أكرم عطاالله يكتب : كيف خرج المارد المذهبي من قمقمه…!!

  • 5/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كيف خرج المارد المذهبي من قمقمه…!!   أتذكرون أحمد سعيد؟ رأس حربة الاعلام العربي في هزيمة حزيران عام 67 حينما كانت الطائرات الاسرائيلية تضرب مطارات العرب وطائراتهم في مرابضها وكان جيش اسرائيل يطوي الأراضي العربية ، كان الرجل يعلن انتصاراته الوهمية التي لازال هناك من يقلده فيها،  كان سعيد يقول أنه سيرمي الاسرائيليين الى البحر بمقولته الشهيرة الشاهدة على تاريخنا المثقوب “هنيئاً لك يا سمك القرش”.بقلم ـ أكرم عطاالله بالأمس وخلال 24 ساعة ابتلع البحر 250 عربياً هربوا من جحيم فتحت أبوابه دفعة واحدة في بلدانهم التي لم تعد تتسع لهم وتحول نهاره الى ليل أسود مضخم بصدى الموت المنبعث من كل الأزقة،  فقد تحولت البيوت الى مصائد للقتل والشوارع الى حقول ألغام والجثث الى أرقام رياضية لتلاميذ العنف وأساتذة القتل المرصعين بتاريخ لم يصب أسلحتهم بالبطالة وهم ينقلونها من بلد الى آخر كأنهم متعهدي الدمار. لقد انتهى خريف العرب الذي بدأ منذ حرب البسوس في سوريا فأعاد نبش تاريخنا بمعول صديء أكثر ما يليق بنا بعد أن اكتشفنا الفارق الضوئي بيننا وبين العالم فلا زلنا نتحاجج بالسيوف وبكل ما نملك من قوة وأربطة خيول على معاوية وعلي وأيهما أحق بالخلافة كأن تاريخنا تسمّر رافضاً أن يغادر بقعة الدم نحو بقعة الضوء مجردين من الانسانية في صراعات مدعاة للسخرية والحزن في آن واحد تماماً كما يختلط الموت والاحتفال بالقتل والنصر والتكبير. من الذي أخرج مارد الطائفية من قمقمه ليجز رقاب العواصم؟ من الذي استغل جهلنا الصلب ليصلنا على خشبة الموت كما المسيح لكننا بقينا معلقين تنهشنا حشرات الأرض وذبابه وأسماكه حتى ، والتي أصبحت تتلقى وجبات متقطعة ودائمة من اللحم العربي الذي يتساقط من رحلة الهروب نحو بلاد يحكمها نجاشيون جدد حين تسابقت الدول العربية وأغلقت الأبواب في وجوههم ولم يبق غير البحر. ذات مرة قبل ثلاثة أعوام استقل فلسطينيون هربوا من جحيم الموت الذي كانت تهديه الطائرات الاسرائيلية استقلوا قارباً نحو أوروبا بعد أن تمكنوا من الهرب نحو مصر،  لم يصلوا حتى الآن فقد انقطعت أخبارهم وكأن قدر العربي أن يبقى باحثاً عن ملجأ طريداً شريداً حتى الدول التي أنفقت أموالها واستنفرت منظريها استثماراً في خراب سوريا لم تسمح لهم بدخول أراضيها فلم يعنيهم سوى خط الغاز وخطوط الوشم على أجساد السوريات ذوات الأصول الأندلسية اللواتي أهدى جداتهن الفاتح موسى بن نصير للخليفة الأموي الوليد وهو عائداً محملاً بثلاثين ألف جارية. يشتد الصراع المذهبي أكثر وتغذيه حسابات المصالح ويستدعي الماضي لصب النار على زيت الحاضر الذي يغلي في مرجل أمة دائمة التأهب لأن كلمة واحدة كفيلة بشقها الى فسطاطين وتحويل عواصمها الى محرقة لا تنطفيء قبل أن تتركها كومة من الرماد الرخو الذي لن تصلح أية محاولة لإعادة بناء الأوطان فوقها،  كيف فشلنا في صياغة ثقافة الدولة بعد كل هذه السنوات وهذه التجربة الطويلة على هذه الأرض؟ كيف استمرت هذه المنطقة تكمل قصة داحس والغبراء بلا توقف وبكل أمانة؟ كيف لم يعد العربي يستظل بدولته هائماً على وجهه يبحث عن كسرة حياة في رحلة الموت التي تتوقف على قارب مهتريء يحوله الى طعام للقرش كما كان يردد ذلك الاعلامي؟ يا لخيبة تظللنا ونحن لم نتوقف عن عقد المقارنات مع الغرب ومواطنيه الذين تحولوا الى سادة قياساً بمجتمعات العبيد الهاربة بحثاً عن مأوى،  لقد توقف عندهم صراع المذاهب وصراع السلطة أخذ شكلاً حضارياَ بعيداً عن العنف وصراع المال والنفوذ،  نموذج الانتخابات الفرنسية يصفعنا جميعاً كيف يتم تداول السلطة بكل هدوء فيما نكلل تاريخنا بتداول المعارك وجيل يسلم الراية لجيل بلا توقف. ألم يتعب العرب من حروب الردة؟ ومن صراعات وحفلات القتل وتقطيع الرؤوس وحفلات المحظوظ فيها هم الهاربين من أوطانهم،  فأية ثقافة وأية مجتمعات تلك التي تحتفل بتاريخها بالدم وأية دول يمكن أن تصلح للحياة الثابت الوحيد فيها هو الفقر والملاحقة وأية دول تلك لم تصبها الغيرة مجرد أن تقارن مع أفقر وأصغر دولة في أوروبا والغريب أن البعض يتحدث عن تفوقنا عليهم .. يا لخيبتنا..!!أخبار ذات صلةأكرم عطاالله يكتب : فرصة حماس الوحيدة بعد الوثيقة..!أكرم عطاالله يكتب: عندما قالت عائشة «إبك كالنساء»..!!أكرم عطاالله يكتب: عندما ترَيَّفت مدن العرب حدث الصدامأكرم عطاالله يكتب: عن تفجير الكنائس وأزمة التراث الصحراوي ..!!أكرم عطاالله يكتب: غزة : تفصلها حماس وتركلها السلطة..!!شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :