وضعت الخرطوم اتهاماتها جنوب السودان بإيواء الحركات المسلحة السودانية ودعمها أمام اجتماعات وزراء الدفاع لتجمع دول الساحل والصحراء التي تستضيفها أبيدجان عاصمة ساحل العاج، بعد أن كانت الولايات المتحدة دعت جوبا في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 إلى وقف دعمها الحركات المسلحة السودانية، الأمر الذي رفضته الحكومة الجنوبية بشدة. وأكد وزير الدولة السوداني للدفاع الفريق علي محمد سالم لدى مخاطبته اجتماعات وزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء في أبيدجان، إيواء جوبا الحركات المتمردة ودعمها رغم الاتفاقات الأمنية الموقعة بين البلدين التي تنص على عدم إيواء الحركات المتمردة ودعمها من الجانبين. وقال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية العميد أحمد خليفة الشامي إن حديث سالم جاء في سياق المهددات الأمنية التي تؤثر في أمن واستقرار الإقليم. وأشار إلى خطورة تحول بعض هذه الحركات الى «مرتزقة ورطت نفسها في الصراعات الداخلية لبعض الدول». كما دعا وزير الدولة السوداني للدفاع، دول المجموعة والمجتمع الدولي إلى دعم جهود السودان في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، مشيراً إلى اتخاذ الخرطوم تدابير قانونية ومراجعات فكرية إضافة إلى التنسيق الأمني لمكافحة تلك الظاهرة. وطرح أمام المجتمعين جهود السودان الأخرى لمكافحة الإتجار بالبشر وتجارة السلاح والمخدرات والجرائم العابرة للحدود، معدداً النجاحات التي حُققت. وأشاد بتجربة القوات المشتركة السودانية- التشادية، قائلاً إنها «باتت نموذجاً يُحتذى في تأمين الحدود المشتركة لدول المنطقة». في شأن آخر، أعلن جيش جنوب السودان أن قواته استولت على مقر مسلحي المعارضة بزعامة رياك مشار، واستعادت كل المكاسب التى حققها المتمردون في الأشهر الماضية. وقال وزير الزراعة في ولاية لول، انجوك اشول بارجوك في تصريحات إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على دولو، التي تبعد نحو 20 ميلاً غرب مدينة راجا، المقر الاداري للولاية. وأضاف المسؤول الحكومي أن الحكومة ما زالت تلاحق المسلحين حتى يستسلموا. أما في جوبا فأُعلنت آلية مراقبة وقف النار في جنوب السودان (هيئة مستقلة تابعة لوساطة الاتحاد الأفريقي معنية بمراقبة تنفيذ اتفاق السلام) أن الأطراف المتحاربة ظلت تتجاهل التوصيات التي تقدمها لوقف الحرب وتجديد الالتزام باتفاق وقف النار. وطالبت الحكومة والمعارضة المسلحة بوقف القتال واستهداف المدنيين والسعي إلى معالجة الوضع الانساني المتدهور في جنوب السودان بسبب المجاعة.
مشاركة :