«لكل بداية نهاية؛ لكن يا لها من نهاية حزينة، كم من صعبة ان تجد أصدقاء أوفياء، وكم أصعب الفراق منهم، مع السلامة يا كويت، مع السلامة يا أحبابي وأصدقائي وأعزائي الكويتيين منهم وغير الكويتيين، سامحوني على تقصيرنا» هذه الرسالة وصلتني من الطالب الأفغاني سيد وافي، الذي غادرنا إلى بلاده بعد تخرجة من قسم الإعلام الفصل الماضي.لقد أعادتني هذه الرسالة الى الكثير من الذكريات في دروب الحياة العلمية في أماكن واتجاهات عدة، ذكريات الصداقة والأخوة مع زملائي في مراحل التعليم ومعهد التكنولوجيا، وذكريات الدراسة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بالمملكة العربية السعودية الحبيبة، وأساتذتي الأفاضل الذين درسوني وتعلمت منهم الكثير، وما زلت احمل جميلهم، واكن لهم الفضل على كل ما تعلمت منهم.أعادتني هذه الرسالة الى الصداقات وزملاء الدراسة في الولايات المتحدة، والمواقف والأيام الجامعية التي لا تنسى، وأعتقد ان الكثير ممن يقرأون هذه السطور يشاركوني نفس هذه المشاعر الطيبة والجميلة نحو الحياة الدراسية بشكل عام والحياة الجامعية بشكل خاص، انها أيام وذكريات حيث الحماس والشباب والقلوب الطاهرة النقية التي تكتشف الحياة، وتواجه تحدياتها وأمواجها العاتية بصدرٍ مفتوح.أعادتني هذه الرسالة الطيبة الى ذكريات جميع الطلبة الذين درستهم من جميع الألوان والجنسيات، بدايةً من إخواني وأبنائي الكويتيين، مروراً بإخواننا وأبنائنا وطلابنا النيجيريين والسنغاليين والأردنيين والمصريين والعمانيين والسعوديين وطلاب دول شرق آسيا من تايلند واليابان والصين وكوريا، وغيرهم ممن حفروا ذكرياتهم في قلوبنا قبل عقولنا، فالحياة الجامعية حياة كاملة مليئة بالحيوية والنشاط الذي ينبض في كل أوصالها وأروقتها فيجعل منها أياما لا تنسى، وذكريات ساكنة في ربوع القلب.الحياة الجامعية لها قدسيتها ومكانتها التي يعلمها كل من وطئت قدماه الحرم الجامعي، وكل من أدرك قيمة العلم وقيمة الأعراف والآداب الجامعية. قد يرى البعض في حماسي عن الجامعة شيئاً من المبالغة؛ وأنا لا أخفي تحيزي الكامل لعبق الجامعة وقداسة الحياة الجامعية؛ ولكن أشير الى معانٍ خاصة لهذه الفترة في حياة الطالب والتي تعطيه الكثير من المقومات وتكسبه الكثير من السمات الشخصية ليخرج متسلحاً بالعمل لمواجهة الحياة.فشكراً لابني الطالب سيد وافي، الذي أحضر الى قلبي وذهني كل هذه المعاني الإنسانية العطرة التي تزين الحياة الجامعية، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في حياته العملية، وان يكون ذخراً لبلاده وان يتذكرنا بالخير دائماً، ويذكر بالخير كويتنا الحبيبة وجامعة الكويت الرحيبة.أرجوحة أخيرة:أدعو الله ان يكتب الخير والرزق والبركة لكل اساتذتي الذين درسوني وتعلمت منهم الكثير، وأدعو الله لكل طلابنا وأبنائنا بالتوفيق والسداد والنجاح في امتحانات نهاية العام الدراسي، سدد الله خطاكم وكتب لكم الخير والفلاح والنجاح، وجعلكم فخراً وذخراً لنا ولأرض الكويت الغالية.يا كايدهم:لم أجالس الأخ مبارك الدويلة كثيراً ولم أسافر معه، وأعتقد لو جمعت كل الساعات التي جالسته فيها لن تتجاوز ساعات اليوم الواحد، فلذلك لا أعرف عنه الكثير، لكنني عرفته وبخصته من خلال الهجوم الذي نالني منذ نشر المقال السابق، فقد رميت علي سهام فيها ما فيها، وهذا لا يعنيني، ما يعنيني أن من يرمي هذه السهام متخف خلف أسماء مستعارة، فعرفت أن مبارك الدويلة «ملك غابة» لا تستطيع خفافيش الظلام مواجهته، لانهم يعرفونه كما عرفته أنا الآن. فهنيئاً لك يا مبارك كل الحسنات التي كسبتها وتكسبها، وهنيئاً لي أيضاً فقد كسبت من الحسنات ما كسبته خلال خمسين ربيعاً، ادلع يا كايدهم، ربي يحفظك وينصرك.mnawr@yahoo.com
مشاركة :