بين تأكيده على جدوى الرقية الشرعية، وتشديده على ضرورة التداوي من المرض طبياً، حذّر الشيخ الدكتور محمد العوضي مما أسماه فوضى الرقية الشرعية والمس الجني وتشخيص الممتهنين لها من دون علم ودراية. وروى العوضي قصة لأحد أساتذة العلوم الشرعية جاءته يوماً إحدى طالباته تقص عليه حكاية قريبة لها تعاني من صرع، وأخبرته بأنهم لم يتركوا راقياً إلا ذهبوا إليه، لكن حالتها ازدادت سوءاً فنصحها أن تذهب لأحد الأطباء المتخصصين نظراً لوجود حالات مرضية تتشابه مع المس الجني. وحسب العوضي، فإن أستاذ العلوم الشرعية ذكر أنه تفاجأ بعد أيام بالطالبة تحضر إليه علبة من الحلوى كهدية، وحين اعتذر لها بأنه ينبغي على الأستاذ ألا يُهادى من طلبته، أخبرته بأنهم أخذوا بنصيحته وذهبوا بقريبتها إلى طبيب متخصص وشخّصَ حالتها وكتب الله لها الشفاء على يديه. واستدل العوضي على فوضى الرقية الشرعية بقصة شاب اشتكى من وجع في ظهره، فذهب به ذووه إلى مشايخ في شمال البلاد وجنوبها، بل انتقلوا به إلى خارج الحدود أملاً في شفائه مما أصابه، واختلفت تشخيصات الرُقاة بين قائل أكد أنه داس بقدمه سحراً، وثانٍ بأنه «معيون»... وثالث أيقن بأنه ممسوس، فلجأوا في نهاية المطاف إلى طبيب وكان التشخيص الحقيقي أنه مصاب بورم غير خبيث في المخ، وأجريت له عملية لاستئصاله. وحث العوضي جمهوره ومتابعيه في نهاية رسالته على ضرورة توخي الحذر والابتعاد عن تلك الفوضى التي يتأخر معها العلاج، وقد تؤدي إلى وفاة المريض جراء الخطأ في تشخيص المرض.
مشاركة :