قبل ٢٧ عامًا مضت وتحديدًا في أزمة الخليج الأولى العام ١٤١١هـ، أنقذ النقيب شافي بن سعدون الشمري، أكثر من ٧٥ فردًا من حرس الحدود من الموت، داخل مركزهم شمال رفحاء، إثر اعتداء آثم نفذه مسلحون عراقيون بأسلحة ذات انفجار هائل. تفاصيل هذه القصة يحكيها لـ"سبق"، العسكري السابق نواف الرويلي، يقول فيها: إبان حرب الخليج الأولى كنت أنا ومعي نحو ٧٥ فردًا من أفراد حرس الحدود، بالإضافة إلى القائد ونائبه، نتواجد في مقر العمل بمركز البطن الحدودي التابع لمحافظة رفحاء، ويقع على مقربة من الأراضي العراقية. ويضيف: في إحدى ليالي الشتاء الباردة كنا نؤدي عملنا المعتاد في المركز، وسرعان ما تحولت الأجواء إلى عتمة وأصبحت الرؤية ضعيفة جدًا؛ بسبب كثافة الضباب، فبدأت حينها علامات القلق وعدم الارتياح تظهر على وجه قائد المركز فأخذ يحسب ويفكر مليًا، ثم طلب منا تقديم طعام العشاء إلى ما بعد صلاة المغرب مباشرة. ويزيد: تناولنا طعام العشاء في الوقت الذي حدده القائد، وبعد أن فرغنا منه، أمر قائد المركز، النقيب شافي بن سعدون الشمري، جميع الأفراد بمغادرة المركز، فسألناه عن سبب إقدامه على هذه الخطوه، فقال إحساسي لا يخيب سوف يتعرض موقعنا للإعتداء هذه الليله، فقرر التوجه بنا إلى منطقة بديلة ليست بعيدة عن المركز، وهناك استرحنا وخلدنا إلى النوم وظل بعض الأفراد يقومون بدور الحراسة والدوريات وآخرون يعملون على أجهزة الإشارة. وتابع: عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، سمعنا أصوات دوي هائلة ومفزعة أيقظتنا من سباتنا العميق، وشاهدنا حينها النيران والأدخنة تتصاعد من مقر عملنا إلى كبد السماء، وتبين لنا أن المركز قصف بواسطة عراقيين انتهزوا سوء الأحوال الجوية وأطلقوا القذائف الصاروخية نحو المركز، ما أدى إلى حدوث تلفيات كبيرة فيه. ويكمل: المهاجمون العراقيون لاذوا بالفرار إلى مناطقهم تحت جنح الليل بعدما نفذوا العملية مباشرة، وعندما انقشع الظلام وحل الصباح توجهنا إلى المركز برفقة القوات الفرنسية، وبدأنا نتفحص الأضرار التي لحقت به جراء الإنفجارات الرهيبة للقذائف، فزعم أحد الخبراء الفرنسيين أن القذائف المستخدمة في الإعتداء أقوى وأشد من قذائف البازوكة. وختم الرويلي القصة قائلاً: بعد توفيق الله، ساهمت فطنة القائد في سحب القوة تكتيكيًا إلى مكانٍ آمن ببقاء أكثر من ٧٥ فردًا من أفراد حرس الحدود على قيد الحياة، مؤكدًا أن الإنفجار كان سيؤدي إلى مقتل الجميع لو تواجدوا في المركز. يذكر أن النقيب شافي بن سعدون الشمري، عمل ضابطًا في بعض قطاعات حرس الحدود، وتقلد الكثير من المناصب والأوسمة حتى تقاعد من العمل برتبة لواء، قبل نحو سنتين.
مشاركة :