•• قال لي بعد ان استراح قليلا: كنت ألوم أحد الاصدقاء وهو مسؤول كبير لتعامله مع بعض موظفيه بفوقية فهو يتعامل بصرامة ويضع بينه وبينهم حواجزاً .. كان صارماً لا يعرف حتى الابتسام في وجه كل واحد منهم .. وكنت شديد الانتقاد له في سلوكه ذاك حيث اعتقد ان بناء خيط من الود بين المسؤول وبين من يعمل معه يعطي العلاقة شيئاً من الانسيابية وبالتالي ينعكس ذلك على الاخلاص والتفاني في العمل. هكذا راح يقص عليَّ تجربته مع صديقه ذاك,قلت له ان فهمك للعمل اكثر ايجابية من صديقك المتجهم القاسي. عاد بظهره إلى ظهر المقعد وزفر زفرة تكاد تحرق الوجه الذي قريب منها : فقال لقد ادركت خطأي وصوابية صديقي انه على حق في تعامله ذلك الذي كنت اراه غير ملائم انسانيا على الاقل. قلت له لماذا توصلت إلى هذه القناعة؟. عندها راح يسرد تجاربه حيث كان يفتح ابواب مكتبه امام كل هؤلاء فهو لا يعترف بالابواب المغلقة فهو يتعامل وفق منهجية تقول عامل الناس كما تحب ان يعاملوك ولكن البعض فسروا ذلك انه ضعف أو تهاون وبالتالي لم يعودوا يقومون بعملهم إلا حسب اهوائهم. قلت له لا طريقتك صحيحة ولا صديقك كان موفقاً في تعامله مع الآخرين. عليك ان تتعامل مع كل واحد حسب اخلاقياته فإياك ان تقفل باب مكتبك لأن منهم من اساء فهم تصرفك بفتح بابك. دعه مفتوحاً رغم التصرف الخاطئ من البعض.
مشاركة :