أجهزة «الصعق الكهربائي» تنتشر بين الشباب..«يكفي استهبال»!

  • 8/3/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انتشر مؤخراً بين أوساط الشباب أجهزة "الصعق الكهربائي"، الذي يدّعي بعض مستخدميها أنها دفاعية، فيما يخشى آخرون أن تقع في يد ضعاف النفوس، وبالتالي استخدامها في أعمال السلب والاعتداء، حيث يؤدي التعرض لها إلى "شبه شلل" لفترة زمنية تكفي لإفراغ جيوب المعتدى عليه، كما يمكن أيضاً خطفه بكل سهولة، وقد يصل الحال في أسوأ الاحتمالات إلى حدوث وفاة لبعض المصابين بأمراض القلب، حيث تشكّل الصعقة الكهربائية وإن كانت خفيفة خطراً على حياتهم. ويعمل الصاعق الكهربائي على إطلاق شحنة كهربية تصيب عضلات الجسم بالتعطل المؤقت، وهو ما ينقل المصاب إلى حالة شلل مؤقتة، حيث تدوم لثوان، وتختلف حسب عدد مرات التعرض للصعق، فيما يثير استخدام أسلحة الصعق الكهربائي قلق الجهات المعنية، خاصةً بعد حوادث عديدة أدت إلى وفاة حالات كثيرة، وهو ما دعى منظمة العفو الدولية تكرار الدعوة إلى تعليق استخدام أجهزة الصعق الكهربائي. وعلى الرغم من كون هذا النوع من الأجهزة ممنوعة وغير متاحة في الأسواق، إلاّ أن هناك "سوقاً سوداء" لها، وبأسعار تُعد متاحة للمراهقين قبل الشباب، فيما يُسوّقها البعض من خلال "الانترنت"، وإيصالها بالبريد السريع، حيث تتراوح أسعارها بين (400-1200) ريال. ولا يدرك شباب اليوم خطورة تلك الأجهزة، فهناك من يستخدمها على سبيل "المزح" أو "الضحك"، دون أن يعلم عن حالة صديقه شيئاً، فربما كان يشتكي من آلام في صدره، أو قلبه، أو في كليتيه، وهنا قد تؤثر تلك الأجهزة على الجسم بالضرر، وقد ينشأ عنها حالات شلل تتعطل من خلالها أجهزة الجسم، وبالتالي حدوث ما لا يُحمد عقباه. دفاع وحماية وقال بعض الشباب - فضلوا عدم ذكر أسمائهم -: إن الهدف من استخدامهم لهذا النوع من الأجهزة هو للدفاع عن النفس ضد أي حادثة قد يتعرضون لها، حيث يفيد أحدهم أنه كثير السفر على الطرق البرية، مما جعله يضع الصاعق الكهربائي في سيارته لاستخدامه عند تعرضه لأي اعتداء، مؤكداً على أنه لم يستخدمه حتى الآن، على الرغم من مرور أكثر من عامين ونصف على اقتنائه، فيما يشير آخر إلى أنه وضع سلاح الصاعق في منزله بعد أن درب نساءه على استخدامه، وذلك بهدف حمايتهن من خطر دخول اللصوص خلال غيابه. سلاح ذو حدين وأوضح "عبدالله بن ناصر القحطاني" أن هذا النوع من الأجهزة يُعد سلاحاً ذا حدين، حيث من الممكن أن يستخدم كوسيلة دفاع عن النفس، فيما قد يكون الهدف منها لدى آخرون هو الهجوم والسرقة، كما يمكن أن تكون وسيلة خطرة جداً على حياة الأطفال، سواء في المنزل عند غياب أعين أولياء الأمور عنهم، أو في الخارج عندما تكون متاحة في متناولهم، وتستخدم عند أتفه الأسباب، معرضةً الجميع إلى الخطر. إعلانات منتديات وعلى الرغم من عدم توفر هذا النوع من الأجهزة من خلال المتاجر التقليدية، إلاّ أن بعض الباعة لجأوا إلى استخدام "الانترنت" ووسائل التواصل الاجتماعية لتسويق بضاعتهم، مع تأكيدهم على سرعة التوصيل، إضافةً إلى طرح تفاصيل أكثر عن أنواع مختلفة وأسعار متاحة للجميع، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على جيل الشباب من خلال توفر هذا النوع من الأجهزة في متناول أيديهم، والتي قد يجعلهم يستخدمونها في أتفه خلاف أو مشادة. إصابات بالغة وأكد "د.ماجد اليامي" - مدير قسم الطوارئ في مستشفى رأس تنورة - على أن الصدمات الكهربائية بشكل عام من الممكن أن تكون قاتلة، أو تؤدي إلى إصابات بالغة، وذلك لكون جسم الكائنات الحية يعتمد على "ذبذبات" توصيل الأوامر من الدماغ إلى أعضاء الجسم والعضلات الإرادية واللاإرادية، فيما قد تتأثر عضلات الجسم بشكل عام، وقد تتعرض "عضلة القلب" إلى خلل عند تعرضها إلى صدمة كهربائية، حيث أنه من الممكن حدوث اختلال واضطراب في النبض قد يؤدي إلى الوفاة - لا قدر الله -، أو خلل مباشر في أحد أعضاء الجسم أهمها الكلى. فشل كلوي وكشف "د.اليامي" عن احتمال الإصابة بارتخاء في عضلات الصدر، وهو ما يؤدي إلى عدم القدرة على التنفس ومن ثم الوفاة، مضيفاً: "بعد اطلاعي على هذه الأجهزة الصاعقة والقراءة عنها، وجدت أنها ذات (أمبير) ضعيف نسبياً"، موضحاً أنه على الرغم أن المعلومات تؤكد على أنها غير قاتلة، إلاّ أنه تم رصد عدد كبير من الوفيات في دول مختلفة بسبب تعرضهم للصعق من قبل رجال الشرطة، حيث يستخدمونها بحذر كالابتعاد عن صعق الشخص مباشرة على الصدر أو على جهة القلب، أو عدم الصعق لأكثر من ثانيتين كحد أقصى، وإلاّ قد تحدث الوفاة، أو إصابات بليغة مثل الفشل الكلوي أو توقف الجهاز التنفسي، مشيراً إلى أنه وجد تحذيراً من قبل الجهات الأمنية في الدول التي تستخدم هذا النوع من السلاح. وشدد على ضرورة الحذر من استخدام هذا النوع من الأجهزة نظراً للعواقب الوخيمة التي قد يسببها الجهل بأضرارها، حيث أن تعرض الشخص للصعق لأكثر من خمس ثوان قد يقوده إلى الوفاة المباشرة، أو شلل عضلات الجهاز التنفسي، أو السقوط أرضاً وتعرض الرأس للنزيف، كما أن استخدام هذه الأجهزة بالقرب من المواد القابلة للاشتعال قد يؤدي إلى كوارث وخيمة.

مشاركة :