--> --> كسر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الاصطفافات الحاصلة بين قوى 8 و 14 آذار والجدال حول من هو رئيس الجمهورية الجديد، فقلب كل الموازين من خلال إعلان ترشيح النائب هنري حلو، مرشح كتلة «اللقاء الديموقراطي»، وهكذا من خلال هذا الترشح، تغير مشهد جلسات انتخاب الرئيس في المجلس النيابي، ويؤكد المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية هنري حلو في حوار خاص لـ«اليوم» إنه «لو كنت فعلًا مرشح مناورة لما استمررت بترشيحي حتى الآن»، مشددًا على أن «الانقسامات والاصطفافات لا توصل إلا إلى الفراغ». وقال: «على اللبنانيين أن يعوا أن هذه المسألة تبدأ من اللبنانيين قبل أن يتدخل أي أحد»، موضحًا إنه «لا نستطيع انتظار نتائج المفاوضات التي تحصل في المنطقة، فعامل الوقت يختلف بيننا وبين دول المنطقة». هنا نص الحوار: جلسات البرلمان لانتخاب الرئيس بعد توالي جلسات الانتخاب دون أن تنتج رئيسًا للبلاد، كيف تصف المرحلة المقبلة؟ وهل سيشهد موقع الرئاسة شغورًا أم إن جلسة 22 مايو ستنقذ هذا الاستحقاق؟ -أكرر أسفي الذي سبق وعبرت عنه عند خروجي من جلسة مجلس النواب الأخيرة التي عقدت لانتخاب الرئيس، وهو أن هناك عجز حقيقي لإنجاز هذا الاستحقاق، إضافة إلى وجود عجز عن عقد جلسة انتخاب بتوافر النصاب المطلوب، لذا أعتقد إزاء هذا المشهد أن الأمور لن تتغير في الأسابيع المقبلة، ومصير الجلسة المقبلة في 22 مايو، ستكون كسابقاتها، انطلاقًا من قناعاتي أن الحل للخروج من هذه الأزمة يكون بالتوافق. لقد أثبتت التجارب الماضية أن الانقسامات والاصطفافات لا توصل إلا إلى الفراغ. لا بد من التوافق على رئيس يجمع الجميع ويتواصل مع جميع القوى السياسية ويكون مقبولًا منهم، وخير دليل على ذلك ما حصل عند تشكيل حكومة المصلحة الوطنية التي توافق عليها الجميع بمشاركة قوى 8 و14 آذار والوسطيين، والتي تمكنت حتى الآن من إنجاز العديد من الملفات العالقة كالملف الأمني والتعيينات، وهذا يؤكد ألا حل إلا بمشاركة الجميع بالعمل السياسي في البلد. ألا تعتقد أن هذا الاتفاق غائب عن انتخاب رئيس الجمهورية، كما تبدو تصريحات بعض الكتل النيابية؟ -هناك تشاور وراء الكواليس بين جميع الكتل النيابية بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا لا أعتقد أن التواصل مقطوع بينهم، وإن شاء الله نتمكن من الوصول إلى انتخاب رئيس للبلاد، مع العلم أن المؤشرات لا تقودنا إلى التفاؤل بالنتائج، لكن هذا لا يمنعمنا من الاستمرار بالقيام بما يتوجب علينا كي نصل إلى نتيجة قبل 24 مايو. احتدام الصراع بين 8 و 14 آذار. في خضم الاحتدام السياسي بين قوى 8 و14 آذار، إلى أي مدى يحتاج لبنان إلى رئيس يتمتع بالوسطية كهنري حلو؟ -لا حل للاصفافات والانقسامات الحاصلة إلا بشخص توافقي. سبق وقلت: إنني من المؤكد مرشح للرئاسة ومستمر بترشيحي، لكن إنقاذ البلد بالنسبة إليّ أهم من الأشخاص والمراكز؛ لذا إذا حظي شخص بالمواصفات المطلوبة وبدعم جميع القوى السياسية، فليكن رئيسًا لجمهورية لبنان؛ لأنني أدرك تمامًا ألا حل للخروح من الحالة السيئة التي نعيشها إلا برئيس يمتلك مواصفات الرئاسة الحقيقية. عندما أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ترشيحك للرئاسة، تكرر كثيرًا أنك مرشح مناورة، كيف تبرر أنك عكس ذلك؟ -تردد هذا الكلام كثيرًا في الأسابيع الأولى لإعلان ترشيحي، إلا أنه لو كنت فعلًا مرشح مناورة لما استمريت بترشيحي حتى الآن، وكان دام هذا الترشح لمدة أسبوع، إضافة إلى أنه يتبين من تصريحات زملائي في كتلة اللقاء الديموقراطي والنواب في باقي الكتل أنني لست مرشح مناورة بل مرشح جدي. ألا تعتقد أن جنبلاط طرح اسمك كي يوصل رسالة إلى قوى 8 و14 آذار مفادها أن قرار اختيار الرئيس يعود له وليس لفريقي النزاع؟ -ترشحي للرئاسة صادر من خلال كتلة اللقاء الديموقراطي التي أنتمي إليها برئاسة وليد جنبلاط؛ لذا لا نتدخل بما يجري بين 8 و 14 آذار، فالمهم الخط الذي نسير فيه قناعتنا إن ما يوصلنا إلى بر الأمان هو خط الحوار والتوافق والحوار والخط الوفاقي، لذا لاعتماد هذه الاسس من دون الدخول في التفاصيل. بماذا تفسر عدم إعلان قوى 8 آذار مرشحها للرئاسة، وغياب مرشحين فعليين كانوا ينوون الترشح في 14 آذار أمثال الرئيس أمين الجميل والوزير بطرس حرب؟ -لدى 14 آذار اتفاق على أن يكون لديهم مرشح واحد؛ لذا تم الاتفاق على تبني ترشيح الدكتور جعجع، وصدر منذ يومين تصريح لجعجع يقول فيه: إنه إذا أراد سحب ترشحه، سيتنازل لمرشح من قوى 14 آذار. أما فيما خص قوى 8 آذار لا أملك أي جواب. المفاوضات الخارجية ما العوامل التي تتحكم بالرئاسة في لبنان، الموضوع السوري أم الملف الإيراني أم ما يجري في العراق؟ -لدينا فرصة حقيقية للبنة هذا الاستحقاق، فمن خلال التصريحات الصادرة من السفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان يتبين أنهم لا يريدون التدخل بالعملية الانتخابية، لكن هذا لا ينفي وجود مساعدة للوصول فعلًا إلى الانتخاب قبل المهل الدستورية أي 24 مايو، لكن على اللبنانيين أن يعوا أن هذه المسألة تبدأ من اللبنانيين قبل أن يتدخل أي أحد؛ لذا فالكلام عن تدخل خارجي لن يوصل إلى نتيجة، فإذا أردنا أن ننتظر نتائج اللقاءات التي تحصل بين إيران وأمريكا والمملكة العربية السعودية، قد لا تظهر النتائج في المرحلة القريبة، عندها ماذا نفعل بالاستحقاقات التي تداهمنا؟ لذا لا نستيطع انتظار أحد، فهنالك عامل الوقت يختلف بيننا وبين دول المنطقة. ما مستقبل الحياة السياسية في لبنان في ظل الفراغ المتوقع بعد 25مايو المقبل؟ -للأسف مشهد مؤلم وغير حضاري لعدم قدرة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أنه وبالاستناد إلى الدستور، يقع على كاهل مجلس الوزراء مهمة استلام البلد في حال الشغور في سدة الرئاسة، وهكذا سيتمكن المجلس من اتخاذ القرارات وحل بعض الأمور، وخصوصًا في الملف السوري، سيتمكن لبنان من استلام المساعدات فيما خص النازحين بما أن كل مؤسسات الدولة موجودة. بين خيار استمرار رئيس الجمهورية بممارسة مهمامة والفراغ، ما الخيار الأفضل لكم؟ -نحن مع الخيار الثالث أي الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية؛ لذا أعتقد أنه لا يزال هناك فرصة لانتخاب الرئيس. كلمة أخيرة. -حكومة المصلحة الوطنية مثال واضح، على أنه عندما يجتمع الفرقاء جميعًا بالحكم تكون النتائج ايجابية؛ لذا لماذا لا ننطلق من حكومة المصلحة الوطنية إلى جمهورية المصلحة الوطنية؟
مشاركة :