دبي: ميرفت الخطيب تحت شعار «الإعلام والإرهاب الضوابط والأحكام» انطلقت صباح أمس فعاليات الملتقى الإعلامي الدولي الثاني الذي تنظمه كلية الإعلام وعلوم الاتصال في جامعة الجزيرة في دبي، برئاسة الدكتور أحمد الكندري رئيس الجامعة، على مدى يومين متتاليين، ويأتي الملتقى في إطار تعزيز استراتيجية الدولة الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف والتعرف الى التجارب الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتفاعل معها، وكذلك يهدف إلى تنمية الوعي المجتمعي الدولي بمخاطر الإرهاب والتطرف بكافة وسائله ومظاهره، إضافة إلى بناء وتطوير الشراكة العلمية بين الجامعة والمؤسسات ذات الصلة في مكافحة الإرهاب وتحصين المجتمع من مخاطره المحتملة، وأخيراً بناء قدرات الطلاب المعرفية والتخصصية في مكافحة الإرهاب وذلك بمشاركتهم في أبحاث وفعاليات ولجان أعمال الملتقى.وأشار الدكتور أحمد الكندري إلى أن دولة الإمارات ومنذ تأسيسها كانت من أوائل الدول التي اعتمدت استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف ونحن في جامعة الجزيرة واستشعاراً لخطورة هذا الأمر ننظم هذا الملتقى لتعزيز جهود الدولة وتنمية الوعي المجتمعي الدولي بمخاطر الإرهاب بكافة أساليبه وصوره في المجالات المعرفية المختلفة. تكميم الأفواه واستهلت جلسات الملتقى مع الدكتور أحمد القبيسي الذي تحدث عن الخطاب الديني ومعالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف كما تحدث الدكتور عمر عبدالكافي حول القيم الدينية في مواجهة الإرهاب، داعياً إلى البدء من المنزل وعدم التمييز بين الأبناء وخاصة البنات والأولاد، وتربيتهم على قبول الآخر، داعياً إلى ضرورة الابتعاد عن المحطات التي تغرس وتروج للتطرف الديني وتكميم أفواهها. ومن ثم تم الإعلان عن الفائز بجائزة الرئيس المؤسس للجامعة في البحث العلمي والتي حصل عليها مناصفة كل من الدكتور عمر فارس والدكتور صلاح الدين إبراهيم. وحصل على لقب شخصية العام الأكاديمية اللواء الدكتور عبدالقدوس العبيدي مساعد القائد العام لشؤون الجودة والتميز في القيادة العامة لشرطة دبي. وتم عرض أوبريت فتنة الإرهاب وهو من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي قام بإنتاجه وتصويره جامعة الجزيرة حيث تم عرضه للمرة الأولى في الملتقى.وشارك في الجلسة الأولى والتي أدارها الدكتور عطا حسن عبدالرحيم الأمين العام للملتقى، اللواء الدكتور سيد غنيم استشاري الأمن الدولي وأستاذ زائر بأكاديمية دفاع حلف الناتو بروما بورقته حول استراتيجية مقترحة لمكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط وشمال المتوسط والذي وضع استراتيجية لمكافحة التطرف والذي اعتبره تهديدا للمجتمعات وهو ليس جديدا وليس محصورا في جنسية او في منطقة إنما له أسباب مركزية إضافة إلى اسباب إعلامية وإيديولوجية، وأشار الى أن التمييز وعدم التوازن في توزيع الحصص على الجميع بمساواة هو احد الأسباب إلى التطرف، في حين أن عدم وجودها يشعر الإنسان بالأمان، ومن أسبابه أيضا التعليم والبحث العلمي الخاطئ وتزايد المنصات الإعلامية التي ترمز إلى التطرف والهجرة غير الشرعية والنزوح والفقر فضلا عن اللاجئين والنازحين بصورة غير منظمة، وانتشار البطالة. دول هشة وأضاف ان تمركز السلطة والقوة والموارد بالدولة في يد مؤسسات معينة أمر في منتهى الخطورة وتزيد الانشقاقات التي تؤدي إلى التطرف، وبالإضافة إلى هذه الأسباب الداخلية يوجد أسباب خارجية كهيمنة أو فرض دولة أجنبية سلطتها على دولة اخرى. وعدم وجود مساواة بين حق هذه الدولة والأخرى أو التفضيل بينهما ما يؤدي إلى الشعور بالغبن. وخلص إلى أن كل هذه الأسباب تجعل من الدول دولا هشة والتي لها مؤشرات ومعدلات، وبحسب أحد المؤسسات العالمية في هذه الدراسات أشارت آخرها في العام 2016 والتي عملت هذا المؤشر على 175 دولة، حيث حلت الإمارات في المرتبة 145 أي أنها تعد من احسن 30 دولة متماسكة بناء على 12 بعدا ومعيارا منها 6 سياسية و4 اجتماعية و2 اقتصادية. وبحسب دراسة ثانية كشفت عن وجود 67 تنظيما إرهابيا في العالم وكلها موجودة في الدول الهشة. استقطاب الشباب كان المتحدث الثاني اللواء الدكتور محمد مجدي المالكي الخبير والمحاضر الأمني الدولي وقدم ورقة عمل نابعة من تجربته الشخصية حول موضوع التحديات الأمنية الراهنة في الوطن العربي وسبل مواجهتها. ثم تحدث العقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية في شرطة دبي عن دور الأمن في الوقاية من الإرهاب والتطرف، ورأى ميرزا أن عنوان الملتقى هام جدا كونه يتناول قضية الإعلام والإرهاب، فنحن اليوم نعرف ان المنظمات الإرهابية تسخر كافة وسائل الإعلام في تجنيد الشباب خاصة في ما يتعلق ب«داعش» والقاعدة وهناك أمثلة كثيرة على مستوى الوطن العربي في كيفية تسخير الإعلام في استقطاب الشباب.
مشاركة :