في خضم مشاورات تشكيل حكومته، كسب الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون امس الثلاثاء، رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس الذي انضم إلى معسكره، في مؤشر على تشرذم المشهد السياسي الفرنسي قبل شهر من الانتخابات التشريعية.ويعي الرئيس الوسطي المؤيد لأوروبا حاجته إلى جذب شخصيات منبثقة من اليمين واليسار المعتدل، إن أراد تشكيل أكثرية برلمانية وتطبيق إصلاحاته بلا عراقيل. أمام تعدد الخصوم بدأت الحركة الوسطية التي أوصلت ماكرون إلى الإليزيه وعدّلت اسمها إلى «الجمهورية إلى الأمام!» التعبئة. وستعلن الحركة الفتية المؤسسة في العام الفائت وتفتقر إلى مراكز ثقل انتخابية، الخميس أسماء مرشحيها ال577 للانتخابات التشريعية. وتبدو قرارات اختيار المرشحين دقيقة إذ عليهم الجمع بين وعود التجديد باختيار 50% من المرشحين من المجتمع المدني وهاجس الأداء والفعالية. ولدى الرئيس الجديد أولوية أخرى تكمن في اختيار رئيس وزراء جامع قادر على توحيد البلاد. وسيعلن ماكرون خياره بعد تسلم السلطة من سلفه فرنسوا هولاند في مراسم تجري صباح الأحد في قصر الإليزيه. وأوضحت صحيفة لوفيجارو أن ماكرون، سبق أن اختار من سيتولى المنصب، غير أنه لم يخبر بعد الشخص المعني، كما أن المقرّبين منه لا يعرفون من سيكون رئيس الحكومة الجديد، والذي سيعلنُ عن اسمه يوم 14 من الشهر الحالي، مباشرة بعد تسلم ماكرون الحكم رسمياً، والأكيد أن دوره الرئيسي هو ضمان أغلبية برلمانية مريحة للرئيس وحكومته. ورأت الصحيفة أنه من المحتمل أن يكون هذا الرئيس من اليمين، موضحة أن هناك شيئاً مؤكداً، وهو أن بعض التعيينات ستحدث بالأخص استياءات في صفوف اليمين المحافظ، ممثلاً في حزب الجمهوريين، الذي يعاني أصلا انقسامات، على خلفية الهزيمة المدوية في الانتخابات الرئاسية.ونقلت الصحيفة عن برلماني من الحزب، قوله إن اختيار ماكرون، مثلا، لجان لوي بورلو، الزعيم السابق لحزب اتحاد الديمقراطيين والأحرار، اليميني الوسطي، كرئيس للحكومة، سيشكل ضربة سياسية هائلة، ستصعّب الأمور على حزب الجمهوريين.واعتبرت الصحيفة، أيضا، أن اليميني خافيير بيرترنارد، يعد من الشخصيات المناسبة بالنسبة لماكرون لتولي رئاسة الحكومة، فهو برلماني، وعمدة ووزير سابق، ويشترك مع إيمانويل ماكرون في كونهما تواجها مع مارين لوبان. وأثار الاشتراكي فالس صدمة بإعلان انضمامه الكامل إلى معسكر الرئيس المنتخب، هو الذي تولى رئاسة الوزراء من 2014 إلى 2016 عندما كان ماكرون وزيراً للاقتصاد. وقال فالس المنبثق من التيار اليميني في الحزب الاشتراكي، والذي دعم ماكرون بدلاً من المرشح الاشتراكي بونوا آمون، إن «هذا الحزب الاشتراكي مات، وأمسى خلفنا». أما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين اليميني اللذان منيا بهزيمة غير مسبوقة في فرنسا بخروجهما من الدورة الأولى، فينتظران بفارغ الصبر الانتخابات التشريعية في 11 و18 يونيو لرد اعتبارهما.على صعيد آخر، قالت الشرطة الفرنسية إنها أعادت تدريجياً فتح محطة جار دي نور للقطارات في باريس ليل الاثنين، بعد أن أخلتها في وقت سابق وطوّقت المنطقة بسبب إنذار أمني. وذكر شاهد من رويترز في الموقع أنه كان هناك ما لا يقل عن عشر عربات للشرطة خارج المحطة الواقعة في وسط باريس. وقالت شرطة باريس في تغريدة على تويتر «انتهاء عمليات التحقق. عودة تدريجية إلى الوضع الطبيعي». ولم تذكر السلطات تفاصيل بشأن العملية. وذكرت صحيفة «لو باريسيان» أن «دولة شريكة» حذرت الاستخبارات الفرنسية من أن ثلاثة رجال يعتقد أنهم خطرون على وشك الوصول إلى فرنسا على متن أحد القطارات. (وكالات)توجيه اتهام بالإرهاب إلى عسكري سابق خطط لاعتداء أعلن مصدر عسكري أن قاضياً لمكافحة الإرهاب اتهم رسمياً عسكرياً سابقاً أوقف الجمعة، بالقرب من قاعدة جوية في جنوب غربي فرنسا، ويشتبه بأنه خطط للاعتداء بمفرده. وقال هذا المصدر أن آلان فويرا اتهم ب«العمل الفردي الإرهابي» و«محاولة التسلل إلى أرض عسكرية». وقد أوقف احترازياً بناء على طلب من نيابة باريس.وكان العسكري السابق «في وضع نفسي غير مستقر»، حسب مصدر قريب من التحقيق، اعترف بعد توقيفه بأنه كان يعتزم تنفيذ اعتداء باسم تنظيم «داعش». وعثر في سيارته على شريحة ذاكرة خارجية تتضمن مبايعة للتنظيم، وبندقية صيد وذخيرة ومسدسين. ولا شيء يسمح حالياً بتأكيد نجاحه في الدخول إلى الموقع العسكري، بينما ما زال المحققون يحاولون معرفة ما إذا كان على وشك القيام بعمل عنيف أو يقوم بعمليات رصد. أ.ف.ب)
مشاركة :