ملفات حارقة تنتظر ماكرون في ساحة دولية مضطربة

  • 5/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - يدخل الرئيس الفرنسي الشاب المنتخب نادي الكبار ويخطو خطواته الأولى في الساحة الدولية التي تشهد نزاعات وتوترات. ومع وصوله إلى قصر الاليزيه بعد صعود سياسي قياسي، أصبح ماكرون في عمر التاسعة والثلاثين أحد أصغر الرؤساء. ومن دون أي خبرة دولية حقيقية، سيكون عليه أن يواجه فورا الملفات الأكثر سخونة من بريكست إلى أزمة الهجرة مرورا بأزمتي كل من سوريا واوكرانيا. وستفرض الاجندة الدولية نفسها فور تنصيب الرئيس الجديد، مع قمة حلف شمال الاطلسي في 25 مايو/ايار في بروكسل، تليها قمة الدول السبع في إيطاليا والقمة الشهرية الأوروبية في يونيو/حزيران وقمة الدول العشرين في يوليو/تموز في ألمانيا. ويلقى ماكرون تعاطفا كبيرا من قادة الاتحاد الأوروبي الذين ارتاحوا لإزاحة مرشحة اليمين المتطرف المناهضة للاتحاد مارين لوبن ويشعرون بالرضا عن وصول شخصية مؤيدة لأوروبا في وقت بدأت فيه مفاوضات صعبة جدا حول خروج بريطانيا من الاتحاد. وماكرون الذي يريد "فرنسا قوية داخل أوروبا التي تؤمن الحماية" لاقى تأييدا من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي التقاها خلال حملته الانتخابية ومن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وحتى وزير المال اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس أحد مراجع اليسار الراديكالي في أوروبا ساند ماكرون معتبرا اياه "الوحيد" الذي حاول مساعدة أثينا خلال مواجهتها أزمة الديون. ويمكن للرئيس الفرنسي الجديد أيضا التباهي بالدعم الرمزي الذي قدمه له الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قبل الدورة الثانية. ولكن إذا استُقبل ماكرون بحرارة في بروكسل والعواصم الأوروبية، فكيف ستكون علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وردا على سؤال حول هذا الموضوع في اوائل ابريل/نيسان، أجاب ماكرون ببرودة "أنا لست من بين المفتونين بالقوة. لست مفتونا ببوتين"، قبل أن يعد بـ"حوار متطلّب" مع موسكو وخصوصا في شأن الملفين الأوكراني والسوري. وقال برتراند بديع المتخصص في العلاقات الدولية والأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس "السياسة الدولية هي بمثابة ناد، وعندما يكون المرء جديدا في النادي، يقومون باختباره". وأضاف "لا شك في أن كثيرين سيقولون إنه شاب، إنه جديد، ويمكننا خداعه، لكن هناك دائما مفاجآت وأمور غير متوقعة". والرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي وصل إلى الاليزيه بدون خبرة دولية، أدخل بلاده بلا تردد في تدخلات عسكرية في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وفي التحالف الدولي ضد الجهاديين في العراق وسوريا. ووعد ماكرون بأن مكافحة الإرهاب ستكون من أولويات عمله، مبديا تصميمه على أن يقيم "شراكة قوية" مع واشنطن، رغم أن الرئيس دونالد ترامب من النوع الذي لا يمكن توقع قراراته. ووفقا للجنرال جان باول بالوميروس رئيس الأركان السابق للقوات الجوية الذي قدّم النصح للمرشح ماكرون، فإنّ الانخراط العسكري الفرنسي في منطقة الساحل والشرق الأوسط يجب أن يتواصل "بشكله الحالي". ويشارك 6500 عنصر في عمليات خارجية لا سيما في منطقة الساحل (عملية برخان) وفي الشرق الأوسط ضد تنظيم الدولة الاسلامية. لكن ماكرون وزير الاقتصاد الفرنسي السابق لم يقدّم في الواقع أي مقترحات جديدة في الشأن الدولي. وهو إذ يمسك بزمام الأمور في الملف الأوروبي، إلا أنه مبتدئ نسبيا في المواضيع الأخرى، فمواقفه بشأن القضايا الرئيسية هي استمرار للسياسة الخارجية التي اعتمدها سلفه. فمن خلال اعلانه "مواصلة العمل في التحالفات" لم يُقدم على أي تحول كبير في الدبلوماسية الفرنسية.

مشاركة :