فاز إيمانويل ماكرون المرشح الوسطي المستقل، برئاسة فرنسا، ليصبح أصغر رئيس فرنسي (39 عاماً)، وأول رئيس من خارج ثنائية اليمين واليسار التي تحكم البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، والرئيس العاشر للجمهورية الخامسة التي بدأت في عام 1958 مع الجنرال ديغول. وبعد حملة متعبة ومتقلبة اكتسبت أهمية دولية، خصوصاً بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، اختار الفرنسيون، الذين صوتوا بنسبة 74% من مجموع الناخبين، منح أوروبا فرصة أخرى، وعدم الدخول في مغامرة تسليم البلاد إلى أقصى اليمين بزعامة مارين لوبن رئيسة "الجبهة الوطنية"، التي لعبت خصوصاً على وتر الأمن في أكثر بلد غربي يشهد هجمات إرهابية، ويعاني أزمة مع المهاجرين. ورغم مخاوف المقاطعة أو العزوف، قفزت نسبة المشاركة إلى أكثر من 74%، وحصل ماكرون على 65% من الأصوات، ليصبح ثالث رئيس يتخطى عتبة 60% في الجمهورية الخامسة، بعد جاك شيراك، الذي ألحق هزيمة نكراء بجان مارين لوبن والد المرشحة الخاسرة، والجنرال ديغول، الذي يعتبر محرر فرنسا من الاحتلال النازي. أما لوبن فقد تمكنت من فرض نفسها رقماً صعباً في الساحة السياسية الفرنسية، وتغلبت على والدها الذي كان أول يميني متشدد يصل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لكنه حصل على أقل من 20% فقط من الأصوات. وسيجري تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 الجاري تاريخ انتهاء ولاية الاشتراكي فرانسوا هولاند، الذي دعا الرئيس المنتخب للمشاركة اليوم إلى جانبه في إحياء ذكرى استسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية 1945. والرئيس الجديد، الذي أثار انتخابه ارتياحاً دولياً وفي أوروبا وأيضاً في الأسواق الدولية، والذي قال إنه بالفعل اختار رئيس حكومته، سيكون عليه الفوز بأغلبية نيابية تمكنه من الحكم. وعملياً دخلت البلاد في استحقاق الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 و18 يونيو.
مشاركة :