العرب ونظرية المؤامرة (1-2)

  • 5/10/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كتب محمد الهاشمي مقالاً مطولاً في «شفاف» الإلكترونية، حمل عنوان هذا المقال، تعلّق موضوعه بتفسير الظروف الدولية التي أدت إلى صدور إعلان بلفور. سنحاول في هذه العجالة تلخيص المقال، والتعليق عليه. ذكر الكاتب أن صدور الإعلان لم يكن نتيجة مؤامرة بقدر ما كان تغليباً لمصالح الإمبراطورية البريطانية، ولم يكن لصدوره رغبة الغرب في النيل من المسلمين، دون سواهم، فهذا لا يعدو أن يكون تهرباً من المسؤولية، والركون إلى دور الضحية. وجدت نظرية المؤامرة رواجاً، خصوصاً مع تعقد الحياة، وتزايد الفوارق الحضارية بيننا وبين الغرب، وتداخل الأحداث وتسارعها، وصعوبة فهمها، وزيادة تفرقنا، مع تراكم مشاكلنا وقضايانا وحروبنا ومعاركنا مع بعضنا على أكثر القضايا تفاهة. وبالتالي، لم يكن أمامنا غير الإيمان بالنظرية، ورفض كل أشكال التعاون مع الغرب، فرفضنا في حينه إعلان بلفور 1917، ورفضنا اتفاقية فيصل وايزمان بعدها، ورفضنا حلف بغداد 1955، ورفضنا كامب ديفيد 1978، ومعاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية 1979، وغيرها الكثير. ولو قبلنا أياً منها، لكان واقعنا مختلفاًَ. فها هما اليابان وألمانيا، اللتان تم تدمير وحرق معظم مدنهما، إضافة إلى خسائرهما البشرية والمادية الهائلة، نتيجة حروبهما مع الولايات المتحدة، أصبحتا تالياً من أكبر حلفاء أميركا والغرب. ولو حاولنا استعراض حال العرب في بدايات القرن العشرين عند صدور الإعلان، لوجدنا أنهم افتقدوا كياناً موحّداً، وكانوا خاضعين للعثمانيين. وكانت فرنسا تحكم الجزائر وتونس وسوريا. وإنكلترا تحكم مصر والسودان والعراق. وتميّز العهد العثماني بتخلف وجمود فكري، ولم يتغير هذا الوضع حتى أواخر القرن الـ19. ثم يتطرق الكاتب إلى موضوع إعلان بلفور، ويقول إن حاييم وايزمان، عالم الكيمياء البريطاني اليهودي، كان لجهوده وسيرته الدور الحاسم في صدور الإعلان، فقد كان وراء اكتشاف مادة «الأسيتون»، المُهمة للغاية في صناعة «الكورديت» cordite المتفجر الدافع، الموجود في ذيل طلقات الرصاص والصواريخ والقاذفات، حيث كانت ألمانيا النازية تحتكر صناعته، وهو الاكتشاف الذي ساهم في ترجيح كفة ميزان الحرب لمصلحة بريطانيا في ميدان الحرب، وهذا الاكتشاف الذي توصل إليه حاييم وايزمان، الذي أصبح تالياً أول رئيس لدولة إسرائيل، وغير ذلك من اكتشافات مهمة، ساعده كثيراً في التقرب من القيادات السياسية والعسكرية الأميركية، وقبلها البريطانية، من أمثال ديفيد لويد جورج David Lloyd George أحد زعماء حزب الأحرار البريطاني ورئيس الوزراء، أثناء النصف الأخير من الحرب العالمية الأولى، وونستون تشرشل Winston Churchill، وزير الذخيرة والإمدادات الحربية آنذاك، الذي بدوره راح يلح على الحكومة بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وفعلاً، أصدرت إنكلترا الإعلان تعبيراً عن امتنانها لجميل وايزمان، وفضل القوى البشرية اليهودية، المالية والعلمية، على بريطانيا.أحمد الصرافhabibi.enta1@gmail.comwww.kalamanas.com

مشاركة :