ينتظر أهالي جبل السيدة في العاصمة المقدسة حراك التطوير، ويأملون أن تصلهم القاطرة بعد أن انطلقت عمليات تطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرمة منذ خمس سنوات. وأجمع عدد من أهالي الحي أنهم في انتظار التطوير منذ 40 عاما، مؤكدين أن أزقة الحي ضيقة، كما أن إحدى الشركات سبق أن جاءت إلى الحي وأجرت بعض العمليات في الجبل ما أدى إلى بعثرت الحجارة، لافتين إلى انهم متخوفون من تساقط الحجارة على رؤوسهم. يقول أحمد موسى (70 عاما): إنه شيد منزله المكون من غرفتين وملحقاتها قبل نحو 40 عاما، وظل يواصل البناء لمدة ثلاث سنوات، نظرا لصعوبة إيصال مواد البناء إلى الجبل. وأضاف أن منزله يبعد عن الشارع العام المؤدي إلى حي العتيبية وإلى المسجد الحرام ومقابر المعلاة 200 قدم يقطعها يوميا على قدميه. في ذات الشأن، أوضح مخراش عطية، أنه بنى منزله قبل نحو 25 عاما، مشيرا إلى أن السبب الذي جعلهم يبقون في علو الجبل منذ نحو ثلاثة عقود يعود لمقابلة منزله لمنارات الحرم المكي الشريف وسماعه للآذان الذي لا يبعد عنه سواء كيلو متر واحد، موضحا في ذات الوقت أن قربهم من الحرم المكي الشريف وسماعهم للآذان والإقامة والصلوات يخفف من مشكلاتهم ومعاناتهم في الجبل. من جهته، أوضح محمد الزهراني أحد سكان جبل السيدة، أن الحي يعاني منذ أكثر من ثلاثة عقود من سوء النظافة، نظرا لغياب عمال النظافة، وكذلك لعدم مقدرة آليات أمانة العاصمة المقدسة الصعود إلى أزقة الحي الضيقة، مشيرا إلى أنهم في بعض الأحيان وفي حالة تغيب عمالة البلدية يلجؤون إلى نظافة الحي بأنفسهم، نظرا لتراكم النفايات مما يترتب انتشار بعض الأوبئة وتكون البعوض عليها. وزاد الزهراني، أن أهالي جبل السيدة يعانون من تهالك الممرات التي قضى عليها الزمن، مشيرا إلى أنهم تقدموا بطلب إلى أمانة العاصمة المقدسة بشأن فتح طريق من أعلى الجبل لتخفيف الضغط على المدخل الوحيد للجبل، وفعلا جرى فتح المسار، ولكن درون أن يتم وضع وسائل أو سواتر خراسانية لمنع السيارات من السقوط على منازلهم. وقال إنه بعد تنفيذ الطريق أصبح الحاجز الحجري الذي وضعه الأهالي قبل نحو 30 عاما آيلا للسقوط ومهددا بالانهيار على الأسر التي تقطن الحي، مطالبا الجهات المسؤولة بالوقوف على الموقع، خاصة أن العاصمة المقدسة ربما تشهد خلال الأيام المقبلة أمطارا غزيرة تؤدي إلى جرف الحجارة. وفي ذات الشأن، كشف حسن عطية، عن معاناته في نقل ابنته المعوقة إلى أقرب موقف للسيارة، مشيرا إلى أنه يقطع 40 مترا وهو يحمل ابنته فوقة ظهره حتى يصل بها إلى السيارة، مؤكدا أنه مستمر في هذه المعاناة منذ نحو 17 عاما وأنه أصبح لا يستطيع حملها لوعورة الطريق. وفي الشأن نفسه، بين علي صالح، أن معاناة الأهالي تمتد مع المياه في حال انقطاعها في الحي خصوصا في أوقات المواسم كالحج، مشيرا إلى صهاريج المياه لا تستطيع الوصول إلى الجبل نظرا لضيق طرقه وأزقته. واستطرد صالح، أنه في حالة انقطاع المياه، يتعاون الجيران مع بعضهم لسد النقص حتى تنفذ الكمية المخزنة ومن ثم الرجوع إلى تعبئة الجوالين من أسفل الجبل وحملها إلى أعلى عن طريق العمالة الوافدة، مشيرا إلى أن أجرة العامل لإيصال الجوالين تساوي سعر رد صهريج المياه. ومن جانبه، قال المواطن أحمد عطية: الأهالي قلقون من أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي التي أصبحت مكشوفة، ويستطيع الأطفال لمسها من خلال «بلكونات» المنازل، مؤكدا أن أحد الأطفال أصيب بصعق كهربائي من أحد هذه الأسلاك الكهربائية في أوقات هطول الأمطار. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة أسامه زيتوني، أن الأمانة لديها خطط لتطوير جميع المناطق العشوائية في العاصمة المقدسة وفق أولويات معتمدة لدى الجهات المختصة لتطوير تلك المناطق.
مشاركة :