يواصل الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون اليوم (الأربعاء) مشاوراته لتشكيل الحكومة المقبلة قبل أيام من تسلمه السلطة من الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند. ويعمل ماكرون في مقره في الدائرة 15 من باريس بتكتم شديد على تشكيل حكومة لفرنسا التي تشهد انقساماً عميقاً وتستعد للاستحقاق الانتخابي التشريعي المقبل في 11 يونيو (حزيران) المقبل. ويفترض أن يعلن وزير الاقتصاد السابق اسم رئيس الحكومة الاثنين المقبل، وفي اليوم التالي تشكيلة الحكومة، التي يفترض أن تضم 15 وزيرا وعددا غير محدد من الوزراء المنتدبين. وسيتوجه ماكرون الأربعاء إلى حديقة لوكسمبورغ للمشاركة في الاحتفالات «باليوم الوطني لذاكرة العبودية وإلغائها» والتي سيحضرها هولاند، وسيكون له فيها آخر خطاب رسمي بصفته رئيساً للجمهورية قبل أربعة أيام على تسليمه السلطة. وقبل ذلك، يترأس هولاند أيضاً آخر اجتماع لمجلس الوزراء بحضور رئيس الحكومة برنار كازنوف و17 وزيراً وعشرين وزيراً منتدباً. وليست هناك أي مراسم محددة في هذا اليوم الذي يصادف في ذكرى انتخاب فرنسوا ميتران أول رئيس اشتراكي في الجمهورية الخامسة. وقالت مصادر قريبة من هولاند إن كل شيء يتوقع أن يجري «بشكل طبيعي وببساطة». أضافت أن الرئيس المنتهية ولايته «سيرغب على الأرجح في التحدث لمدة أطول من العادة ليعرض حصيلة أدائه منذ خمس سنوات ويشكر أعضاء الحكومة على العمل الذي تم إنجازه»، كما سيوجه رسالة على الأرجح إلى ماكرون قبل أن يسلمه السلطة نهائيا الأحد. وفي رسالة فيديو بمناسبة يوم أوروبا، عبر ماكرون عن أمله في أن تستطيع أوروبا «السير إلى الأمام مجدداً». وقال: «لن أكون رئيساً مكتوف الأيدي. أنا رئيس للجمهورية الفرنسية يريد أن تستطيع أوروبا اليوم وغداً السير إلى الأمام مجدداً، وأن تحترم وعود الأمس لكي تحمل وعود الغد». أضاف أنه لا يريد أن تبقى أوروبا كما في العام 1950 «مسمّرة في مكانها إلى الأبد». وتابع: «علينا أن نعيد تأسيس أوروبا، وأن نذهب أبعد من ذلك». وأجرى ماكرون أمس الثلاثاء محادثات هاتفية مع عدد من القادة الأجانب بينهم خصوصاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك المغرب محمد السادس. كما تحدث هاتفيا إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كما ذكرت مصادر في أوساط الرئيس المنتخب. وكما فعل هولاند في 2012، يفترض أن يخصص ماكرون الزيارة الأولى له إلى الخارج للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
مشاركة :