أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ، أن جمعية الأطفال المعوقين قطعت شوطاً مميزاً في تحقيق معادلة " توسع وتجويد الخدمة مع توفير التمويل الدائم " . وقال في كلمة تصدرت التقرير السنوي لجمعية الأطفال المعوقين عن العام المالي المنصرم " كان العام الأخير من الدورة العاشرة لمجلس الإدارة بمثابة موسم الحصاد لجهد فائق تواصل على مدى السنوات الثلاث ، سعياً لتحقيق أهداف استراتيجية واكبت مرحلة النقلة النوعية التي تعيشها الجمعية ونوه سموه بما تلقاه الجمعية من مساندة وتفاعل من كافة قطاعات المجتمع . وأشار التقرير الى أن الجمعية خلال الشهور العشرة الأخيرة من دورة المجلس الحالية، خاضت "ماراثون " لإنجاز ثلاثة مراكز جديدة ، ولإكمال إنشاء وتجهيز المركز الرابع، والانطلاق في المركز الخامس ، وبلورة فكرة مركز سادس ، في تجربة غير مسبوقة على صعيد العمل الخيري في المملكة العربية السعودية . وذكر التقرير " أنه بين شهري جمادي الثاني 1434هـ وربيع الثاني 1435هـ شهدت خريطة المملكة امتداد مظلة الجمعية لتشمل إلى جانب الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والجوف وحائل ، صروحاً جديدة في كل من عسير والباحة وجنوب الرياض ، إضافة إلى اكتمال مركز الرس ، وانطلاقة مركز جازان ، فيما بدأت الاستعدادات لمركز منطقة الحدود الشمالية . ومن جانبه أوضح الأمين العام للجمعية عوض الغامدي أن افتتاح ثلاثة مراكز جديدة خلال أقل من عام واحد يمثل تحدياً لهذه المؤسسة الخيرية الرائدة ، بما يتضمنه ذلك التحدي من تبعات تكاليف الإنشاء والتجهيز ومن ثم التشغيل ، إضافة إلى تبعات توفير الكوادر الفنية المتخصصة بما يعانيه ذلك المجال من ندرة على مستوى العالم ، إلى جانب تبعات التخطيط طويل المدى ومشروعات تنمية الموارد وبرامج التوعية والعمل الإداري والتنظيمي . وأشار الى أن مجلس الإدارة سعى لتكثيف جهوده لإنجاز مشروعات المراكز المدرجة على قائمة التنفيذ ، واستكمال إجراءات البدء في المشروعات المقترحة بالتنسيق مع إمارات المناطق ، ومن خلال تعزيز علاقات الجمعية مع الداعمين الذين يمثلون شريحة عريضة من المجتمع . موضحاً أن هذا " الماراثون " المتفرد من الإنجازات على صعيد مراكز الخدمة واكبه جهد فائق لمشروعات تنمية الموارد وتوفير مصادر دخل ثابتة ودائمة بما يضمن توفير نسبة جيدة من نفقات تشغيل تلك المراكز وما تقدمه من خدمات مجانية لأكثر من ثلاثة آلاف طفل سنوياً ستصل في نهاية العام الجاري إلى نحو أربعة آلاف طفل بميزانية تزيد عن 100 مليون ريال سنوياً . حيث عملت الجمعية على تنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية والوقفية الخيرية بما أسهم في الوصول بحصتها في دعم الميزانية العمومية إلى نحو 45% سنوياً ، كما واصلت تفعيل برنامج الشراكات الاستراتيجية مع نخبة من مؤسسات القطاع الخاص لإبرام وتجديد اتفاقيات تعاون طويلة المدى باتت تمثل مصدرا ثابتا ودائما للدخل ، كما بادرت عدة شركات بتبني مشروعات وبرامج مبتكرة ، وابتكرت الجمعية منظومة من الأنشطة والبرامج التجارية الخيرية التي لقيت تفاعلاً مميزاً من قطاعات عديدة. وفيما يتعلق بتطوير برامج الخدمة ، قال الغامدي " ، تم إعداد والبدء في تنفيذ خطة لإثراء وتطوير الخدمات بما يواكب المستجدات المحيطة في المجال ويحفظ للجمعية ريادتها ، وكذلك تفعيل برنامج لبناء قاعدة معلومات لخريجي الجمعية للتواصل معهم، ويضم لهم من يتم تخرجهم ، وواصلت الجمعية تجربة برنامج الابتعاث في التربية الخاصة والنطق والحاسب الآلي، ويجرى التنسيق مع وزارة التعليم العالي لتخصيص نصيب من برامج الابتعاث للعاملين في مجال التأهيل بصفة عامة ، وبالتنسيق مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يجرى تفعيل مشاركة الجمعية في مجال الأبحاث ذات الصلة بخدماتها ، فيما شهدت أرقام مخرجات مراكز الجمعية على صعيد التأهيل والدمج تصاعداً ملموساً ، اذ طبقت بعض المراكز برنامج الدمج على نسبة 40% من أبنائها بعد اكتمال برامج تأهيلهم . وجاء في التقرير " أنه سعياً لتحقيق هدف توطين الوظائف وتطوير الأداء أقر مجلس الإدارة الدراسة الفنية التي أعددت المرحلة الأولى منها احدى الشركات العالمية المتخصصة وتسهم دار استشارات محلية ، وبإشراف لجنة التطوير والتنظيم الإداري في إعداد هيكلة جديدة للجمعية تساهم في علاج تسرب الكوادر وتستقطب الكفاءات الوطنية ، وتحقق استقلالية الأداء في مراكز الجمعية، وإيماناً من الجمعية بأهمية تعزيز علاقات التواصل مع الأعضاء والداعمين ومنحهم أدواراً في أنشطة المراكز، نجحت الجمعية في توسيع قاعدة أعضاء الشرف لتضم خلال الفترة الأخيرة نحو مائة عضو جديد يمثلون إضافة متميزة للرصيد الاستراتيجي لهذه المؤسسة الخيرية ، كما أعادت الجمعية جسور التواصل مع عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية بعد انقطاع لأسباب متعددة . ومواكبة لتنامي دور الجمعية وتوسع مراكزها وتعدد برامجها ومشروعاتها شهد الحضور الإعلامي للجمعية نقلة غير مسبوقة تعددت صورها عبر بناء شراكات مع العديد من وسائل الإعلام، واستثمار الوسائط الجديدة ، وواصلت الجمعية ريادتها في التصدي للإعاقة من خلال الأنشطة العلمية والثقافية ، حيث تم تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات والملتقيات والمعارض المتخصصة التي شهدت حضوراً وتفاعلاً ملموسين . والتزاماً بما تميزت به الجمعية على مدى تاريخها من تطبيق أعلى معايير الشفافية المالية ، والمهنية المحاسبية الدقيقة حظي أداء الجمعية المالي بإشادة أحد أهم مكاتب المحاسبة القانونية في المملكة والمكلف من قبل وزارة الشئون الاجتماعية ، كما قامت الجمعية تحت إشراف لجنة الأوقاف بتوثيق إسهامات كافة الداعمين لمشروعاتها الخيرية الاستثمارية عبر وثائق أسهم موقعة من سمو رئيس مجلس الإدارة ومن معالي رئيس لجنة الأوقاف . وواصلت الجمعية نهجها في تعزيز الدور المحوري والرئيس الذى تقوم به المرأة في مسيرة الجمعية، حيث كثفت من حضورها الفاعل في مختلف البرامج والأنشطة التي تقدمها الجمعية ومراكزها ، ووفاءً وعرفاناً للشركاء من أصحاب المبادرات الكريمة في دعم مشروعات الجمعية وبرامجها ، تعددت أشكال توثيق تلك العطاءات كقدوة تحتذى ، عبر إطلاق أسماء كبار الداعمين على وحدات المراكز وعلى البرامج التي أسهموا في دعمها ، أو عبر لقاءات ومناسبات التكريم التي شهدت حضوراً مميزاً واستجابة وعرفانا ملموسين من الشركاء .
مشاركة :