لم تعد مسألة تجاوز الخطوط «الحمراء» أو لنقل «الخطوط غير المسموح تخطيها» في القصيدة الشعبية، أمراً مستغرباً من قبل بعض الشعراء الذين تعودوا على هذا الأمر، بل أصبح البعض منهم يفتخر بتجاوزاته ويردد أن باستطاعته كسر الحواجز والكتابة عن أي موضوع، والملاحظ أن هذا الأمر يشمل في بعض الأحيان مفردات قد لا ترقى إلى الذوق العام، معتبرين ذلك نجاحاً كبيراً وتميزاّ يبحثون عنه، بينما هم في الحقيقة يبحثون عن الإثارة فقط من خلال الكتابة في مواضيع تجعل قصائدهم حديث الناس بين مؤيد ومعارض، معتقدين أن هذا الأمر هو نجاح كبير وسبب رئيس من أسباب الشهرة. وفي وسائل التواصل الاجتماعي اصبح الجميع يبحث عن التميز ولفت الأنظار دون مراعاة للحدود الأدبية الواجب على الشاعر الالتزام بها. وهو ما يتضح في بعض الابيات التي تنتشر في تويتر او سناب شات بشكل عام. الملاحظ ان هناك مَنْ يعتقد أن باستطاعته تمرير أي فكرة أو جملة أو حتى مفردة، وأن في الجمهور مَنْ قد لا يستوعب ما تم تمريره وهذا ايضاً مخطئ، فبرامج المسابقات الشعرية والاستماع إلى النقاد بشكل مباشر طوّر جانب الحس النقدي لدى المتلقي العادي، الذي لم يكن من قبل يهتم بهذا الأمر. مَنْ يتبع هذه الأساليب أو غيرها من الأساليب المرفوضة يكشف نفسه وعقليته أمام الجميع، فهي تبيّن أن لدى الشاعر ضعفاً واضحاً في كيفية إيصال قصائده إلى الجمهور مما يدفعه للتوجه إلى هذا الجانب لعلّ وعسى أن يحصل على بعض الضوء المفقود بالنسبة له. يجب أن يكون عند الشاعر رقيب ذاتي يردعه عن مثل هذه التجاوزات وأن يعرف أن كل كلمة تخرج منه هي محسوبة عليه، خصوصا في زمن تويتر، فالمتلقي لن يرحم المتجاوزين وأقلها «هاشتاق» قد يخسر معه الشاعر كل ما بناه طيلة السنوات الماضية من تاريخ شعري وحضور مميز.
مشاركة :