. في الوقت الذي فرحنا فيه لذهاب داعش قام هؤلاء (ب ي د) بتهجيرنا من منازلنا". وكانت تل أبيض وقعت تحت سيطرة قوات المعارضة العربية والتركمانية بعد بدء الأزمة السورية، ثم استولى عليها تنظيم داعش بعد اشتباكه مع فصائل المعارضة. وفي يوليو/ تموز 2015، سيطر تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" على المدينة بدعم من قصف جوي بقيادة الولايات المتحدة. وأوضحت "الأسود" أن "عناصر ب ي د الإرهابي لم يسمح لنا خلال مغادرة منازلنا باصطحاب أي شيء منها حتى الأبقار"، معربة عن شكرها لتركيا التي استقبلتهم، قائلة: "منذ عامين ونحن ننتظر العودة لكن الظالمين (ب ي د) لا يسمحون لنا بذلك". وتابعت: "أشتاق كثيرا لناحية (سلوك) ولتلك الأراضي التي تمثل أمام أعيننا دائما، أدعوا الله دائما لكي أرى ولو لمرة واحدة قبل أن أموت منزلنا وتلك المناطق. أريد زيارة مقابر أولادي وزوجي وأن أحضنهم، لم تعد لدي طاقة على التحمل". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :