عام 2017، دفعت صراعات متعددة في جميع أنحاء العالم الناس إلى الاحتماء في مخيمات اللاجئين. لكن ما هي أكبر وأبرز مخيمات اللاجئين في العالم؟ وما هي أحوالها البيئية وظروفها المعيشية؟ مخيم كاكوما للاجئين في كينيا لا يقع أكبر مخيم للاجئين بالعالم في الشرق الأوسط، بل في إفريقيا. ويعيش في مخيم كاكوما 184 ألف شخص فروا من الصراعات في جنوب السودان وفي الصومال. بدأت الحرب الأهلية في جنوب السودان في عام 2013 بين حكومة الرئيس سلفا كير وبين المعارضة بقيادة نائب الرئيس رياك مشار. قُتِل في الحرب أكثر من 300 ألف شخص في جنوب السودان. كما شهد الصومال حربا أهلية طويلة لمدة 15 عاما بين عامَيْ 1991 و 2006، وتشكلت في عام 2012 أول حكومة صومالية استطاعت ممارسة مهامها ، ولكن ما زال هناك وجود قوي وخطير للمتمردين في بعض أجزاء البلاد. لكن الحياة ليست سهلة على مواطني هذين البلدين في مخيم كاكوما، بسبب تفشي المرض وسوء التغذية في المخيم. كما أن الظروف البيئية: مثل الفيضانات تجعل الحياة صعبة بالنسبة للاجئين في المخيم. مجمع داداب للاجئين في كينيا يتألف مجمع داداب من خمسة مخيمات متجاورة للاجئين في جنوب شرق كينيا. وتدير المجمع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تتلقى الأموال من المانحين الدوليين. يعيش في المجمع بأكمله أكثر من 126 ألف لاجئ، علما بأن أكثر من 95 في المئة من سكان المجمع هم من المسلمين الصوماليين، وكان بناء المجمع قد بدأ عام 1992. ونظراً لطول الحرب الأهلية الصومالية، فهذا يعني أن هناك بعض الناس الذين عاشوا كل حياتهم في مخيمات اللاجئين. معظم اللاجئين يعيشون في خيام، وبعضهم يعيشون في منازل مؤقتة. يواجه مجمع اللاجئين هذا مخاطر صحية كبيرة بسبب الاكتظاظ السكاني فيه، ومنها تفشي الحمى والكوليرا والتهاب الكبد، وغيرها من الأمراض الأخرى الشائعة، فضلاً عن الافتقار للأطعمة الصحية، إلى مشكلة بيئية متمثلة بالفيضانات التي تدمر منازل اللاجئين في المخيمات. كما أن إزالة الغابات تضطر اللاجئين إلى السفر بعيداً عن المخيمات لشراء الحطب، وهذا يعرض اللاجئين للخطر. فضلا عن وجود مشاكل أمنية داخل المخيمات، نظراً لأنها ليست محمية من قبل الحكومة الكينية، وهذا يعني عدم سريان قانون يوقف العنف فيها. مخيم الزعتري في الأردن أصبحت سوريا بعد سنوات الحرب الطويلة أكثر صراعات العالم إلحاحاً، فيما يتعلق باللاجئين أيضا. المضطرون للفرار من هذه الحرب قد ينتهي بهم المطاف في مخيم الزعتري، وهو مخيم للاجئين في الأردن قرب الحدود السورية الجنوبية. يعيش في هذا المخيم أكثر من 80 ألف لاجئ، مما يجعله “المدينة” الرابعة في الأردن. تدير مفوضية اللاجئين التابعة للأمم هذا المخيم. ومن مهامها العديدة تزويد المخيم بالماء والكهرباء والغذاء، وأحيانا أيضا التعامل مع قضايا، مثل: تجارة المخدرات والدعارة. ويواجه المخيم مشاكل العواصف الرملية فضلا عن توفير التعليم للأطفال. للمخيم مستشفياته ومدارسه الخاصة وفيه آلاف المحلات التجارية التي يملكها ويديرها اللاجئين أنفسهم. ويوجد شارع في المخيم تمت تسميته باسم أشهر شارع في باريس وهو شارع الـ “شانزليزيه” الصاخب بالناس. أما شارع الشانزليزيه في المخيم فهو مزدحم بباعة الألعاب والوجبات الخفيفة والهواتف المحمولة وغيرها. مخيمات أخرى ومن مخيمات اللاجئين الأخرى مخيم ييدا في جنوب السودان ومخيم كاتومبا في تنزانيا ومخيم الأزرق في الأردن. يشار إلى أن أزمة اللاجئين الفلسطينيين تعتبر أطول أزمة للاجئين في العالم منذ عام 1948. ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات، مثل: مخيم اليرموك في سوريا، ومخيم شاتيلا في لبنان ومخيم جباليا في قطاع غزة. ويسلي دوكري / (ع.م)
مشاركة :