رغم التقدم الكبير علمياً وطبياً في شتى المجالات والتخصصات إلاّ أن "سوق الرقية" لا يزال يشهد إقبالا كبيرا من قبل فئات من المجتمع في وقت يشهد فيه هذا النشاط فوضى وتجاوزات طبية وأخلاقية وحتى أمنية وضعف للرقابة من قبل جهات الاختصاص مما أغرى الدخلاء على المهنة لاقتحام هذا النشاط الذي لا يحتاج لأي ترخيص ولا مقر ثابت ولا حتى خبرة بقدر مايحتاج إلى التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال واللعب على عواطف البسطاء بادعاء علاج أصعب الأمراض التي يعانون منها بحثا عن الربح السريع. وعلى الرغم من الإيمان الكامل بأهمية الرقية ودورها المساند للطب الحديث في علاج كثير من الأمراض إلا أن ما يمارس في كثير من دهاليز وشقق واستراحات مدعي العلاج بالرقية الشرعية أبعد بكثير عن ذلك ونتائجه خطيرة على الفرد والمجتمع إذ جاوزت مزاعم هؤلاء المعرفية علاج الروحانيات إلى الأمراض النفسية والبدنية المستعصية التي تستدعي أجهزة ومختبرات عالية الدقة للكشف عنها وتشخيصها وعلاجها، مما يستوجب معه ضبط هذا النشاط وتنظيمه ليتمكن الرقاة المعتبرين والمؤهلين من مزاولة مهنتهم تحت نظر الجهات المختصة حتى لا يشوه الدخلاء نشاطهم ويلبسوا على العامة أمورهم ويذهبوا بالمهنة إلى نفق مظلم في نتائجه وضحاياه. وليس أكثر ضرراً من تلك الفتاة أو الشاب اللذين استسلما للأعراف والتقاليد فكانا بمحض الإرادة ضحيتين لدجال أو مشعوذ يرمق مال هذا أو جسد تلك دون وازع ديني أو رادع أخلاقي في ظل الفوضى العارمة وانعدام الرقابة على الرقاة، وكم سمعنا وقرأنا في الملتقيات والمجالس ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الهاتفية، وطالعتنا الأخبار بعناوين لدخلاء باعوا لضحاياهم الوهم وتكسبوا بطريقة محظورة وأسلوب محرم. ندوة "الرياض" طرحت جملة من التساؤلات حول سر رواج سوق الرقية والإقبال على مزاوليها، وإذا سلمنا -يقيناً- بجدوى الرقية الشرعية المستنبطة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة فما هي الشروط الواجب توافرها في الراقي وما هي دلائل انحرافه عن المنهج الشرعي، وهل حفظ بعض النصوص القرآنية أو الأدعية كاف ليتحول الشخص إلى راق تشرق به السنابات والتطبيقات والمواقع، وتغرد به حسابات الطائر الأزرق، وما هي الجهة المسؤولة عن الترخيص لهم، وما دور وزارة الصحة والأجهزة الأمنية في ذلك، ولم بقي الباب مشرعاً أمام بعض المتطفلين ليكونوا رقاة يستعملون الأعشاب والزيوت والمياه والعسل وربما بعض المستحضرات الملوثة أو المحظورة؟، وإلى أي حد قامت المراكز الثقافية والدور الاجتماعية ومحاضر التعليم ومحاضن التربية بدورها للحد من تنامي هذه الظاهرة وتوعية المجتمع بمخاطرها الجسيمة؟. وقد شارك في هذه الندوة كلا من: د. عاطف النجار- استشاري الصحة النفسية بمستشفى الدار بالمدينة المنورة، واللواء متقاعد د. نايف بن محمد المرواني - خبير أمني، و د. حسن بن محمد ثاني - رئيس قسم علم النفس بجامعة طيبة سابقاً، و د. مساعد بن مسعود البلوي - راقي شرعي وإمام وخطيب جامع وعضو في لجنة المناصحة، و د. محمد بن علي الذبياني - عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية، و د. مها الجرماوي - أستاذة بجامعة طيبة ومستشارة في تطوير الذات.غياب الأكاديميات في البداية تحدث د. مساعد البلوي حول واقع النشاط قائلاً: الرقية ثبتت في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسار عليها الصحابة والسلف، فهي مؤصلة شرعاً بالأدلة الثابتة، ولكنها للأسف أصبحت اليوم مهنة من لا مهنة له؛ لعدم وجود أكاديميات علمية أو معاهد تدريبية تهتم بتأهيل الرقاة، حتى أصبح الباب مشرعاً أمام الجميع للولوج والتكسب والإساءة، وهذا شيء مؤسف، يعززه ضعف الرقابة من قبل الجهات المعنية، كل ذلك جعل من لا يحسن قراءة الفاتحة راقياً، بل ومعالجاً، ربما يصف الخلطات والزيوت، ليلحق الضرر المؤكد في كثير من الحالات التي تعرضت للإيذاء بشتى أنواعه، فكان لزاماً علينا جميعاً التوعية والتنبيه بل التحذير من أولئك الدخلاء والمتطفلين النفعيين أو المنحرفين سلوكياً. خلط المصطلحات وعن نسبة انتشار المرض النفسي وما الذي يستدعي اللجوء للرقية قالت د. مها الجرماوي: إن نسبة من يعانون من الأمراض النفسية حول العالم (450) مليون شخص وفقاً لبعض الإحصائيات، فشخص من كل أربعة أفراد معرض لأن يصاب باضطراب نفسي، وهذه الاضطرابات بشكل عام تتقاطع مع العين والسحر من حيث السلوك الانسحابي، الإحساس بالعزلة، والضيق والبكاء، قد تصل إلى الرغبة بالانتحار، مضيفةً أن تقاطع هذه السلوكيات مع سلوكيات المصابين بالنفس والسحر يجعل هناك خلطاً في المصطلحات، فالاضطراب النفسي كواقع لا يمكن تجاوزه، ولكن ما هي تلك الجهات المنوط بها التعاطي مع هذه المشكلة، هل هم المختصون نظرياً بعلم النفس؟، فأنا مثلاً ومنذ أكثر من خمسة عشر عاماً أقدم استشارات فيما يخص العلاج السلوكي الحركي، فما هو الاضطراب الذي يستدعي مراجعة الطب النفسي؟ -وهو المهم جداً بالطبع-، وما هو الاضطراب الذي يستدعي اللجوء للراقي الشرعي المؤهل الحاصل على شهادة وإجازة تخوله للقيام بذلك؟، مؤيدةً د. محمد الذبياني فيما ذهب إليه أن الواقع مفتوح للجميع، فكل من يفتح استراحة ويحضر الماء والعسل والزيت وبعض الأعشاب والأدوية الشعبية يصبح راقياً ومعالجاً في عرف المجتمع. وتناولت د. مها الجرماوي مسألة التحرج من الاعتراف بالإصابة بمرض نفسي سواء إقراراً أو استعانة بالطبيب النفسي، فبيئة المريض نفسياً خطرة جداً، بيئة تستقطب كل ما هو سيئ وخاطئ، مضيفةً: كوني امرأة فسأتحدث عن العنصر النسائي، فالتي يتأخر زواجها أو تعاني من مشكلة مع زوجها أو لم تنجب تدخل في قلق واكتئاب يتجاوز المتوسط أو المرحلي لتدخل في عالم الحسد والعين ونفق لا نهاية له من اللجوء للرقاة، وللعلم فبعض السيدات تعرضن للابتزاز وتحرشات مخزية من رقاة غير مصرح لهم. تجاوزات الرقاة وحول الضوابط العلمية للرقية أكد د. حسن ثاني على أن تجاوز الرقاة ممارسة الرقية المباحة نقلاً، ودخلوا مجال الطب الممنوع عقلاً، فنصبوا أنفسهم أطباء وهذا خطأ جسيم وخط أحمر يجب أن يعاقب متجاوزه، فكل تشخيصات الرقاة لمرضاهم من مس أو سحر أو اكتئاب يعد تعدياً وصاحبه دجال، فهذه مهمة الأطباء لأنهم يمتلكون الأدوات الحقيقية، أما الراقي فيجب ألاّ يتجاوز القراءة والأدعية فقط، مضيفاً: السحر والعين والحسد لا علاقة لها إطلاقاً بالأمراض الجسمية أو النفسية حسب المعايير العلمية والطبية، ولا علاقة للجن بمرض الصرع أو أي مرض آخر، ومن يظن أنه مسحور أو محسود فيشخص علمياً أنه يعاني من اضطرابات نفسية، وينبغي عليه مراجعة الطبيب النفسي وليس الراقي، بل ولا تأثير للحسد والسحر على الإنسان إلاّ إذا ارتبط بسلوك عدواني، فمجرد تمني زوال النعمة عن الآخرين ليس له تأثير على الإنسان، هذا ما يقوله العلم، فالإعداد العلمي للأطباء لا يسمح لهم بالرقية. وأضاف: لا يوجد لدى الأطباء علاج بالرقية، فلذلك لا يمارسونها فهم يحترمون تخصصهم ولا يتجاوزون ما تعلموه، لذلك أدعو وزارة الصحة معاقبة كل من يدعي العلاج لأن ذلك تجاوز على الجهة الطبية المرجعية، مبيناً أن كل راق يريد أن يكون معالجاً فيجب أن يدرس في كلية الطب ويتخصص في المجال النفسي، كما أن الملاحظ لدى الرقاة نفثهم في أوجه الناس وفي المياه والعسل دون أن نتأكد من سلامتهم الصحية، ذاكراً أن من يعمل في مطعم يُطلب منه رخصة طبية خشية نقله العدوى لزبائنه والرقاة أولى وأوجب. مشروعية الرقية وعلّق د. محمد الذبياني قائلاً: أنا أتعجب مما طرحه د. حسن ثاني: كيف أغفل مشروعية الرقية؟، ولماذا هذا الخلط؟، فتارةً يرى أن الرقية لا قيمة لها، وتارةً ينفي الداعي لها، ويبدو أنه حكم العقل وترك النقل، والأولى ألاّ نصطدم بالنقول الشرعية، وألاّ ننفي أثر الرقية أو تأثير السحر على المسحور، قال تعالى: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس"، وفي حديث عوفِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ: "كنا نَرْقِي في الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى في ذلك؟، فَقال: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ؛ لا بَأْسَ بِالرُّقَى ما لَم يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ". وعلق د. حسن ثاني: أنا أتحدث من بعد علمي، ولا أنفي نصاً مثبتاً، ولكن قد يكون هناك تأويلات وتفسيرات أخرى للنصوص، وعلم الحديث كما هو معلوم علم عقلي بحت، فالرواي مثلاً ملزم بأن يلتقي بمن روى عنه، فالبخاري وضع شروطاً لصحة الحديث لو راجعتها لوجدتها جميعاً شروطاً عقلية، يقبل أو يرفض الحديث بناء عليها. وتداخل د. مساعد البلوي موجهاً حديثه لـ د. حسن ثاني: هناك أحاديث كثيرة منها الجارية التي كانت تصرع بسبب الجان، لافتاً إلى أن ابن كثير وهو يفسر المتخبط بسبب مس الشيطان ذكر بأن هذا الدليل محسوس ومعروف. توسيع المدارك وتداخل الزميل خالد الزايدي: هناك من استنبط من حديث الجارية التي تصرع بأنه مرض عضوي -شحنات كهربائية تستجيب للعقاقير- وهذا مثبت طبياً، مبرراً ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الجارية الصبر على بقاء الجان في جسدها. ورد د. مساعد البلوي: النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي، وقد دعا لها بعدم التكشف، والجنة ثمن كبير جداً لصبرها على الأذى. وقال د. حسن ثاني: النص الديني لم يذكر الجان، فلماذا نستخدم النص الديني لإسقاط الحكم دون استنباط حقيقي وواقعي، ولم ليس لدينا في الفهم سوى مدرسة واحدة، يجب أن نوسع مداركنا ونقرأ الكشاف للزمخشري، أو التفاسير الأخرى الحديثة فلماذا نحصر أنفسنا في كتب محدودة فقط؟ هذا الخلاف موجود ومتجذر في الفكر الإسلامي منذ القدم، تبني مفهوم واحد أو فكر واحد، مبيناً أن الحسد مثلاً ليس مرضاً إذا كان مجرد تمني زوال النعمة كما أسلفت لأنه لن يؤثر في شيء، ولكنه يشخص كذلك إذا أصبح سلوكاً عدوانياً بأن قام بتهشيم سيارة المحسود، وفي القرآن الكريم ذكر الحسد في قصة قابيل وهابيل، ويوسف وإخوته، كل ذلك يعد حسداً ضاراً. وعلقت د. مها الجرماوي: هناك جملة من الأمراض النفس جسمية "السيكوسوماتية"، وهي أن يدخل الوهم على خط الاضطراب النفسي، ففي إحدى المرات جاءتني سيدة على نفس النمط بتاريخ مرضي مع السحر والنفس وتم علاجها بالرقية ولكنها استمرت أسيرة لمرضها بسبب استمرار الوهم. قضايا أمنية وعن الرصد الأمني للرقاة قال اللواء متقاعد د. نايف المرواني: سأتحدث من واقع تجربة فقد عملت بالمجال الأمني وكان مناط لي متابعة الرقاة ومشاكلهم وقضاياهم الأمنية، سأبدأ من سيناريو الرقية، فالمسلم بطبيعته يثق بكلام الله عز وجل قناعة راسخة، ويعتقد بأن الراقي يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم وليس الإشكال هنا، ولكن المشكلة المبالغة في الذهاب للرقاة حتى لو أصيب الشخص بزكام أو عرض بسيط، وهذا يسمى مسار الأفكار اللاعقلانية، التي يتقدمها سوء الظن كسمة بارزة، وعندما يكون المريض في حضرة الراقي سيتصرف به كيف يشاء، بغض النظر عن كونه مشعوذاً أو مداوياً شعبياً أو راقياً بلا خبرة، وأمنياً فعلى حد علمي هناك لجنة مشكلة لاختبار الرقاة تمنحهم رخصة لمزاولة المهنة، ولكن الأهم هو غياب الرقابة كعامل هام جداً احترازياً أو رادعاً للدخلاء، مضيفاً: يجب أن يلتزم الرقاة بضوابط تضعها أجهزة محددة، والمعني بمتابعتهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبحث الجنائي. وأوضح اللواء المرواني أن من المخالفات التي وجدت على بعض الرقاة: راق يضع كاميرا في المكان المخصص للرقية مبرراً ذلك بأنها مخصصة للسيدات اللاتي يأتين للرقية دون محرم، وآخر يمارس الخنق، وثالث يلامس أماكن حساسة في جسد المرأة، والبعض يضرب موعداً مع المريضة في مكان مهجور غير محدد لمئارب سيئة، إضافةً لابتزاز الأثرياء من خلال إيهامهم بأنهم مسحورون وهناك قضية شهيرة مؤخراً لراق قتل ثرياً بعد أن كان يتردد عليه مصطحبا معه بعض الأدوية الشعبية، وقبل خمسة عشر عاماً كنت في مهمة أمنية للتأكد من وضع أحد الرقاة المقيمين في المدينة المنورة، فذهبت له متنكراً ومعي عنصر من العناصر النسائية، فكان يقرأ ويتمتم ويقوم بأعمال غريبة وعجيبة، وفجأة قام بإخراج إناء فيه عظام وخيوط ومسامير، وقال: هذا هو العمل السحري حاضراً، فعندما يكون الشخص ساذجاً سيصدق ويسلم له، ويعطيه المبلغ الذي يطلبه، متسائلاً: من الذي ترك مزاولي هذا النشاط يسرحون ويمرحون دون رقيب، لابد من وجود ضوابط مشددة وأمنية، ونظام واضح صريح، وتصريح يبث الطمأنينة ويقلص من المخالفات، وعند القبض على غير المنضبط يجب أن يعاقب ويشهر به، مضيفاً أن من المخالفات أن بعض الرقاة لا يقبل بأن يحضر المريض معه شيئاً حتى ولو كان "ماء زمزم"، بل يجبره على الشراء، وهذا دليل على مدى الاستغلال المالي لديهم. وتداخل د. مساعد البلوي قائلاً: كل من ليس له علم بالرقية وفق الكتاب والسنة ولا يميز بين الأمراض النفسية والروحية سيتسبب في خلق متاعب للمريض، يجب على الراقي أن يرفع معنويات المريض ويزرع الثقة فيه ويطلب منه أن يرقي نفسه بنفسه، ويوجه له سؤالاً هاماً: لماذا أتيت إلي؟، أنا وأنت نقرأ القرآن الكريم فلم لا تقرأ على نفسك، البعض يقول: أنت فيك بركة، فأقوم بتوجيهه، وأؤكد له أن قراءة المريض على نفسه وهو يعاني أجدى وأنفع. دور تكاملي ووجه الزميل خالد الزايدي سؤالاً: هل يسمح النظام الطبي بالتعاون مع الرقاة؟ وأجاب د. عاطف النجار: لا يوجد تعارض بين الرقية والطب النفسي في رأيي الشخصي، وأنا من الأطباء الذين يدعون للجمع بين العقاقير والرقية في بعض الأمراض وليس جميعها، فهناك أمراض تحتاج هدوءاً وسكينة والقرآن الكريم والأدعية النبوية تساعدان على ذلك ومن تلك نوبات الهلع، القلق، الرهاب الاجتماعي، فأنا أقول للمريض: يجب عليك أن تزور راقياً شرعياً يقرأ عليك كلام الله عز وجل، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، ويؤصل لديك الطمأنينة، والالتزام أيضاً بالأدوية، وأيضاً هناك فريق من الأطباء يحذرون مرضاهم من مراجعة الرقاة ويصفون هذا الفعل بالكارثة، مضيفاً أنه يجب أن تكون هناك ضوابط للرقاة وبرامج ومنتديات علمية وتوعوية وتثقيفية للمجتمع، وأن يكون للراقي دور داخل المستشفيات، حتى نكون بنائين وفاعلين، ويكون ذلك بشكل رسمي، فقد ثبت بأن كثيراً من الأمراض النفسية تتحسن بالرقية، مشيراً إلى أن بعض الأمراض الجسدية سببها خلل نفسي ومن تلك بعض أمراض القلب المتعلقة بنوبات الهلع، وللأسف هناك من دفع مبالغ طائلة في تشخيص المرض والفحوصات القلبية، وربما القسطرة وتنتهي معاناته بعلاجه نفسياً، وقد وقفت على حالات دفعت أكثر من "50" ألف ريال، وفي النهاية يتضح أن لديه نوبات هلع، فلو ذهب لراق شرعي متخصص سيقرأ عليه ثم يوجهه للطبيب النفسي لعلاجه، وكذلك الطبيب الحاذق سيحثه على الرقية الشرعية، وقد ثبت لدى كثير من الأطباء وأصحاب الخبرات الواسعة أن العلاقات المحرمة ومشاهدة الأفلام الإباحية لها دور في نشوء أمراض نفسية أو زيادتها، وأنا أكرر دائماً أنه لا تعارض بين الطبيب النفسي والراقي بل دورهما تكاملي. ورفض د. حسن ثاني طرح د. عاطف النجار قائلاً: ما دمت تؤكد أنه لا تعارض بينك وبين الراقي، فلماذا لا تقوم برقية مرضاك بدلاً من التشخيص ووصف العقاقير؟، وأجاب د. عاطف النجار: لست رجل دين أو متخصصاً في الرقية، ورد د. حسن ثاني: الرقية لا تحتاج متخصصاً فهي آيات وأدعية يستطيع أن يقرأها أو يتعلمها أي أحد، ويجب ألاّ يكون لشخصية الراقي أي دور علاجي، فالأسبرين مثلاً عقار معروف ويمكن شراؤه من أي صيدلية وبنفس الفاعلية، فهل من المقبول أن تقول للمريض لا تأخذ الدواء إلاّ من صيدلية كذا وإلاّ لن يكون مجدياً. من المسؤول عن التشخيص؟ وتداخلت د. مها الجرماوي قائلةً: أخطر نقطة هي التشخيص، فإذا عرف السبب بطل العجب، متسائلةً: من المسؤول عن التشخيص؟، ومن الذي يحدد نوع المرض -اكتئاب أو انفصام أو وسواس قهري-، بالتأكيد الطبيب النفسي، فلم لا يتم استحداث قسم متخصص في التشخيص مهمته تحديد اتجاه المريض في العلاج نفسياً أو روحياً، مضيفةً: لو جاءتني سيدة وشخصت بأنها مصابة بانفصام، هذا التشخيص سيحول حياتها رأساً على عقب ويدخلها نفقاً مظلماً، إذا ما عرفنا أن بعض الأمراض مفصلية في الحياة، ولكن لو قلت لها إن معك مرضاً بسيطاً سيزول خلال أيام فإني أدفعها بالاتجاه السليم والصحيح، متسائلةً: لماذا يذهب المريض مباشرة للراقي؟، السبب بالتأكيد درجة الثقة بهذا الشخص التي تصل إلى نسبة "100%" وكلنا نعلم أن بعض الرقاة يتحصلون على مبالغ مالية طائلة تتجاوز "100" ألف ريال أحياناً، متأسفةً أن ثقافة المجتمع توجه المريض نحو الطريق الخطأ "اذهب لفلان بمدينة كذا أو قرية كذا"، ما الذي يجعلنا ننساق بسهولة؟، سيدة تقول إن الراقي يقرأ عليها من سنتين والجان يرفض الخروج فقلت لها: المشكلة ليست في الراقي بل في إدراكك الخاطئ. غسول الفناجين وتساءلت الزميلة فاطمة الحسن عن التفسير الطبي لمعاناة إحدى صديقاتها التي كانت على قدر من الجمال ثم أصيبت بالحسد وفقاً لتشخيص أحد الرقاة بعد ظهور تقرحات غريبة تشبه شكل العين؟ ورد د. حسن ثاني قائلاً: ما حدث ليس له ارتباط بالعين والحسد لعدم وجود دليل مادي على ذلك، وينسحب ذلك على كل القصص التي تروى عن ذهاب فتاة لزواج وكان شعرها طويلاً ثم تساقط، أو مرضت أو أصيبت بأي عارض، هذه القصص وأمثالها جعلت من بيع غسول الفناجين تجارة رائجة ورابحة. وعلّق د. عاطف النجار بقوله: أنا أرى أن هذه الحالة وشبيهاتها تؤكد أهمية تعاون الراقي المصرح له والطبيب المختص حتى نقطع الطريق على الدجالين والمشعوذين. وقال د. حسن ثاني: يجب ألاّ يكون للرقاة دور في المستشفيات والتشريع لهم مرفوض، فالإعداد العلمي للأطباء لا يسمح لهم بممارسة الرقية، ولكن للأسف قصور الرقاة في العلم الطبي لم يعقهم عن ممارسة الطب والعلاج، ويجب على الجهات الطبية منع كل راق من العمل دون رخصة طبية، وعلى السلطات الأمنية القبض عليهم لأن العلاج تخصص طبي وليس شرعي. وتداخل اللواء متقاعد د. نايف المرواني وقال: حتى نقضي على هذه الفوضى لابد من وجود ضوابط للرقاة وسن عقوبات تردع الدخلاء ومستغلي القيم الدينية، فالمريضة مثلاً ستسرد كل أسرارها الخاصة للراقي، فإذا كان متطفلاً هل هو مؤتمن أو مؤهل للتعاطي مع ذلك؟، وهل سيمتنع عن إلحاق الضرر بها؟، فالراقي المرخص له بكل تأكيد سيقيم الحالة ويوجهها للطبيب النفسي. تفاقم المشكلة وطرح الزميل خالد الزايدي سؤالاً: لمَ تفاقمت مشاكل الرقاة إلى هذا الحد؟، وهل بات عمل بعضهم معطلاً -في كثير من الأحيان- لجهد الأطباء لاسيما في المراكز الطبية والمستشفيات، باعتبار أن البعض يمكث مدة طويلة عند المريض أو يحذره من تناول الدواء؟ وأجابت د. مها الجرماوي: معضلتنا القديمة المتجددة هي الحرج من الذهاب للطب النفسي باعتباره ضرباً من الجنون وأكبر وصمة عار هي فتح ملف طبي، بل في عرفنا أن البنت التي راجعت طبيباً نفسياً لا تجد من يتقدم لها، والمتزوجة ربما يطلقها زوجها، مضيفةً أن تصحيح الوعي ضروري جداً خاصةً في نطاقي المدرسة والإعلام بأن يعرف الجميع أن المرض النفسي عرضي وليس ثابتاً، وعند الإحساس ببوادره يجب الذهاب للطبيب النفسي، مع تقديري للعلاج الديني كونه قطب أساس في العلاج النفسي ولا يمكن إنكاره. جهة إدارية وطرح الزميل نايف الصبحي تساؤلاً حول مدى استغلال بعض المشعوذين والسحرة لسوق الرقية بعد أن تم تضييق الخناق عليهم؟. وعلّق د. حسن ثاني: زرت قديماً أحد الرقاة المعروفين في آبار علي وسألته عن وجود تصريح له بممارسة النشاط، فأجاب: "نعم"، وعندما طلبته منه لم يكن تصريحاً بل ورقة من قبل إحدى الجهات الأمنية والهيئة بأنه تم الاطلاع على الكتب الموجودة لديه والتحفظ عليه ثم إطلاق سراحه، وما زلت أتساءل حتى اليوم: هل توجد جهة مخولة بالتصريح للرقاة؟. وأجاب د. مساعد البلوي: إمارة المنطقة، ورد د. حسن ثاني: الإمارة جهة إدارية وليست طبية، والجهة المنوطة بالاستطباب بأنواعه هي وزارة الصحة فقط. تفسيرات طبية وحول السلوكيات الغريبة المحيطة بطقوس الرقية من صرع وتشنج وهذيان أكد د. عاطف النجار على أن مهمته تقتصر على البحث عن أسباب مادية بدءاً بعمل الفحوصات الطبية وتخطيط المخ، وإذا كان المريض يهذي فأتوقع وجود أمراض ذهانية، وأهتم بقصة المرض قبيل ظهور الأعراض من قبل أقاربه من الدرجة الأولى، وأوجه عادة أسئلة حول نومه، شهيته للطعام، تركيزه، فنحن لا نمتلك سوى تفسيرات طبية تستند على معطيات ومحسوسات فقط، أمّا إذا لم يتضح لي شيء من خلال الفحوصات وتخطيط المخ للمصاب بالصرع مثلاً فأنا أوجهه للذهاب إلى راق شرعي. وعلقت د. مها الجرماوي: أنا أتهم المسلسلات والأفلام بهذه الرهبة المختلقة التي تتسلل إلى نفوس المرضى عند جلوسهم لدى الراقي. وتداخل اللواء متقاعد د. نايف المرواني قائلاً: يجب أيضاً ألاّ نغفل الوهم والعلاج بالإيحاء، فقد كان يعمل لدي سائق آسيوي وكان يلح علي مدة من الزمن بالسماح له بالسفر بسبب آلام أصابته في عينيه، فأحضرت له عبوة ماء وقلت له: "هذا الماء قرأ عليه أئمة الحرم النبوي، اغسل عينك به صباحاً ومساء وستشفى بإذن الله"، وتفاجأت به في اليوم التالي يشكرني ويؤكد لي بأن الألم زال تماماً عنه!.واقع مؤلم..! أكد د. محمد الذبياني على أن واقع هذا الرقية الشرعية مؤلم جداً، وأن ضعف التوكل على الله عز وجل لدى البعض كان سبباً في رواج سوق الرقية التي كثر المشتغلون بها، وقال: أعرف رقاة أميين لا يحسنون القراءة أو الكتابة، فالإشكالية إذن ليست من طرف واحد بل من كلا الطرفين؛ الرقاة والمسترقون، ويساند هذا النشاط جملة من الأسباب كضعف الخدمات العلاجية الصحية والنفسية، والعرف الاجتماعي القاصر؛ لأن من يراجع الطبيب النفسي في نظرهم إنسان مختل؛ لأنه بزعمهم طب للمجانين، يضاف إلى ذلك "السوشل ميديا" والتطبيقات الهاتفية ودورها الدعائي المؤثر، وقد تابعنا الكثير من الإغراءات والإشاعات حول قدرات بعض الرقاة التي جعلت منهم حلاً سحرياً وسريعاً لأمراض أعيت الأطباء والمختصين، متأسفاً على أن الرقية لدينا ليس لها ضوابط وهي متاحة للجميع ولكل من "هب ودب"!.«الرقية» و«تفسير الأحلام» و«الطب الشعبي» وجه الزميل نايف الصبحي سؤالاً: لماذا أكثر مراجعي الرقاة هم من النساء على وجه التحديد؟ وأجابت د. مها الجرماوي: مفهوم الذات لدى الإناث يختلف تماماً عن الذكور، المرأة في تكوينها النفسي قابلة للتأثر بالرسائل السلبية، فالزوج لو قال لها: "أنتِ لست طبيعية" ستتأثر أكثر بكثير منه لو قالت له نفس الجملة، فمثلاً: لو تأخر الحمل لدى السيدة أو كانت عقيماً أو تأخر الزواج فتتقبل سريعاً رسالة المجتمع، الموروث الشعبي، التقاليد أو الخبرة الخاطئة بوجود عمل سحري أو حسد، فالتكوين النفسي للمرأة وتقديرها لذاتها ضعيف وقابل لغزوها بسهولة. وتداخل د. الذبياني: هناك "ثالوث خطر" توسع فيه المحتالون أو من يدعون الطب البديل، الرقية وتفسير الأحلام والمنامات والطب الشعبي، وقد يجمع بعض الجهلة كل هذه الأمور فهو يرقي ويفسر الحلم ويصف الدواء، بل والبعض عنده صيدلية منزلية، وهذا أمر خطير وسبب انتشاره أن المريض يتعلق بأي أمل له في الشفاء فتراه يسلم عقله وإدراكه لغيره، لذلك فالمحتال يستنزف ماله، إضافةً إلى الضرر الصحي الذي يلحق به من استخدام تلك العقاقير غير المقننة أو الملوثة، داعياً إلى أهمية وجود باحث اجتماعي يلتقي المريض لمعرفة خلفيته الاجتماعية بناء عليه يعد تقريرا متكاملا عنه ويحال بعدها إلى الطبيب النفسي الذي سيجد الطريق مختصراً أمامه في التشخيص والعلاج. وعلّقت د. مها الجرماوي: المشكلة هي العزوف المجتمعي عن الذهاب للطبيب النفسي، وقال د. النجار: قريبا إن شاء الله سيكون الراقي الموثوق مسانداً للطبيب المختص في المراكز الطبية.وسائل التواصل الاجتماعي روّجت للرقاة.. وأكثر الضحايا نساء! أكد د. مساعد البلوي في إجابته على سؤال الزميلة فاطمة الحسن: هل يوجد لجان مختصة بضبط عمل الرقاة؟ أنه للأسف لا توجد، وقال: سبق لي الذهاب للإمارة لطلب ترخيص فتم الاستفسار عني بحثا وتحريا واختباريا بتوجيه جملة من الأسئلة، وطلب تزكيتين من عالمين معتبرين، واتضح لهم عقب ذلك أني عضو رسمي في لجنة المناصحة، فتم السماح لي بمزاولة النشاط. وعن دور وسائل التواصل الاجتماعي في سرعة الترويج للرقاة أوضح د. محمد الذبياني أن لها دورا كبيرا في تشجيع المحتالين، حيث يتناقل مستخدموها براعة فلان من الناس في الرقية وفي استخراج الجان أو فك السحر وغير ذلك، مما يجعل كل وأهم عرضة لأن يتوجه إليهم مسلوب العقل والإرادة؛ ولأن المردود المادي للرقية كبير، هذا أيضاً جعل الكثير يعملون بالرقية وكأنها تجارة، والغريب أن بعض الرقاة دون مؤهلات، فالاندفاع نحوها لم يستثن أحداً حتى من لا يتقن قراءة الآيات بشكل صحيح، ورغم ذلك كله نجد الناس عليهم جماعات ووحدانا ينهلون من بركاتهم الكاذبة.ما المطلوب؟اللواء متقاعد د. نايف المرواني: نطالب بضوابط أمنية، وتشكيل لجان مختصة، ووضع معايير صارمة، وإناطة مهمة الترخيص للرقاة بجهة محددة، وكذلك منع وردع المتجاوزين وتبصير المجتمع وتوعيته بخطورة الدخلاء. *د. حسن ثاني: نحتاج إلى مزيد من التوعية والتحذير بشدة من الذهاب للرقاة بمختلف أنواعهم، فالجهة الوحيدة هي الطب النفسي فقط، ومن أراد الرقية فليرق نفسه بنفسه، كذلك يجب عدم القبول بوجود رقاة أو عيادات مختصة بالرقية في المراكز الطبية أو خارجها. *د. عاطف النجار: يجب تدخل الجهات المعنية بتنظيم الاستطباب بالرقية الشرعية بشكل منظم، والترخيص للمؤهلين وإتاحة المجال لهم للعمل بشكل رسمي من خلال مراكز أو عيادات في المستشفيات، وكذلك تشديد الرقابة عليهم من قبل الجهات الصحية والدينية. *د. مها الجرماوي: لا بد من التركيز على رفع مستوى الصحة النفسية بين الأفراد حتى يميزوا بين الأعراض المختلفة والتوعية بأن الطبيب النفسي صديق للمريض ومعين له على تجاوز الأزمة الوقتية التي يمر بها والمماثلة للمرض الجسدي، إضافةً إلى أهمية تغيير المظلة التي يتبعها الرقاة بأن يدرجوا جميعاً تحت مظلة وزارة الصحة للحد من الأخطاء والتجاوزات.د. محمد الذبياني: يجب ضبط الرقية الشرعية من خلال لجنة مكونة من العلماء الأفاضل ليـقـــومــــوا بالـتـــــأكد من أهلية أي متقدم من الناحـية الشرعية وإجازته، وأن تقوم الجهات الأمنية بضبط الدجالين والمشعوذين من مدعي الرقية. *د. مساعد البلوي: نحتاج إلى وجود لجان مختصة تحد من نشاط الرقاة غير المؤهلين، وأن تسن أنظمة صارمة لمنع المتطفلين من التكسب غير المشروع على حساب أوجاع وآلام المرضى.على الراقي أن يعلق مرضاه بالله وليس في شخصه! في سؤال للزميل سلمان فالح: هل يميز الرقاة بين المرض النفسي والروحي والعضوي، فالمتعارف عليه أنهم يدعون علاج الأنواع الثلاثة؟ وأجاب د. مساعد البلوي قائلاً: يجب على من يتصدر العلاج بالرقية أن يكون سؤاله الأول للمريض: هل ذهبت لعيادة أو مستشفى؟، وهذا ما أقوم به، فإن رد بالنفي أطلب منه أن يراجع طبيباً نفسياً أولاً، ومن عشر سنوات أواجه برد واحد: "المجتمع سيصفني بأني مجنون"!، ومازلت أصحح هذه الفكرة المغلوطة حتى اليوم، فإذا تم تشخيص الحالة من طبيب أو أكثر واقتنعت بحاجته للرقية أرقيه وفق ثلاثة مبادئ: أن يلتزم بمراجعة الطبيب، لا أعطيه تشخيصاً بأنه مصاب بعين أو سحر، أحاول إقناعه بأنه سليم، ثم أقوم بالقراءة، وعندما يحدث لديه إغماء أو بكاء يظن مرافقه بأنه بدأ خروج الجان من المريض، وربما يطلب مني سرعة إخراجه، فأسأله: هل رأيت الجان؟، فيقول بعض الرقاة أخبرونا بذلك، فيكون ردي بأن هذا الكلام ظني وليس محسوساً، فلماذا هو قطعي عندك؟ -مع إيماننا العقدي بوجود الجان-، مضيفاً أن الدور الأهم للراقي هو تخفيف المعاناة على المريض وليس زيادتها وإخافة المريض وأسرته، لافتاً إلى أنه يجب على الراقي أن يعلق مرضاه بالله عز وجل وليس به شخصياً حتى لا تتأثر عقيدة الطرفين، وأن يؤكد بأن قراءة الشخص على نفسه أسلم وآكد وأرجى، فقد يكون الراقي مشغولاً أو لديه التزامات تمنعه من التركيز التام أثناء القراءة. ننتظر الربط والتكامل بين الطبيب والراقي الشرعي تحت مظلة واحدة تجاوزات بعض الرقاة غير المرخصين تحتاج لردع على الراقي مسؤولية رفع معنويات المريض وزرع الثقة فيه بدلا من تأزيم حالته النساء أكثر ضحايا الرقاة غير المؤهلين ضيوف الندوة طالبوا بمحاسبة الرقاة غير المؤهلين ومدعي العلاج بالرقية الدخلاء شوهوا مهنة الرقية الشرعية واستغلوا آلام المرضى اللواء م. د. المرواني: المتجاوزون يسرحون ويمرحون بلا رقيب.. ويجب ردعهم وتبصير المجتمع بخطورة عملهم د. البلوي: الرقية أصبحت مهنة من لامهنة له.. ونحتاج أنظمة صارمة لمنع المتطفلين من التكسّب على حساب آلام الناس د. الذبياني: "ثالوث الخطر" توسع فيه المحتالون.. ويجب التأكد من أهلية الممارسين وضبط الدجّالين والمشعوذين د. ثاني: تشخيصات بعض الرقاة لمرضاهم تعدًّ على مهنة الطب.. وبعض القصص حوّلت "غسول الفناجين" لتجارة رائجة! د. النجار: لاتعارض بين الرقية والطب النفسي.. وننتظر فتح مراكز متخصصة للرقاة المؤهلين ليكونوا مساندين للأطباء د. الجرماوي: معضلتنا في الحرج من الذهاب للطبيب النفسي ونحتاج لرفع الوعي في المجتمع حــضـــور «الرياض» خالد الزايدي نايف الصبحي سلمان فالح فاطمة الحسن
مشاركة :