في حلقة نقاشية شارك فيها متخصصون أكاديميون نظّمها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية حول المناهج التعليمية.. مرحلتي الابتدائية والمتوسطة (واقع وطموح)، أجمع الكل على أن الواقع دون المستوى المطلوب بكثير.. والطموح قد يبدو فوق مستوى الواقع إذا لم يؤخذ الموضوع بجدية كاملة، وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. تحدث المشاركون عن أهمية تطوير المدرس قبل المنهج.. لأنه قادر على بث أفكاره السلبية مهما كان المنهج معتدلاً وصحياً.. وأن الطالب يأتي بما يقوله له المدرس ليطبقه في بيته وعلى أسرته.. وشددوا على أهمية وضرورة وحتمية أن تتخلص مناهجنا من طاحونة التلقين والحشو.. فمنهج من مئة صفحة مثلاً يمكن أن يختصر إلى النصف بشيء من التركيز بعيداً عن الإعادة والمط بالشرح بشكل ممل ومرهق لأبنائنا. كما تحدث البعض عن افتقاد مناهجنا مبدأ التكامل.. كأن تدور كل المواد باختلافها خلال تقديمها بنفس الوقت على فكرة واحدة.. تقدم في كل حصة بحسب نوع المادة. من المهم جداً اختصار اليوم الدراسي بساعاته من خلال اختصار المناهج وتركيزها على المهم والأهم.. والاعتماد بالتدريس على الفهم المطلق والإدراك للمعنى المطلوب عن طريق الاستنتاج الفردي المبني على التفكير.. فقد أجمع المتخصص وغير المتخصص على فشل أسلوب التلقين المبنى على الحفظ. لا يمكن أن ننكر كلنا أن فن الخطابة والطلاقة بالحديث والثقة بالنفس عند تقديم أي موضوع يكاد يكون مفقوداً بشكل عام، عكس ما نلاحظه في طلبة التعليم الخاص داخل الكويت وخارجها.. الذين يعتبر موضوع التقديم لأي موضوع مهم جداً من حيث الطلاقة وفن التحدث والتمكن من النفس ولغة العين والجسد.. كيف يبدأ وإلى أين ينتهي الطالب، ومدى قدرته على إيصال الفكرة المطلوبة بشكل مباشر وقوي؟ تكاد مناهجنا تفتقد إتاحة الفرصة للطالب في معظم المراحل للتفكير والتحليل والتعبير الذاتي عن المعلومة المطلوبة.. فطلاب الابتدائي مثلنا يحفظون حفظاً آيات وأحاديث لا يعرفون معناها.. ويعاني الأهالي الأمرين في اضطرارهم إلى التحفيظ والحشو.. ولكم أن تتخيلوا كم الجهد والضغط النفسي الذي يعاني منه الأطفال والأهالي. البنك الدولي وبالتعاون مع وزارة التربية بدأ قبل سنوات استراتيجية تطويرية للمناهج وطرق التدريس والتعليم من خلال تطوير المناهج وتبسيطها واستبدال فلسفة التحفيظ إلى فلسفة الفهم.. وتدريب المدرسين على نظريات حديثة بالتعليم.. وقد قطع هذا البرنامج شوطاً لا بأس به. إلا أن المشكلة التي يواجهها هذا البرنامج أن اتفاق التعاون مع البنك الدولي قارب على الانتهاء.. الأمر الذي قد يقطع الطريق على برنامج لطالما حلمنا به (وإن لم يكن كاملاً.. إلا أنه أفضل بكثير من الوضع التربوي الحالي).. مما يتطلب التفكير جدياً في استكماله، لكي نجني ثماره بأقرب وقت.إقبال الأحمدIqbalalahmed0@yahoo.comIqbalalahmed0@gmail.com
مشاركة :