كتبت عن محمد بن سلمان قبل أكثر من سنة بالعنوان ذاته .وتحدثت مؤخراً عنه وزيارته لأمريكا ومقابلته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،في قناتنا السعودية الثانية وعلى الهواء ، وقلت الشيء نفسه عن هذا الأمير الشاب الطموح الذكي، الذي بالفعل عمره العقلي يتخطى عمره الزمني بدون نفاق . محمد بن سلمان ممسك بملفات كثيرة ، فهو ممسك بالملف اليمني، والملف السوري، والتحالف العربي والتحالف الإسلامي ،وفوق ذلك كله هو مهندس رؤية المملكة الطموحة 2030 ، إلى جانب عمله كولي لولي العهد، ،والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ، ووزيرالدفاع ورئاسته لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. ولنا أن نتخيل أن مسؤولاً بسن الأمير محمد بن سلمان يقوم بتلك المسؤوليات وبكل كفاءة واقتدار مما جعله محط أنظار العالم ووسائل إعلامه. تحدث قبل عدة أيام عن مواضيع بالفعل تهم المواطن كالسكن الذي يبدو أنه تولاه بنفسه لأهمية السكن في نظر سموه ولعموم المواطنين وكذلك الوظائف. فالسكن والوظائف وتقليل نسبة البطالة إلى رقم فردي 7% بدون أدنى شك سوف يوسع من دائرة الطبقة الوسطى ،والتي تعتبر صمام الأمان بين طبقتين متطرفتين هما الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة. فعندما تتلاشى الطبقة الوسطى وتتسع دائرتا الطبقتين الغنية والفقيرة فإن الفساد المالي والإداري سوف ينتشر في المجتمع ،وسوف يؤدي إلى تقويض نظام المجتمع. السكن وبشكل خاص وتوفيره سوف يقلل من العنوسة في المجتمع ، وسوف يحدث استقراراً وظيفياً ومعيشياً لأي مواطن ينعكس إيجاباً على إنتاجية المواطن وولائه وحبه لوطنه وولاة أمره . ولذلك قيل «إن السكن نصف المعيشة « بل أقول إنه كل المعيشة. تحدث عن الفساد ومكافحته ، وهذا عامل مهم من عوامل استقرار المجتمع . فانتشار الفساد المالي والإداري يوسع من دائرتي الطبقتين الغنية والفقيرة على حساب الطبقة الوسطى التي يفترض أن تحصل على نسبة لا تقل عن 80% في المجتمع على حساب الطبقتين سالفتي الذكر واللتين يفترض أن تحصل كل واحدة منهما على أقل من 10% . فمكافحة الفساد من الأعلى إلى الأسفل هو ما أشار إليه سموه في حديثه التلفازي . وهذا واضح فإعفاء وزير الخدمة المدنية ومحاسبته يبرهن لنا أننا أمام منعطف تاريخي يجعل المسؤول يحك رأسه عدة مرات عندما يعرف جيداً أنه وضع لخدمة المواطن وليس لخدمة مصالحه الشخصية الضيقة. ونختم حديثنا عن محمد بن سلمان لنقول له بارك الله في جهودك الكبيرة والمشكورة لخدمة هذا الوطن الغالي علينا جميعاً .