مهرجان «ميو» التونسي يحتفل بموسم الحصاد

  • 5/18/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تونس: المنجي السعيداني يشغل مهرجان «ميو»، التسمية القديمة لشهر مايو (أيار)، مكانا مميزا في ذاكرة سكان مدينة الكاف شمال غربي تونس، وينظم التونسيون خلاله مجموعة من البرامج التنشيطية والجولات في مناطق الكاف الجبلية، وتنظم جمعية صيانة وإنماء المدينة بالكاف حاليا وحتى 25 الشهر الحالي، الدورة 24 للمهرجان. بشأن هذه التظاهرة يقول صلاح الدين البرهومي أستاذ التاريخ المعاصر لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الاحتفال ذو أصول بربرية، ومع دخول العرب المسلمين إلى تونس تبنوا هذه العادات وحافظوا عليها». وأضاف قائلا: «إن من أهم مظاهر هذا الاحتفال إعداد أكلة (البرزقان) التي تتكون من طبق الكسكسي الذي يستخدم في إعداده اللوز والفستق والبندق، وقطع كبيرة من لحم الضأن، دلالة على رغد العيش والخصب في تلك المناطق الفلاحية». ويؤكد البرهومي أن أهم مظاهر المهرجان الأصلية تتمثل في خروج الناس إلى الطبيعة احتفالا بنهاية أيام البرد والصقيع في مرتفعات الشمال الغربي المعروفة بنزول الثلوج، والابتهاج بحلول الربيع عبر جمع أغصان النباتات والزهور البرية لتعليقها في مداخل البيوت، وذلك تفاؤلا بقرب موسم الحصاد الذي يمثل عصب الحياة في المناطق الفلاحية. ويتضمن البرنامج حملات لتنظيف الكثير من المعالم المتضررة، مثل مغارة «رأس العين»، التي تمثل قلب المدينة التاريخي منذ أكثر من خمسة وعشرين قرنا، ومنها تنبع عين الكاف الشهيرة التي ما زالت تمد سكان المدينة بالماء العذب. كما ستكون الفنانة الخالدة ابنة الجهة صليحة حاضرة في هذه الدورة في عدة مناسبات سواء عبر توزيع قرص مدمج يتضمن أفضل أغانيها، أو عبر استعادة الكثير من أغانيها البدوية. ويجد عشاق المدينة فرصا كثيرة في الدورة الجديدة لمعانقة الطبيعة عبر عدة مسالك سياحية جبلية وغابية، تنطلق من المدينة إلى الأرياف الشاسعة، ثم تعود بأهلها إلى المدينة من جديد. وعن هذه النزهة ينصح صالح الرحراح (من سكان الكاف) الزائرين المولعين بالطبيعة بزيارة غابة «جنان بنت الري» شمال المدينة، حيث يمكن التمتع بمشاهد فصل الربيع، كما يمكن الانطلاق نحو بحيرة الكاف والاطلاع عن كثب على خيرات الأرض المعطاءة في تلك الأرياف البعيدة. ويخير الرحراح، العارف بخفايا المنطقة وكنوزها، الزوار الذين لا يعرفون المنطقة بين إمكانية الصعود إلى مرتفعات الدير وسيدي منصور، أو التوجه إلى حوض وادي ملاق الشهير وبحيرته التي تسر الأنظار. ويستدرك الرحراح قائلا: «وربما اختار آخرون طريق حمام ملاق الواقع داخل مرتفعات تحيط بها غابات الريحان والسرو من أجل الاستمتاع بالطبيعة ومباهجها أولا. وثانيا، في تلك الزيارة فرصة حقيقية للاستحمام داخل حوض روماني عمره أكثر من 18 قرنا وهو لا يزال اليوم على حاله كما تركه الإمبراطور الروماني أدريان».

مشاركة :