«الوسطي» إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا بعد هزمه اليمين المتطرف

  • 5/8/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

فاز الوسطي إيمانويل ماكرون مساء أمس الأحد (7 مايو/ أيار 2017) بالانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام منافسته زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، ليصبح في سن 39 عاماً أصغر رئيس منتخب لفرنسا. وانتخب ماكرون الذي لم يكن معروفاً لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويقول إنه ليس من اليمين أو اليسار، بعد حصوله على ما بين 65,5 و66,1 في المئة من الأصوات أمام لوبن (بين 33,9 و34,5 في المئة)، بحسب تقديرات أهم معاهد الاستطلاع. وقال ماكرون الذي لم يسبق له أن شغل منصباً منتخباً، لـ «فرانس برس» إن «صفحة جديدة من تاريخنا الطويل تفتح. أريدها أن تكون صفحة الأمل واستعادة الثقة». وأشاد بفوز ماكرون الكثير من القادة الأوروبيين القلقين من تنامي النزعة الوطنية والحمائية في أوروبا. وسريعاً ما تدفقت التهاني لرئيس فرنسا الجديد وجاءت خصوصاً من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي. واعتبرت ميركل أن فوز ماكرون هو «فوز لأوروبا قوية وموحدة» في حين اعتبر يونكر أن الفرنسيين اختاروا «مستقبلاً أوروبياً» لهم. كما هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إيمانويل ماكرون على «فوزه الكبير» في انتخابات الرئاسة الفرنسية. وقال ترامب في تغريدة عبر «تويتر»: «أتطلع كثيراً إلى العمل معه». وبعد فوزه المشهود على الأحزاب التقليدية، سيكون على ماكرون الآن أن يجمع فرنسا مقسمة بشكل عميق بين فرنسا الحضر المزدهرة أكثر والإصلاحية، وفرنسا الريف والفقيرة التي يجتذبها التطرف. وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة (10 في المئة) ومكافحة الإرهاب ودفع أوروبا. وأشادت لوبن (48 عاماً) المناهضة للهجرة ولأوروبا التي منيت بهزيمة قاسية، بتحقيقها «نتيجة تاريخية وكبيرة» لليمين المتطرف الذي أصبح كما قالت «قوة المعارضة الأولى» في فرنسا. وتشير نتيجة الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع عالية قدرت بأكثر من 25 في المئة، إلى احتمال «إعادة تشكيل المشهد السياسي بشكل كبير ليتمحور حول الصراع بين الوطنيين وأنصار العولمة». وقام ماكرون بحملة مع حركته «إلى الأمام» التي أسسها تحت شعار التجديد السياسي مع خط مؤيد للفكرة الأوروبية وبرنامج ليبرالي سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية. وتقوم عقيدته على «فرنسا منفتحة في أوروبا تحمي». وفي المقابل خاضت لوبن حملتها على مهاجمة المشروع الأوروبي والعولمة و»النخب». وراهنت المرشحة التي قدمت نفسها على أنها «مرشحة الشعب» على موجة شعبوية كانت أوصلت دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة وأخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. «الطاعون والكوليرا» وبحسب مقربين من ماكرون فإن اتصالاً هاتفياً «قصيراً» و»ودياً» حصل مساء الأحد بين الرئيس المنتخب ولوبن. وبعد نتيجة «تاريخية» لماكرون في الجولة الأولى، تكثفت الدعوات من كل حدب وصوب لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي يصل للمرة الثانية إلى الجولة الثانية الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. لكن «الجبهة الجمهورية» التي تصدت لوالد مارين جان ماري لوبن في 2002 شهدت شرخاً. وشهدت الفترة بين دورتي الانتخابات رد فعل من الغاضبين من المرشحين الاثنين للجولة الثانية. ورفض قسم من أنصار مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون (19,58 في المئة في الجولة الأولى) الاختبار «بين الطاعون والكوليرا». وماكرون الصيرفي السابق ووزير الاقتصاد السابق الذي كان استقال من حكومة هولاند في أغسطس/ آب 2016 ليترشح للرئاسة، بات أصغر رئيس في تاريخ فرنسا أمام لوي نابليون بونابرت (40 عاماً في 1848). كما سيكون أحد أصغر قادة الدول في العالم. وحصل على ولاية من خمس سنوات على رأس إحدى القوى الأساسية في العالم قوة نووية وتملك مقعداً دائماً في مجلس الأمن وأحد محركي الاتحاد الأوروبي. ويتمثل أول تحد له في الحصول على غالبية برلمانية في الانتخابات التشريعية في 11 و18 يونيو/ حزيران الأمر اللازم ليمكنه الحكم ووضع برنامجه حيز التنفيذ. ويقوم البرنامج على إصلاح كبير لحق العمل وخفض النفقات العامة وتعزيز المحور الفرنسي الألماني. حملة التقلبات ويتوج فوز ماكرون المتخرج من مدارس النخبة في فرنسا، حملة انتخابية شهدت تقلبات كثيرة. وتساقط على مدار الحملة كبار السياسة واحداً بعد الآخر بداية من الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي تخلى عن الترشح بسبب ضعف كبير في الشعبية وغياب دعم من غالبيته. كما سقط الحزبان الكبيران التقليديان لليسار واليمين منذ عقود من الجولة الأولى. وقبل خروج الأحزاب التقليدية من السباق الرئاسي فاز مرشحون غير متوقعين في الانتخابات التمهيدية التي نظمتها الأحزاب نفسها وهزمت شخصيات كبيرة فيها كالرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق آلان جوبيه في معسكر اليمين أو رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس في معسكر اليسار.أهم نقاط برنامج إيمانويل ماكرون للرئاسة الفرنسية تتركز النقاط الأساسية في برنامج إيمانويل ماكرون الذي انتخب أمس (الأحد) رئيساً لفرنسا إثر فوزه على منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، على تخفيض أعباء الشركات وتثبيت أوروبا وتجديد الحياة العامة. الميزانية والضرائب تخفيض بقيمة 60 مليار يورو للنفقات العامة في خمس سنوات. - إلغاء 120 الف وظيفة رسمية. - تخفيض الأعباء على الرواتب. - تخفيض الضرائب للشركات. - تحويل الضريبة على الثروة إلى «ضريبة على الثروة العقارية» (استثناء الثروة المالية). أوروبا طرح تنظيم مؤتمرات ديمقراطية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الألمانية في خريف 2017، لبلورة مشروع تتبناه جميع الدول الراغبة. - توحيد الميزانية والبرلمان ووزير المالية في منطقة اليورو. - حد فترة الإقامة المجازة لموظف أجنبي يخدم في فرنسا بعام واحد. - إنشاء قوة حرس حدود أوروبية تعد 5000 عنصر. - صندوق أوروبي للدفاع لتمويل التجهيزات العسكرية المشتركة. - ضبط الاستثمارات الأجنبية في أوروبا. - حصر الدخول إلى الأسواق العامة الأوروبية للشركات التي تحصل على نصف إنتاجها على الأقل في أوروبا. أمن ودفاع - فتح 10 آلاف وظيفة شرطي ودركي. - زيادة 15 ألف مكان في السجون. - ضمان تنفيذ كل عقوبة صادرة. - خدمة عسكرية الزامية لمدة شهر. - إنشاء قيادة أركان مركزية للاستخبارات تابعة مباشرة لمجلس الدفاع برئاسة رئيس الجمهورية العمل - نظام شامل لضمان البطالة تموله الضرائب. - اعتماد نظام المكافأة/التغريم إزاء الشركات التي تستغل العقود القصيرة. - تعليق دفعات مساعدات البطالة بعد رفض أكثر من عرضي عمل «محترمين». الحماية الاجتماعية - نظام تقاعد شامل «يعتمد قواعد حساب مشتركة». - إنشاء آلية تسديد اجتماعية موحدة تجمع عدداً من رواتب الدعم الاجتماعي. - زيادة 100 يورو على قيمة مخصصات البالغين المعوقين والحد الأدنى لمخصصات الشيخوخة. - التكفل بـ 100 في المئة من نفقات نظارات النظر وأدوات الإعانة السمعية وطواقم الإسنان مع حلول 2022. البيئة - تخفيض 50 في المئة لحصة الطاقة النووية من إنتاج الطاقة بحلول 2025. - مكافأة 1000 يورو عند شراء آلية أقل تلويثاً. - ترميم مليون منزل تفتقر إلى عزل مناسب. - توفير نسبة 50 في المئة من الأغذية العضوية في مطاعم المدارس أو الشركات بحلول 2022. الحياة العامة - منع النواب من توظيف أفراد العائلة. - اشتراط سجل عدلي نظيف لمرشحي الانتخابات. - تخفيض عدد النواب إلى ثلثيه. - منع تجاوز ثلاث ولايات نيابية متتالية. - استخدام كثير لآلية الطوارئ في تبني القوانين. التربية، الثقافة، العائلة - تدريس الشئون الدينية في المدرسة. - بطاقة تخفيض ثقافي بقيمة 500 يورو لكل فرنسي في الـ18 من العمر. - إجازة التلقيح الاصطناعي للأزواج المؤلفة من نساء أو للنساء المنفردات. - استقلالية المؤسسات المدرسية والجامعية في التوظيف. - فتح 4000 إلى 5000 منصب تدريس. - منع استخدام الهواتف المحمولة في المدرسة في القسمين الابتدائي والثانوي. الهجرة والتمييز - مهلة لا تفوق ستة أشهر لدراسة طلبات اللجوء تشمل الالتماسات.

مشاركة :