نجوم الغناء يهربون إلى عالم التمثيل

  • 5/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: محمد شبانة عودة غير مسبوقة، بأدوار بطولة، يشارك فيها المطربون، ضمن مسلسلات رمضان المقبل، التي يجري تصويرها على قدم وساق حالياً، في حين تنتظر أعمال أخرى دورها للدخول إلى البلاتوهات، حيث بات من المؤكد مشاركة عدد من نجوم الصف الأول والثاني منهم سامو زين وحمادة هلال ومي سليم وهيفاء وهبي وخالد سليم وروبي وأحمد فهمي وهشام عباس وبوسي ودومنيك حوراني، وربما يزيد العدد في اللحظات الأخيرة. وحول مشاركة هؤلاء المطربين هذا العام في دراما موسم رمضان، وأدوارهم خلالها، كان هذا التحقيق.المنتج محسن جابر بدأ الحديث قائلاً: «شيء طبيعي جداً أن يتجه أهل الطرب للتمثيل، لأنه بغض النظر عن تكامل الفنون، فإن صناعة الغناء في مأزق حقيقي، مبيعات الألبومات «صفر»، ومخادع من يقول غير ذلك، ويتم تسريب بعضها بالكامل، قبل صدورها في الأسواق. والCD قضي على شريط الكاسيت، والتكنولوجيا الرقمية، خلال سنوات قليلة ستقضي على الCD، وهو ما يعني انتهاء عصر مبيعات الألبومات الغنائية إلى أجل غير مسمى».ويضيف: «من جهة أخرى فإن المطرب بالذات إذا كان من نجوم الصف الأول، فإنه يحصل على مبلغ ما بين مليون وثلاثة ملايين مقابل بطولة مسلسل، وهو ما يجعل الاتجاه للدراما بالنسبة له مشروعاً مربحاً، خصوصاً في ظل تراجع صناعة الغناء، وفشل كل الحلول التي وضعت لإنقاذها، ورغم ذلك استطعت الإنتاج لعدد من النجوم منهم ميادة الحناوي، وهشام عباس الذي يعود بعد غياب 8 سنوات، ورامي صبري، وآمال ماهر، وأحمد عدوية، وسامو زين، وتامر عاشور الذي تم تسريب أغاني ألبومه بالكامل، وبالتالي الشركات الكبيرة هي فقط من يمكنها البقاء على الساحة». شهادة وفاة يقول الموسيقار هاني شنودة: «التكنولوجيا والسرقات الإلكترونية كتبت شهادة وفاة الغناء، وإنتاج أغنية واحدة يتكلف مبالغ كبيرة، يتقاضاها الشاعر والملحن والموزع والاستوديو، والتصوير بطريقة الفيديو كليب، وفي النهاية لا تحقق عائداً مادياً، حتى لو نجحت وانتشرت في الفضائيات وعلى اليوتيوب، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي».ويواصل، قائلاً: «فيما مضى كان اتجاه المطرب للتمثيل يمثل استغلالاً لنجاحه كمطرب له جمهور، يمكن أن يذهب إلى دور العرض من أجله، على ألا يتخلى عن الغناء كمصدر عمل أساسي، كما فعل عمرو دياب ومحمد منير ومحمد فؤاد ومصطفى قمر ومنى عبد الغني، وغيرهم من نجوم جيل الثمانينات والتسعينات، ولكن الوضع اختلف الآن، المطرب يلجأ للتمثيل مضطراً، لأنه لم يعد يغني إلا في الحفلات والأفراح ومواسم الأعياد، واتجاه المطربين للتمثيل أصبح ضرورة، والمحظوظ منهم، نجوم الصف الأول الذين يتقاضون مبالغ طائلة مقابل بطولة مسلسل، أو حتى الاشتراك بدور رئيسي فيه، أما نجوم الصف الثاني وما تلاهم، فيحصلون على مبالغ زهيدة، ويشتركون غالباً في مسلسلات ضعيفة، من دون نجوم دراما، وتعرض على قناة واحدة ولا يشاهدها أو يهتم بها أحد، وتسقط من ذاكرة الجمهور والنقاد على السواء». حركة البلاتوهات د. ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، تشير إلى أن رمضان هذا العام يشهد هجوماً للمطربين، إن جاز التعبير، على المسلسلات التي يجري تصويرها، ومنهم حمادة هلال، الذي يقوم ببطولة «طاقة القدر» ولم ينس أنه مطرب، فقرر تقديم عدة أغانٍ في المسلسل، وهيفاء وهبي بطلة «الحرباية»- وكان اسمه «بعد النهاية»، وهناك مسلسل «سبع صنايع» ويضم 5 مطربين دفعة واحدة، يظهرون ضيوف شرف، كل مطرب في حلقة، هم محمد فؤاد وهشام عباس ومصطفى قمر ونيكول سابا ومي سليم، كما يقوم المطرب سامو زين بتصوير دوره في «طعم الدنيا»، والمطربة بوسي تصور مشاهدها بمسلسل «تحت أمر السيادة» مع المخرج هاني خليفة، والمطربة اللبنانية دومنيك حوراني بدأت تصوير مشاهدها في «سرايا حمدين» مع سامح حسين ورندا البحيري. فالاتجاه للدراما، فيما أرى، هو لتعويض النقص الحاد في الطلب على المطربين في سوق الغناء. تنوع الأدوار يؤكد المخرج محمد سامي، أن اشتراك المطربين في أي مجال آخر، ما عدا الغناء، ينصب في الأساس على السينما، لأنها الأبقى، ولكونها تراجعت مؤخراً، وفي المقابل شهدت الدراما انتعاشة مذهلة، ويتابع قائلاً: «بعض الشركات تصور أكثر من مسلسل في الوقت نفسه، وإحداها تنتج 8 أعمال دفعة واحدة، ورغم انخفاض عدد المسلسلات في رمضان عن العام الماضي، إلا أن الدراما في أقوى حالاتها، واستطاعت النهوض مثل مارد، وأزاحت الدراما التركية، وقضت عليها بالضربة القاضية، وتفوقت حتى على المسلسلات الهندية، لذلك فإن لجوء المطربين إليها تم تلقائياً لازدهارها وتدهور حال السينما، ومن المتوقع أن يستمر تواجد المطربين في الدراما ربما لسنوات قادمة، طالما بقي حال الغناء على ما هو عليه». تفعيل القانون يشير الملحن حسن إش إش إلى أن عدم تفعيل قانون حقوق الملكية الفكرية هو السبب الرئيسي لاتجاه المطربين للعمل بالتلفزيون، ويقول: «لولا ثورة يناير لكانت الدولة قد وضعت تشريعاً يجرم السرقة الإلكترونية والسطو على أفكار ومجهود العاملين في الحقل الإبداعي من سينما وتلفزيون وموسيقى، وبالفعل عقدت جلسة قبل الثورة بثمانية أيام فقط، لمناقشة القانون وتفعيله، والذي كان يغلظ العقوبة على السارق، ويجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على فعلته التي تقضي على الإبداع الفني في مصر، ولكن الثورة أعاقت تنفيذ المشروع، وعلى كل حال، المطربون نجحوا في الدراما وأصبح لهم جمهور يتابعهم، كما في الغناء والسينما، وأتوقع مزيداً من التألق لهم في رمضان هذا العام، لكن تفعيل تجريم السرقات الإلكترونية، أياً كان نوعها، يمثل ضرورة قصوى، وخطوة أولى مهمة في تعافي الغناء ونهوضه من كبوته، فليس معقولاً أن تحترم الدول الأخرى حقوقنا الفكرية في الخارج، بينما نحن لا نستطيع الحفاظ عليها في الداخل».

مشاركة :